حراك دبلوماسي كثيف في بيروت يبدّد المخاوف… وأجواء إيجابية تستبعد الحرب!

شهدت بيروت أمس حراكاً دبلوماسياً ناشطاً، توافد خلاله عدد من الموفدين الدوليين والعرب الذين التقوا كلاً من رؤساء الجمهورية جوزاف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام، في مسعى إلى احتواء أي تصعيد في الجنوب وتثبيت الاستقرار في لبنان.
وكان من أبرز الزائرين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، ومدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقد وصفت مصادر لبنانية لقاءات أورتاغوس بـ”الجيدة والبنَّاءة”. وأكدت أنها “لم تحمل التهديد والتهويل، إنما كانت واضحة بضرورة العمل على إنهاء الوضع القائم بسرعة كي يرتاح لبنان بشكل عام والجنوب بشكل خاص”.
وعن زيارة رشاد، قالت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إنه أكد استعداد مصر للمساعدة في التوصل إلى كل ما من شأنه أن يسهم في التهدئة وعودة الهدوء والاستقرار إلى لبنان.
من جانبه، تحدث أبو الغيط عن جهود مصرية – أميركية لمساعدة لبنان، مستبعداً عودة الحرب.
وخلافاً لكل ما أُشيع حول حركة الموفدين الديبلوماسيين والأمنيين، والتي كان منها حركة أورتاغوس ورشاد، لم يتلقَّ لبنان أي تهديدات إسرائيلية مباشرة بوجوب نزع سلاح “حزب الله”، وإنما تلقّى ما يشبه النصيحة باغتنام فرصة متاحة الآن، للوصول إلى اتفاقات تُنهي الحرب، بنتيجة سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق إنجازات سلام في المنطقة. وقد لفت في هذا الإطار، ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، بعد ساعات من لقائه مع أورتاغوس، من أنّ “لا حرب، والأجواء إيجابية وأنا مطمئن في هذه المرحلة”.
لكن كل المعطيات التي رافقت هاتين الزيارتين الأميركية والمصرية، بدّدت المشهد السوداوي ونقلت إلى لبنان مسحة إيجابية، على حدّ تعبير مصدر سياسي رفيع لـ”الجمهورية” قائلاً: “إنّ أورتاغوس اتّبعت أداءً جديداً مختلفاً عن زياراتها السابقة، أولاً في الشكل، حيث تمنت أن تبقى لقاءاتها بعيدة من الإعلام- فقط في القصر الجمهوري سمحت بالتقاط بعض الصور بناءً على طلب دوائر بعبدا- وأكّدت قبل وصولها أن لا مانع لديها من نشر الخبر “لكن ليس لديّ ما أقوله للإعلام”.
وأكّد المصدر، أنّ أجواء اجتماعات أورتاغوس “جيدة وإيجابية، وتقود إلى منطق يوصل إلى نتائج”، وأضاف: “أنّ المسؤولين في لبنان سمعوا منها أنّ “الميكانيزم” تعمل والجيش وضع خططه والأمور تسير على قدم وساق، وكلما سرّع لبنان في خطواته كلما حجز مقعداً له وسط الاهتمام الكبير الذي تحاط به أزمات المنطقة.
فرصة متاحة
وفي السياق، قالت مصادر رسمية لـ”الجمهورية”، أنّ أورتاغوس لم تنقل أي تهديدات إسرائيلية جديدة ومباشرة للبنان، ولكنها أبلغتهم أنّ أمامهم فرصة الآن تتمثل بسعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب واهتمامه بتحقيق إنجازات سلام، وأنّ عليهم عدم تضييعها، مشيرة إلى أنّ الإسرائيليين غير مرتاحين لتطور الاوضاع، وأنّهم متخوفون من أنّ “حزب الله” يعيد بناء نفسه مجدداً، ما يفرض إيجاد معالجة سريعة، وأنّ الولايات المتحدة موجودة للمساعدة في هذا المجال”.
مواضيع ذات صلة :
حراك ديبلوماسي مكثّف في بيروت: رسائل أميركية ومصرية | كليرفيلد في بيروت: تفعيل لجنة “الميكانيزم”… وغارات إسرائيلية تهزّ البقاع والجنوب! | بلاغ إلى أصحاب ومستثمري مولدات الكهرباء في بيروت |




