لبنان يفرض سلطته على تجارة المخدرات… جهود متواصلة وتفاؤل أمني

يواصل لبنان، بقيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية، جهوده المكثّفة لمكافحة تهريب المخدرات ومنع مرورها عبر أراضيه. وتقوم الأجهزة الأمنية بعملياتها الميدانية على الحدود والمعابر، في إطار خطةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لحماية المجتمع اللبناني وتعزيز صورة الدولة كخط دفاع أول في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
ويواصل الجيش عملية مكافحة الاتجار بالمخدرات وتصنيعها. وفي هذا السياق، دهمت دورية من مديرية المخابرات قبل أيام عددًا من المنازل العائدة للمواطنَيْن (ن.ز.) و(ز.ز.) في بلدة تل أبيض – بعلبك، وهما من أخطر المطلوبين، وعثرت داخل أحدها على مخبأ سري مموّه يُستخدم لإخفاء المخدرات تمهيدًا لتوزيعها في مختلف المناطق، وضبطت داخله كمية كبيرة من المواد الأولية المستعملة لتصنيع المخدرات، بالإضافة إلى ذخائر حربية.
كما دهمت دورية أخرى منازل للمطلوبَيْن المذكورَيْن في جرد ريحا – بعلبك، وضبطت كمية كبيرة من حشيشة الكيف، ومعدات تُستعمل لتصنيعها.
وكانت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات قد عملت على إتلاف مساحة مزروعة بمادة الماريجوانا في بلدة يونين – بعلبك. وأوقفت وحدة أخرى عند مدخل مخيم عين الحلوة – صيدا الفلسطيني (ع.ع.) لحيازته كمّية من المخدرات، وصادرتها.
كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات، في منطقة صحراء الشويفات، المواطن (م.ز.) المطلوب لارتكابه جرائم مختلفة: الخطف والسلب والسرقة، وتعاطي المخدرات، إطلاق النار، افتعال إشكالات وفرض خوات.
الحجار: قطعنا شوطًا كبيرًا في مكافحة المخدرات
في إطار متّصل، يجزم وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، بأنّ لبنان قطع شوطًا كبيرًا في تنفيذ قرار القضاء على تجارة المخدرات وتصنيعها، ويشير في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أنّ السلطة السياسية تتعامل مع الموضوع بجدّية كبيرة، وقدمت الدعم الكامل للأجهزة الأمنية “التي تقوم بعمل ممتاز”، لجهة مراقبة وإحباط أي محاولة تهريب إلى لبنان أو منه إلى دول الخليج العربي، “مما يُساهم بحماية المجتمع، ويُعطي مصداقية أكبر للبنان الذي يشهد كل جدّية في معالجة هذا الموضوع”.
ويقول الحجار: “بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، كان لافتًا جدًّا أن يتضمّن خطاب القسَم موضوع مكافحة المخدرات، كما تم تضمين هذا التعهد في البيان الوزاري”.
ويضيف: “بعد أن تولّيت حقيبة الداخلية في الحكومة، أدرجت مكافحة المخدرات باعتبارها واحدة من الأولويات الاستراتيجية لوزارة الداخلية، وباتت ضمن خطة الأولويات الـ10 في الوزارة”، شارحًا: “منذ تسلّمي الوزارة، كنت أتابع الملف مع المعنيين في قوى الأمن الداخلي، ومن خلال مجلس الأمن المركزي الذي يرأسه وزير الداخلية ويضمّ مختلف الأجهزة الأمنية بما فيها الجيش اللبناني الذي يتبع لوزارة الدفاع”.
ويُشير الحجار إلى أنّه “منذ الاجتماعات الأولى، أبلغت المعنيين بأن مكافحة المخدرات هي أولوية وطنية، وبالفعل كل جهاز انطلق، والجيش اللبناني بذل جهودًا جبارةً، وتمّ تفكيك معامل كبتاغون ونُفذت مداهمات في أماكن حساسة، وكان آخرها في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين الذي بقي لسنوات طويلة بعيدًا عن التدخل المباشر للدولة اللبنانية”، فضلًا عن مداهمات الشمال وبعلبك والجرود واليمونة (شرق لبنان) وغيرها… كذلك قامت قوى الأمن بعمليات، علمًا أنها تتضمّن مكتب مكافحة المخدرات المركزي، الذي يقوم بتحليل المعلومات والتعمّق في التحقيقات ويرسم خريطةً لعمليات التهريب والتصنيع وغيرها، حسبما يقول وزير الداخلية.
تفاؤل أمني
يسود الوسط الأمني في لبنان تفاؤل واضح بإمكانيّة أن يكون عام 2026 عام نهاية “عالم المخدرات”، ويقول مسؤول أمني لبناني لـ”الشرق الأوسط” إن بدء الحرب في سوريا كان شرارة ازدهار تجارة المخدرات، ونهاية الحرب شكّلت بدورها بداية النهاية لهذه التجارة التي تلقّت ضربات أمنية في كلّ مفاصلها، لجهة الإنتاج والتخزين والتوزيع.
مواضيع ذات صلة :
|   بالصور والفيديو – الجيش يضبط مخبأ سريًا لتصنيع المخدرات في بعلبك |   الجيش يواصل مكافحة المخدرات ويوقف مطلوبين بجرائم خطف وقتل وسلب! |   بالفيديو – غارات أميركية ضدّ قوارب لتهريب المخدرات | 



 
			
