لبنان يواجه موجة حرائق واسعة: تحرّك رسمي وجهود متواصلة للدفاع المدني لإخماد النيران

تواصل فرق الدفاع المدني عملياتها على مدار الساعة لإخماد الحرائق التي اندلعت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في عددٍ من المناطق اللبنانية، ولا سيما في أقضية الشوف وجزّين، حيث شهدت قرى إقليم الخروب ومناطق جزين والريحان سلسلة حرائق متنقّلة التهمت مساحات واسعة من الأحراج والغابات في بلدات شحيم وداريا والمطلة وحصروت والزعرورية والغباطية وعرمتى وعرّاي وبكاسين والريحان.
كما تمكّنت وحدات الإطفاء وأهالي القرى وطوافات الجيش اللبناني من إخماد حريق أحراج بكاسين وبنواتي والغباطية، اليوم الثلاثاء، والتي امتدّت إلى عراي في منطقة جزين.
وقد قضى الحريق على عددٍ كبيرٍ من أشجار الصنوبر المثمر وأشجار الزيتون وكروم العنب.
وتعمل طوافات الجيش على تبريد الأماكن الملتهبة خوفًا من تجدّد النيران.
وفي التفاصيل، صدر عن دائرة الإعلام والعلاقات العامة في المديرية العامة للدفاع المدني البيان الآتي:
تُتابع فرق الدفاع المدني منذ يوم أمس، تنفيذ عمليات إخماد الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق اللبنانية، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في محافظتي النبطية وبعلبك، والعوامل المناخية التي تساهم في انتشار النيران.
ففي محافظة النبطية، أخمد عناصر الدفاع المدني حريقَيْن كبيرَيْن في جبل الريحان والقطراني، اندلعا بفعل القصف الإسرائيلي الذي طاول المنطقة، كما أخمدوا حريقًا مُماثلًا في بلدة شعرا – قضاء بعلبك، ناجمًا عن العدوان نفسه.
أمّا في محافظة جزين، فقد تمّ إخماد ثلاثة حرائق في كل من قنان والجرمق – العيشية والحمصية، حيث تبيّن أن الحريق الأخير نجم عن احتراق بوست كهرباء.
ولا يزال الحريق الممتد من عاراي إلى بكاسين مستمرًّا حتى الساعة، وتواصل الفرق العمل على محاصرته ومنع تمدّده.
كما أخمد عناصر الدفاع المدني حرائق أخرى في أحراج الشبانية، وأحراج بلدة كفريا – قضاء زغرتا ودبعل – الضنية.
ويتولى عناصر الدفاع المدني مراقبة الحريق في شدرا – عكار وتنفيذ عمليات تبريدٍ إضافيةٍ منعًا لتجدده.
فيما لا تزال الجهود متواصلة منذ الأمس في احتواء وتبريد الحريق الواسع الذي يمتدّ بين شحيم والمطلة والجليلية وداريا والزعرورية وحصروت في إقليم الخروب.
وفي المكلس، يتابع عناصر الدفاع المدني العمل لإخماد حريق داخل معمل لتنجيد المفروشات.
كما يستمرّ تمركز فرق الدفاع المدني في معمل الكاوتشوك في بعورته، لمتابعة أعمال المراقبة والتبريد بعد الحريق الذي اندلع فيه السبت الماضي.
وتُجدّد المديرية العامة للدفاع المدني دعوتها المواطنين إلى توخّي الحيطة، وعدم إشعال النيران في الأعشاب، والإبلاغ فورًا عن أي حريق عبر الاتصال على الرقم 125.
تحرّك رسمي
في هذا السياق، تابع رئيس الجمهورية جوزاف عون من صوفيا، تفاصيل الحريق الضخم الذي شبّ أمس في منطقة جزين ولا سيما في بلدة بكاسين وفي إقليم الخروب ومنطقة الريحان، وأعطى توجيهاته إلى الدفاع المدني بالعمل على مكافحة الحريق، كما طلب إلى الجيش وضع إمكاناته الجوية للمساهمة في إخماد النيران ومنع امتدادها، كما طلب الاهتمام بحاجات المواطنين في هذه المناطق.
وبقي الرئيس عون على تواصل مع الجيش والدفاع المدني لمتابعة التطورات.
كما تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري الكارثة البيئية الناجمة عن استمرار اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية لا سيما في غابة بكاسين والريحان وإقليمَيْ الخروب والتفاح ومناطق عدّة من الجنوب اللبناني.
وفي هذا الإطار، أعطى برّي توجيهاته لجهاز الإطفاء التابع للدفاع المدني في “كشافة الرسالة الإسلامية” باستنفار كافّة آلياته المخصصة للإطفاء وطاقاته البشرية والتطوّعية من كافة المناطق ووضعها في تصرّف المجالس البلدية في تلك المناطق والمؤازرة في عمليات إخماد النيران، لا سيما في إقليم الخروب وغابة بكاسين “التي تُمثّل واحدةً من أهم الثروات الوطنية والبيئية في لبنان والمنطقة، وتنسيق خطط التحرّك مع الأجهزة الرسمية المعنية”.
وزيرة البيئة تفقدت مواقع الحرائق
بدورها، تفقدت وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين، اليوم، مواقع الحرائق في بلدات اقليم الخروب، التي اندلعت بالأمس، ورافقها مديرة مكتبها الدكتورة جمانة جمّال وآمر فصيلة شحيم الرائد سعد ابو شقرا، والمدير الإقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي حسام دحروج .
وكانت محطة الوزيرة الزين الأولى في منطقة “المطرد” في بلدة داريا، حيث تفقدت الحريق بحضور رئيس البلدية السابق المهندس عبد الناصر سرحال والمختار عبدو رحال، مطلعة من الأهالي على أوضاعهم التي عاشوها بالأمس، بفعل ضخامة النيران التي هددت السكان والمنازل.
بعدها التقت الوزير الزين عددا من عناصر الدفاع المدني، الذين شاركوا في اخماد النيران في داريا والمطلة والجليلية والزعروية، والذين لبوا نداء الإستغاثة من مراكز منطقة بعلبلك، وقد شكرت الوزيرة الزين العناصر وأثنت على “جهودهم لحماية لبنان وبنيه وطبيعته”، مشددة على اهمية “وضرورة تعزيز جهاز الدفاع المدني ليتمكن من القيام بمهامه على اكمل وجه”.
بعدها تفقدت الوزيرة الزين تلة حصروت، ثم موقع الحريق في بلدتي المطلة والجليلية، بمواكبة رئيس بلدية المطلة المحامي ألان عيد ونائب رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي رئيس بلدية بسابا جمال العاكوم ومختار المطلة فارس عيد ومختار الجليلية سيمون عيد وعدد من الأهالي .
وأعربت الوزيرة الزين عن أسفها لحجم اضرار الحريق في طبيعة وبيئة لبنان الخضراء، وتمنت “الا تتكرر مثل هذه الحوادث، لا سيما وان لبنان يمر بظروف صعبة”.
واشادت بـ”دور البلديات والأهالي والشباب ووقوفهم الى جانب الدفاع المدني في تنفيذ مهامه”، مجددة الدعوة بضرورة “تعزيز الدفاع المدني بالإمكانات المطلوبة واعطائهم مستحقاتهم”.
مواضيع ذات صلة :
الدفاع المدني يواصل جهودَه لإخماد الحرائق في مختلف المناطق اللبنانية | الجيش يشارك في إخماد حريق شحيم بالتعاون مع الدفاع المدني | بالتعاون مع الدفاع المدني.. الجيش يساهم في إخماد حريق هائل في شدرا (صور) |




