التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل أمام أسبوع حاسم: مبادرة رئاسية بانتظار الردود الأميركية والإسرائيلية!

يُنتظر أن ينجلي هذا الأسبوع مصير التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، في ضوء العرض الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف، والذي ينتظر رداً أميركياً وإسرائيلياً عليه، ويأمل لبنان أن يكون مقبولاً وبلا شروط مسبقة.
وقالت مصادر رسمية لـ”الجمهورية”، إنّ خيار التفاوض يتحرك على رغم من التصعيد الإسرائيلي، وإنّ الاتصالات ناشطة في شأن هذا الخيار، وإنّ المسؤولين ينتظرون رداً أميركياً ـ إسرائيلياً عليه فضلاً عن ردّ من “حزب الله”، وإذا جاءت الردود إيجابية سيتمّ عندها تحديد خريطة طريق للمفاوضات، ولن يمانع لبنان في هذه الحال بإضافة تقنيين فقط إلى لجنة “الميكانيزم” التي اقترح أن يكون الحوار ضمنها.
وذكرت مصادر رسمية لـ”اللواء”: وافق لبنان على اقتراح التفاوض لكن بشروط عنوانها العريض وقف الخروقات والانسحاب من النقاط المتمركزة فيها وقد أصبحت ثمانية وتحرير الأسرى وإعادة إعمار قرى الجنوب. أما الاقتراح الأميركي بتوسيع لجنة الميكانيزم لتضم موظفين رسميين مدنيين فهو أيضاً خاضع لشروط لبنانية بحيث يستعان بمدنيين تقنيين وخبراء ومسّاحي خرائط، لا سياسيين، وبتوقيت يختاره لبنان ووفق حاجات الجيش الذي يتولى التفاوض في اللجنة الخماسية، وبالمقابل هناك إصرار أميركي وضغط للتعجيل بجمع السلاح بالكامل من كل لبنان لا من الجنوب فقط، وللتفاوض المباشر مع إسرائيل، وقد ظهر ذلك في إشارة توم بارّاك إلى أنّ لبنان هو “دولة فاشلة” لأنه بنظر باراك لم يلتزم بما تعهد به لجهة سحب السلاح بالسرعة التي تريدها أميركا وإسرائيل.
وبرأي المصادر الرسمية فإنّ المحطة الأولى في المسار التفاوضي على مستوى الموقف اللبناني، تتركز حول تثبيت وقف النار، وقيام إسرائيل بخطوة تُظهر التزامها قبل موافقة لبنان على مفاوضات أمنية. وبالتالي، فإنّ المفاوضات الأمنية هي البداية وبعد تثبيت التهدئة، ينتقل التفاوض حول تثبيت الحدود.
ويقول لـ”الشرق الأوسط” إنّ المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لم تتوقف، وترعاها “اللجنة الخماسية” المشرفة على تطبيق وقف الأعمال العدائية برئاسة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد.
التفاوض عالق بين ناري إسرائيل و”حزب الله”
وسط هذه الأجواء، علمت “نداء الوطن” أنّ الدولة اللبنانية تنتظر هذا الأسبوع لمعرفة اتجاه بوصلة التفاوض، والأمر مرتبط بالشق الداخلي وإسرائيل. وبالنسبة إلى الداخل، وبعد إطلاق عون صفارات التفاوض وموافقة كل من الرئيسين بري وسلام، فإن الأمر بات متوقفًا الآن على جواب “حزب الله”، ولذلك فإن هذا الجواب سيكون حاسمًا لأن “الحزب” هو المعني الأول بالموضوع، فإذا وافق سيكون الطريق اللبناني مفتوحًا للتفاوض، أما إذا رفض فسيتعرقل المسار خصوصًا أنّ سلاحه سيكون البند الأول في المفاوضات، فلا يمكن للبنان الموافقة على بند تسليم السلاح ثم يرفض “الحزب” هذا الأمر.
أما في ما يتعلق بإسرائيل، فيفترض أن تبلّغ موقفها من المفاوضات إلى واشنطن هذا الأسبوع لتنقله إلى لبنان، على رغم استمرار تل أبيب بغاراتها، لكن قد تتبدل هذه الأمور إذا انطلق مسار التفاوض وفق أوساط مطلعة على المسار العام للأمور.




