لبنان “على خط النار”: الضغوط الخارجية تتزايد… وتصنيع الصواريخ ينتقل إلى الداخل!

تتزايد المخاوف حول مصير لبنان في ظلّ تعنّت حزب الله وإصراره على أخذ البلد نحو الانتحار. في مواجهة هذه المواقف التصعيدية للدويلة، برز موقف حاسم للرئيس جوزاف عون أكّد فيه مرةً ثانيةً ألّا مجال أمام لبنان إلّا التفاوض.
في هذا السياق، أكد مصدر دبلوماسي غربي لصحيفة “الجمهورية”، أنّ “الوضع في لبنان حرج للغاية، والمطلوب توفير الظروف الملائمة لبلورة حلّ سياسي يُنهي الأزمة القائمة، وكلّ الأطراف لا يستطيع أيٌّ منها أن ينأى عن تحمّل المسؤولية تجاه هذا الأمر، الذي نراه حاجةً ومصلحةً للبنان وإسرائيل”.
وشدّد الدبلوماسي نفسه على أنّ “الضرورة باتت تحتّم استكمال بسط الدولة اللبنانية سلطتها كاملة على أراضيها، خصوصًا في جنوب لبنان، وكذلك وضع الإجراءات التنفيذية العاجلة لقرار سحب سلاح حزب الله، الذي يشكّل العنصر الأساسي للأزمة”، لافتًا إلى أنّ “هدر الوقت يخدم عوامل التصعيد، ومن شأنه أن تُخلق خلاله ظروف ومفاجآت تؤجّج الصراع بصورةٍ أكبر”.
وكشف الدبلوماسي أنّ أكثر من طرف يتحرّك على خطّ المساعي لخفض التصعيد، ولا سيما فرنسا بصورة خاصة، إضافةً إلى الأمم المتحدة، سواء من خلال لجنة “الميكانيزم” أو “عبر لقاءات مباشرة مع المسؤولين في لبنان وإسرائيل، وأيّد بقوة دخول لبنان وإسرائيل في مفاوضات لترسيخ الأمن والاستقرار بينهما، مبديًا استغرابه لما سمّاه التوقّف غير المنطقي عند شكل المفاوضات أكانت مباشرة أو غير مباشرة”، وقال: “بمعزلٍ عن طريقة التفاوض، المطلوب سلوك هذا المسار بما يُفضي إلى تثبيت وقف الأعمال العدائية، وإشاعة حالٍ من الأمن والاستقرار بصورة مستدامة في منطقة عمل القرار 1701، وخصوصًا أنّ فترة انتداب قوات اليونيفيل في منطقة عملها في جنوب لبنان باتت مُقيّدة بفترة زمنية حتى نهاية السنة المقبلة”.
وفي إطار داعم للبنان أمام هذه اللوحة التصعيدية، قال وزير الخارجية الفرنسيّ جان نويل بارو “إنّنا ندعم رئيس لبنان والحكومة لتحقيق كلّ أهداف وقف النار مع إسرائيل”، داعيًا إلى نزع سلاح “حزب الله” وانسحاب إسرائيل من النقاط الـ5، وشدّد على استعداد فرنسا لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار لبنان، وقال: “على لبنان مواصلة الإصلاحات الاقتصادية لتشجيع المانحين الدوليين”.
تقرير إسرائيلي: حزب الله يصنع سلاحه داخل لبنان
في سياق آخر، كشف معهد “ألما” الإسرائيلي للدراسات الأمنية أنّ “حزب الله” يواصل تصنيع الأسلحة داخل لبنان، معتبرًا أنّ هذه المقاربة أصبحت تمثّل “عقيدةً هجينةً” فرضتها الحاجة الاستراتيجية بعد تغيّر بيئة الإمداد الإقليمي.
وأشار التقرير إلى أنّ الجيش الإسرائيلي استهدف في 26 أيلول 2025 موقعًا لإنتاج الصواريخ الدقيقة في جنتا، موضحًا أنّ هذا الهجوم هو الرابع في المنطقة منذ بدء وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024.
وبحسب المعهد، فإنّ سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024 أدّى إلى تقييد ممرّات التهريب من إيران، سواء عبر الحدود البرية أو عبر المطارات السورية. كما منعت الحكومة اللبنانية الجديدة الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، ما حرم الحزب من خطّ إمداد مباشر إضافي.
ووفق التقرير، يدفع هذا الواقع “حزب الله” إلى توسيع التصنيع المحلي على غرار تجربة “حماس” في غزّة، لكن مع توجّهٍ لإنتاج قدرات أكثر تطورًا تشمل الصواريخ الدقيقة والطائرات المُسيّرة المتقدمة والصواريخ المضادّة للدروع، بدعم من خبرات إيرانية.
ويُقدّر “ألما” أنّ الحزب سيعزّز هذه الجهود خلال المرحلة المقبلة “على نطاقٍ غير مسبوقٍ” في ظلّ العزلة الإقليمية.



 
 
 
			
