التصعيد الإسرائيلي يشتد والجنوب على صفيح ساخن: لبنان أمام مرحلة غامضة ومفتوحة على كل الاحتمالات!

لبنان 1 تشرين الثانى, 2025

في ظلّ التوتّر المتصاعد على الجبهة الجنوبية واشتداد اللهجة الإسرائيلية تجاه لبنان، تتزايد المؤشرات على مرحلة دقيقة تمرّ بها البلاد، عنوانها القلق من احتمالات الانزلاق نحو مواجهة جديدة. فبين الدعوات إلى التماسك الداخلي والتحذيرات من رهانات خارجية تُضعف الموقف الوطني، تبرز المواقف الرسمية لتؤكد أنّ إسرائيل لم تتوقف يومًا عن خرق الهدنة، وأنّ ما يجري ميدانيًا يعكس تصعيدًا مستمرًا يتجاوز حدود الرسائل السياسية. وفي المقابل، تتكاثر التصريحات الإسرائيلية المهدِّدة، في وقتٍ تشير فيه مصادر دبلوماسية إلى أنّ لبنان يقف أمام استحقاقات مصيرية تتطلب وحدة موقف وحسن تقدير للمرحلة المقبلة.

واللافت في هذا السياق، ما أكّد عليه مسؤول رفيع لـ”الجمهورية” بأنّ “ما صدر عن رئيس الجمهورية يُشكّل ركيزة أساسية يُفترض أن يُبنى عليها لوحدة داخلية في وجه إسرائيل، إلّا أنّ مصدر القلق يتجلّى في أنّ البعض مستسلم لرهاناته، ولإرادة التشويش التي تديرها “غرف عمليات” مجنّدة حصراً للتحريض والتوتير والتهويل، إذ من غير المستبعد أن يتفاعل هذا الأمر بالتزامن مع اشارات خارجية، وكذلك مع رفع وتيرة التهديد من قِبل إسرائيل”.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتخوّف من حرب جديدة، أكّد المسؤول الرفيع: “الحرب الإسرائيلية على لبنان لم تتوقف، والتصعيد الإسرائيلي مستمر منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني من العام الماضي، والخروقات لهذا الاتفاق زادت عن 5 آلاف خرق، وعدد الضحايا اللبنانيِّين تجاوز الـ300 ضحية. ولجنة “الميكانيزم” ثَبُتَ أنّها بلا فعالية، لا يبدر عنها سوى اجتماعات شكلية لا تؤثر في مسار الأحداث، ولا تُغيّر في الوقائع، ما خلا أمر وحيد يُسجّل للجنة وهو أنّها غيّرت 3 رؤساء لها حتى الآن. أي أنّ إسرائيل متفلّتة من أي رقابة أو ضغوط عليها، وفي ظل هذا التفلّت تتزايد المخاطر واحتمالات التصعيد في أي لحظة، وخصوصاً أنّ المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل تؤكّد أنّها لا تزال تضع في صدارة أهدافها إنشاء ما تُسمّيها المنطقة العازلة بالقرب من الحدود”.

وفي السياق، قالت مصادر رفيعة لصحيفة “الأنباء الكويتية” تعليقًا على التهديدات الإسرائيلية المستحدثة بتوسيع العمليات العسكرية في لبنان: “تزامنت هذه المواقف مع تداول معلومات منسوبة إلى مصادر دبلوماسية أميركية رفيعة تقول أنّ لبنان ضيّع فرصة الحل وهناك تخوف من الأسوأ”.

إسرائيل و”الصبر الذي ينفد”

وفي تل أبيب حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، من أنّ صبر إسرائيل بدأ ينفد إزاء ممارسات “حزب الله” في لبنان، مشدّدًا على أنّ جيشه “لن يتسامح مع أي انتهاك يعرض أمن إسرائيل للخطر في أي ساحة”.

ونقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن زامير قوله: “نعمل في جميع الساحات بجاهزية عالية، وفي بعض الساحات سنعمل مجددًا بقوة أكبر مما عرفناه خلال العامين الماضيين”.

استهداف إسرائيلي جديد لـ “الحزب”

ميدانيًا، استأنفت إسرائيل مسلسل غاراتها على الجنوب فاستهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في كونين ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة شخص بجروح.

وقبل ذلك حلقت مسيرتان من طراز هرمز بشكل منخفض ودائري في أجواء قضاء بنت جبيل، عيناثا كونين وشقرا.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه قضى على إبراهيم محمد رسلان في كونين الذي شغل منصب ضابط صيانة في “حزب الله” والذي كان يهم بمحاولات لإعادة إعمار بنى تحتية لـ “الحزب”.

ونفذت إسرائيل أيضًا غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في طلعة شوكين – مفرق نادي الشقيف على طريق النبطية – شوكين، أدت إلى مقتل سائق الدراجة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us