دعوات إلى الإصلاح والعدالة وفتح القلوب من الراعي وعودة في عظات الأحد

لبنان 2 تشرين الثانى, 2025

شهد اليوم الأحد رسائل كنسية لافتة من بكركي والأشرفية، حملت أبعادًا وطنيةً وروحيةً واضحةً، تلاقت على أهمية الإصلاح، والعدالة، والمحبة كأساس لنهضة لبنان روحيًا ووطنيًا.

وفي الفاصيل، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قدّاس الأحد في بكركي بمشاركة عددٍ من المطارنة والكهنة وحضور فعاليات ومؤمنين. وفي عظته، قدّم التعازي باغتيال الشاب إيليو أبو حنا مُدينًا الجريمة بشدّة.

وأكد أنّ لبنان يحتاج اليوم إلى إيمان وطني صلب يضع مصلحة الوطن والإنسان فوق كل اعتبار، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة وشلل المؤسسات ومعاناة المواطنين. وتناول حقّ المغتربين في المشاركة الكاملة بالانتخابات، مُذكرًا بأنّ القانون الحالي لا يُتيح لهم سوى انتخاب ستة نواب فقط، فيما ينبغي أن يحقّ لهم انتخاب جميع أعضاء المجلس الـ128، لأنّهم جزء لا يتجزّأ من الوطن وقد ساهموا في دعمه اقتصاديًا وصورةً ووجودًا.

ورأى أن تعطيل تعديل القانون تراجع عن مبدأي المساواة والمواطنة، مُشدّدًا على أنّ بناء الوطن لا يكون بالتهميش بل بالشراكة بين المقيمين والمنتشرين. ودعا إلى إعادة بناء لبنان على أسس الحقّ والمساواة والمواطنة الصادقة، والقيام بالإصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية والإدارية والاجتماعية. وختم بالصلاة من أجل تجديد الإيمان ومنح لبنان قادة صادقين ومؤسسات أمينة وشعبًا متماسكًا بالمحبة.

بدوره، ترأس المطران إلياس عودة قداس الأحد وتناول في عظته مثل الغني ولعازر، مؤكدًا أنّ المسيح لا يروي قصةً أخلاقيةً، بل يكشف سرّ الحياة الأبدية. وأوضح أنّ الخطيئة لم تكن في غنى الرجل بل في أنانيته وانغلاق قلبه، وأنّ الفقر لم يخلّص لعازر إلّا لأنه اقترن بالتواضع والصبر والإيمان. فالدينونة تُقاس بصفاء القلب واتحاد الإنسان بالله، لا بما يملك. واستشهد برسالة بولس: “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ”، مشدّدًا على أنّ الإيمان الحقيقي هو إيمان عامل بالمحبة، لا منفصل عن الأعمال.

وأشار عودة إلى أنّ الغني يرمز لكل من يحيا لذاته ويرفض الرحمة، فيما لعازر يمثل كل متألم متكل على الله. وانتقد تقصير الدول والمجتمعات التي تفشل في إحقاق العدالة والمساواة، وتهمل المتضرّرين من الكوارث والجرائم والسجون، أو تحرم المواطنين من حقوقهم. ودعا إلى الخروج من الأنا نحو المحبة والخير العام.

وختم عودة أنّ المسيح لا يزال حاضرًا في وجه الفقير والمريض والمُهمَّش، وأنّ طريق الحياة الأبدية هو الإيمان العامل بالمحبة وفتح القلب للآخرين والعيش بروح المسيح.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us