تصعيد إسرائيلي وضغوط أميركية متجددة… ولبنان في سباق بين لغة الحرب وجهود التسوية!

في ظل احتدام الخطاب الإسرائيلي وعودة لغة التهديد إلى الواجهة، تتكشف ملامح ضغطٍ أميركي متجدد على لبنان، هدفه معالجة ملف سلاح “حزب الله” تحت سقف مهلة زمنية محددة. هذه التطورات، التي ترافقها استعدادات إسرائيلية لعملية عسكرية محتملة، تعيد طرح السؤال حول مدى قدرة لبنان على الصمود أمام المعادلة الصعبة بين الاستقرار الداخلي والالتزامات الإقليمية، في وقت تُبذل فيه جهود دبلوماسية عربية ودولية للحؤول دون انزلاق المنطقة إلى حربٍ جديدة.
مهلة باراك والتهديد المفتوح
وَقد ذكرت القناة الإسرائيلية الثالثة عشرة: إنّ المبعوث الأميركي توم باراك منح الجيش اللبناني مهلة تنتهي في نهاية تشرين الثاني الحالي لإحداث تغيير في الوضع المتعلق بقضية سلاح حزب الله.
وبحسب التقرير، أوضح باراك أنه في حال لم يحدث ذلك، فستتمكن إسرائيل من شن هجمات وستتفهم الولايات المتحدة ذلك.
وأضافت القناة الثالثة عشرة بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال قد تستمر عدة أيام ضد حزب الله، فيما تصعّد إسرائيل تهديداتها باستئناف القصف، على أمل أن يؤدي الضغط على الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاح الحزب!
وفي سياق التهديدات المتواصلة للبنان، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي قوله “إنّ أي هجوم من حزب الله سيكون الرد عليه قوياً، وأنّه لن يكون هناك مفر من شنّ عملية قطع رأس حزب الله”.
وأفادت الصحيفة “بأنّ الجيش الإسرائيلي يُنفذ حاليا عملية استنزاف تدريجي لقدرات حزب الله. ووفقاً لما نقلته عن الجيش الإسرائيلي، فإنّ الأخير سينفذ عملية واسعة في لبنان إذا تجاوز حزب الله خطوط إسرائيل الحمراء، وفي حال وقوع أي هجوم من قبل حزب الله سيكون رد الجيش الإسرائيلي في الضاحية والبقاع ولن يدفع الثمن حزب الله وحده بل سيطال كامل قواعده”.
وأوضحت “أنّ الجيش الإسرائيلي سيستهدف كل دفاعات حزب الله شمال الليطاني إذا هاجم قواته”.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر عسكري: على حزب الله أن يتذكّر أننا الآن في حال مختلفة عن ما كنا عليه قبل عام.
وفي سياق التهديد الإسرائيلي، نقلت قناة “العربية- الحدث” عن مسؤول إسرائيلي قوله: أنّ “حزب الله يعيد تمركزه في الجنوب ما يهدد بحرب جديدة، ونحن لا نسعى لحرب معه لكن لن نتردد إذا لزم الأمر”، مشيراً إلى أنه “قضى على نحو 20 عنصراً من حزب الله خلال الشهر الأخير”.
نتنياهو يهدد
توازياً، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بحث في اجتماعات خاصة مع قيادته العسكرية، تحذيرات وتقارير وصفتها إسرائيل بالخطيرة تفيد بأنّ “حزب الله” يواصل عملية التسلح، وإعادة تأهيل بنيته التحتية في جنوب لبنان، وتهريب صواريخ قصيرة المدى من إيران إلى لبنان عبر سوريا والعراق، بالإضافة إلى ترميم مبانٍ في جنوب لبنان، وملء القرى الجنوبية بعناصر محلية.
وفي السياق، نقلت “القناة 13” الإسرائيلية عن مصادر مقربة أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال تمتد لعدة أيام مع “حزب الله”، بحيث تصعّد إسرائيل التهديدات باستئناف القصف وتأمل أن يؤدي الضغط على حكومة لبنان إلى تجريد الحزب من سلاحه.
جهود للحل
إلى ذلك، جزم مصدر دبلوماسي عربي لـ”الجمهورية”، أنّ “احتمالات التصعيد على جبهة لبنان ليست بالمستوى الذي يمكن أن يبعث على القلق من تدهور كبير”،
وقال: “لا أرى في الأفق تطورات خطيرة، بل أرى جهداً متواصلاً يجري بين جهات صديقة للبنان عربية وأجنبية لبلورة تسوية وحل سياسي، وأكاد أقول استنساخ اتفاق غزة في لبنان، ولا أعزل زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى بيروت عن هذا المسار”.
مواضيع ذات صلة :
“صلاة الاستسقاء” لمنع الحرب! | هل سيبقى لبنان أسير نازية دينية؟؟ | منسى بحث مع سفيري كندا وقطر في سبل دعم الجيش وتطوير قدراته |




