لبنان بين ضغوط دولية وتحذيرات إسرائيلية وأميركية: تقطيع الوقت لن يكون لمصلحته!

مع دخول لبنان مرحلة جديدة من التوتر السياسي والأمني، تتصاعد الدعوات الدولية والمحلية لتفعيل سيادة الدولة على كامل أراضيها، بما في ذلك جنوب البلاد حيث يتركز نشاط حزب الله. وفي الوقت الذي يحث فيه سفراء ودبلوماسيون أجانب على سرعة استكمال الدولة لإجراءات فرض حصرية السلاح بيدها، تأتي إسرائيل والولايات المتحدة لتؤكد دعمهما نزع سلاح الحزب، مع تحذيرات من أنّ أي تأخير أو تقطيع للوقت قد يزيد من حدة التوتر في الشمال ويهدد استقرار لبنان.
وفي السياق، يشدد المصدر الوزاري لـ”الشرق الأوسط” على أن تقطيع الوقت لن يكون لمصلحة لبنان، ولن يبدل الواقع السياسي مع دخول لبنان مرحلة جديدة، وهذا ما نصح به وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول ومدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في زيارتيهما لبيروت أخيراً.
كما، كشف مصدر سياسي لـ”الشرق الأوسط” أنّ الوزير الألماني نبّه من هدر الوقت؛ لأنه لن يكون، في مطلق الأحوال، لمصلحة لبنان.
ونُقل عنه دعمه إياه ليعيد ترتيب أوضاعه الداخلية على وجه السرعة، بدءاً باستكمال تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، مبدياً تفهمه للموقف اللبناني؛ لأن الاستمرار في تقطيع الوقت من شأنه أن يعيق الجهود الرامية لإنقاذه، خصوصاً أن المطلوب من الحكومة منذ الآن، أن تفرض سيادتها على جميع أراضيها تطبيقاً للقرار 1701 قبل انقضاء مفعول المهمة الموكلة إلى قوات الطوارئ الدولية “يونيفيل” للإشراف على تطبيقه، وإلا ما العمل، في حال أن الوضع استمر على ما هو عليه، حتى انتهاء العام المقبل، وهو الموعد المحدد لإنهاء خدماتها في جنوب لبنان والفراغ حاصل لا محالة؟
وأكد المصدر السياسي نقلاً عن الوزير الألماني أن هناك ضرورة لأن يستعيد الجنوب استقراره وعافيته قبل انتهاء العام المقبل، وإلا فإن المشكلة واقعة لا محالة بغياب المرجعية الدولية التي هي الشاهد الأممي الوحيد على تطبيق القرار رقم 1701 تمهيداً لتثبيت الحدود بين لبنان وإسرائيل استناداً لما نصت عليه اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين.
وتابع أن الوزير الألماني قال: “نحن من جانبنا لن ندخر جهداً لتطبيقه كي لا يتحول الجنوب مجدداً ساحةً للصراع، وهذا يتطلب من الدولة اللبنانية الإفادة من الفترة الزمنية المتبقية لإنهاء خدمات اليونيفيل، بتوفير كل ما هو مطلوب منها لتأمين انسحاب إسرائيل، في مقابل استعدادنا للقيام بالجهد المطلوب لإقناعها بضرورة ذلك”.
وسط تهديدات.. إسرائيل وأميركا تدعمان نزع سلاح حزب الله
وكانت قد أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني: “أن الدولة اللبنانية لا تدخل بعض الأماكن التي ينشط فيها حزب الله وإذا طلب منا فعل ذلك فنحن نعرف كيف نزيد من وتيرة الهجمات في لبنان إذا لزم الأمر”.
كما، حذرت من الوصول إلى “ذروة التوتر في جبهة الشمال بعد شهر من الآن عند انتهاء مهلة نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني”.
وكانت قد نقلت “فوكس نيوز” عن مسؤول بالخارجية الأميركية أن “نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسم للاستقرار بلبنان”.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن “حزب الله المسلّح تهديد للبنان وجواره ولبنان المستقر فرصة استثمار جذابة”.
واعتبر أن “لبنان اتخذ قراراً شجاعاً بنزع سلاح حزب الله وندعم بشكل كامل هذا القرار”.
مواضيع ذات صلة :
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عنصرين من “الحزب” في جنوب لبنان | أكثر من 33 ألف طلب تسجيل للمغتربين للاقتراع في الانتخابات | إبراهيم ريحان لـ”هنا لبنان”: التصريحات الإسرائيلية توحي بتصعيدٍ مرتقب |




