زيارة “للتاريخ لا للجغرافيا”: الرئيس عون في بلغاريا لإعادة رسم مسار العلاقات الثنائية

لبنان 10 تشرين الثانى, 2025

بدأت المحادثات بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ونظيره البلغاري رومين راديف، اليوم، في قصر الرئاسة البلغارية، على أن تتبعها جلسة موسّعة بين الجانبين اللبناني والبلغاري.

وأكد الرئيس راديف أنّ اللقاء يعكس استعداد بلاده للمساهمة في تعزيز الشراكة بين لبنان وبلغاريا وضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنّ المحادثات تناولت عددًا من القضايا الإقليمية.
وأضاف راديف أنه عبّر خلال الاجتماع عن دعم بلغاريا للجهود التي يبذلها لبنان، مؤكدًا تمسّك بلاده بأهمية استمرار الحوار بين الاتحاد الأوروبي ولبنان لما فيه مصلحة الاستقرار والتنمية المشتركة.

بدورِه، طالب رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال مؤتمر مشترك مع الرئيس البلغاري في صوفيا، الجيش اللبناني ببسط سيادة الدولة على كامل أراضيها.
وأشار الرئيس عون إلى أنّ “مهمّة جيشنا مصيرية في هذه الظروف لأنّ عليه وحده من دون شريك لا من خارج الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسط سلطة دولتنا على كامل أراضيها وحدودها، وأن يفرض سيادتها الكاملة، بحيث تتوقّف الاستهدافات الاسرائيلية على أرضنا، وتنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية”.
وأضاف الرئيس عون: “هذا ما يجب أن يترافق مع مسارٍ تفاوضيّ، نعتبره السبيل الوحيد لتحقيقِ أهدافِنا الوطنية ومصلحة لبنان العليا. تمامًا كما سبق للبنان أن أقدم وفاوض أكثر من 10 مرات، وبإجماعِ قواه السياسية الحالية كافّة بلا استثناء، كان آخرها ما بين عامَيْ 2020 و2022، لإنجازِ الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل. وفي تشرين الثاني الماضي بالذات، من أجل وقف الهجمات وحصرِ كل السلاح بيد الدولة اللبنانية”.

كما أكد عون، أن زيارته إلى بلغاريا ليست مجرّد انتقال في الجغرافيا، بل “زيارة للتاريخ” تهدف إلى إعادة اكتشاف الماضي وتأسيس مستقبل أكثر ازدهارًا يليق بالبلدين والشعبين.
وأشار الرئيس عون إلى عمق العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وبلغاريا الممتدّة منذ نحو ستين عامًا، مُذكّرًا بأن أول اتفاق تجاري بين البلدين يعود إلى سبعين عامًا، تبعه اتفاق سياحي قبل خمسة وخمسين عامًا، وأنّ الصداقة والتعاون كانا عنوانَيْن ثابتَيْن في مسار العلاقات بين بيروت وصوفيا.
وأعرب عن فخره بمئات اللبنانيين الذين درسوا في بلغاريا وبرزوا في مجالات الرياضة والفن والاقتصاد، مثنيًا على مساهمتهم في تعزيز صورة لبنان في الخارج، وموجهًا الشكر إلى الشعب البلغاري والرئيس راديف على حفاوة الاستقبال.

وفي الشقّ السياسي، أوضح الرئيس عون أنّه ناقش مع نظيره البلغاري أوضاع المنطقة في ضوء “اتفاق غزّة”، مؤكدًا تأييد لبنان للاتفاق ودعوته إلى تنفيذه كاملًا وتوسيعه ليشمل أزمات أخرى، بما يكرّس سلامًا شاملًا في الشرق الأوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حلّ الدولتَيْن.

وكشف عن توجيه وزيرَيْ خارجية لبنان وبلغاريا لإعداد مذكرة تفاهم تعكس عمق العلاقات الثنائية وتوحّد الرؤى حول القضايا المشتركة، مشدّدًا على أهمية تعزيز التعاون القضائي والجنائي بين البلدين، خصوصًا في ملف انفجار مرفأ بيروت الذي وصفه بـ”قضية وطنية لا تراجع عن كشف حقيقتها”.

وفي ختام كلمته، شكر الرئيس عون نظيره البلغاري على تعاون بلاده في هذا الملف، مستشهدًا بقول الكاتب والمناضل البلغاري ليوبين كرافيلوف: “أخوة الشعوب تعني موت الطغاة”، وداعيًا إلى رفع نخب الصداقة بين لبنان وبلغاريا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us