الجنوب على فوهة التصعيد… ضربات مكثفة يقابلها خطاب إسرائيلي متوتر وتحذيرات من اتساع المواجهة!

في ظلّ توترٍ متصاعد على الجبهة الجنوبية، تدخل المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله” مرحلة جديدة تتّسم بحدة غير مسبوقة. فالمشهد الجنوبي لم يعد يقتصر على تبادل القصف عبر الحدود، بل باتت الضربات تتوغّل في عمق القرى والبلدات المأهولة، في وقتٍ يرافقه خطابٌ إسرائيليّ تصعيدي وتحذيراتٌ من احتمال توسّع رقعة المواجهة. وعلى وقع هذا التحول، يعيش الجنوب اللبناني أياماً مثقلة بالترقب والخوف من اتساع دائرة الحرب.
وفي التفاصيل، تشهد القرى والبلدات الجنوبية تصعيداً غير مسبوق في وتيرة الضربات الإسرائيلية، ما يعيد رسم مشهد الحرب على الأرض. فبعد أن كانت الغارات تتركّز سابقاً في المناطق المفتوحة، امتدّت مؤخراً إلى عمق الأحياء السكنية، لتعيد إلى الأذهان مشاهد الإنذارات المسبقة وحالات النزوح الجماعي. وقد تجلّى ذلك بوضوح يوم الخميس، حين اضطر آلاف السكان إلى مغادرة منازلهم إثر طلبات الإخلاء وما تلاها من غارات استهدفت مناطق مأهولة، فلم تسلم السيارات ولا الأحياء السكنية من القصف.
وبعد يومٍ تصعيدي غير مسبوق، خيّم هدوء حذر على الجنوب يوم الجمعة، لكنه لم يدم طويلاً، إذ عادت الضربات يوم السبت، وأسفرت إحداها عن مقتل شقيقين من بلدة شبعا جراء استهداف سيارتهما في راشيا الوادي، في حين أُصيب سبعة أشخاص بصاروخين موجّهين استهدفا سيارة قرب “مستشفى صلاح غندور” في بنت جبيل. ولم تلبث أن تلتها غارة ثالثة أصابت سيارة في بلدة برعشيت التابعة لمنطقة النبطية.
وتأتي هذه التطورات ضمن منحى تصاعدي في أسلوب الاستهداف الإسرائيلي، الذي انتقل خلال الأشهر الأخيرة من ضرب الأطراف إلى تنفيذ عمليات داخل المناطق السكنية، من حيّ البياض في النبطية إلى زبدين ومفرق الشرقية – الدوير، وصولاً إلى مدينة بنت جبيل.
خطاب إسرائيلي تصعيدي وتحذيرات استخباراتية
يترافق هذا المسار الميداني مع خطابٍ متشدد في إسرائيل، إذ تحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن قلق متزايد من تعاظم قدرات “حزب الله” في شمال لبنان، وأشارت إلى أنّ “امتناع الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن ضرب بيروت (قد لا يدوم) إذا استمرت عمليات التعزيز“.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن تقارير استخباراتية تحذيراتٍ مفادها أنّ “الحزب يعمل على استعادة قدراته، وأنّ هذا قد يدفع الجيش الإسرائيلي إلى توسيع أنشطته لمنع مخاطر مستقبلية“.
كما ذكرت تقارير أنّ “تقديرات غربية ترصد استعادة جزئية لشبكات الإمداد لدى الحزب عبر سوريا والعراق، في حين يواجه الجيش اللبناني تحديات بمنعه من إعادة تأهيل بنيته القتالية“.
وفي السياق، أفادت “إسرائيل هيوم” بأنّ “تل أبيب تشعر بالقلق إزاء جهود حزب الله لإعادة تأسيس وجوده في جنوب لبنان“.
وأضافت: “مسؤولون إسرائيليون يعتقدون أنه إذا استمر حزب الله بمحاولات إعادة بناء قواته، فقد يُطلب من الجيش الإسرائيلي قريباً شنّ جولة أخرى من القتال العنيف في لبنان“.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن “إسرائيل حذرت الإدارة الأميركية من أنّ حزب الله يعيد تأهيل نفسه”.
وحذرت إسرائيل الجيش اللبناني من أنه إذا لم يعمل ضد حزب الله فإنّ هجمات إسرائيل سوف تتعاظم، بحسب “هيئة البث الإسرائيلية”.




