الانفتاح السعودي يعود إلى بيروت: رسائل سياسية واقتصادية ترسم ملامح مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية

يترقّب لبنان بقلق وتركيز بالغَيْن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن، باعتبارها محطة مفصلية قد تُعيد خلط الأوراق الإقليمية، وتترك آثارًا مباشرةً على الساحة اللبنانية، فيما تستمرّ الاتصالات على أكثر من صعيد داخلي وخارجي، للوقوف على خلفيّات مستجدات الموقف السعودي الذي استجد خلال الأيام الماضية.
ولا يقف الأمر على الاستحقاقات الدبلوماسية والسياسية بل إنّ حدثًا اقتصاديًا سيجذب الاهتمامات أيضًا في الأسبوع الطالع وهو انعقاد مؤتمر الاستثمار في بيروت الثلاثاء المقبل بمشاركة سعودية لقيت ترحيبًا لبنانيًا واسعًا عقب إعلان المملكة العربية السعودية نيّتها تسهيل معوقات الصادرات اللبنانية إلى المملكة الذي رأى فيه معظم المعنيين رسالةً أوليةً إيجابيةً من السعودية للمضي في دفع لبنان نحو إنجاز الإصلاحات وتحقيق خطة حصر السلاح في يد الدولة.
مصادر دبلوماسية عربية وصفت مُقاربة الرياض، بالتحوّل العملي الناتج عن أداء الأجهزة اللبنانية في ملف مكافحة المخدرات وعمليات التهريب نحو الخليج، بما فيها تفكيك شبكات مرتبطة بتهريب الكبتاغون، في إطار تفعيل التنسيق الأمني مع الرياض، ما أعاد وضع لبنان على خريطة الثقة الجزئية بعد سنواتٍ من الفتور، متوقفةً عند نقطتَيْن أساسيتَيْن: أولًا الرغبة في اختبار مدى التزام السلطة اللبنانية بتثبيت خطوات جدّية على الأرض، وثانيًا الاستعداد المشروط لإعادة فتح قنوات التواصل الاقتصادي، والأهمّ أن المملكة تُظهر استعدادًا للتجاوب حين تُبدي بيروت جديةً في الملفات التي تؤثر مباشرةً في أمن الخليج.
وحول الانفتاح السعودي والعربي تجاه لبنان، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “لبنان هو بلد كل العرب ويدنا دائمًا كانت ولا تزال ممدودة لكلّ الأشقاء العرب وعلاقتي مع المملكة العربية السعودية لم تنقطع في يومٍ من الأيام”.
وتتزامن الاستعدادات للمؤتمر مع إجراءاتٍ ماليةٍ جديدةٍ شرع فيها مصرف لبنان لتشديد الرقابة على التحويلات المالية خارج المصارف.
خطوات دولية تأتي في لحظةٍ يبحث فيها لبنان عن كيفية إنجاح “مؤتمر بيروت 1″، بعد الدلالات الإيجابية التي تبلّغها المنظمون عن مشاركة سعودية تكسر جدار القطيعة الاقتصادية الطويلة بين الرياض وبيروت، في محاولةٍ لإعادة إدراج لبنان على الخريطة، على الرغم من أنّ النجاح الحقيقي يبقى في مدى قدرة السلطة على تحويل الكلام إلى أفعال، والإشارات إلى مسارٍ ثابتٍ، والعلاقات العربية إلى مشروعٍ إنقاذي حقيقي لا موسمي.
مواضيع ذات صلة :
لبنان يرحّب بالخطوة السعودية المرتقبة: بوادر انفراج تجاري وتفاؤل رسمي | كنعان: المبادرة السعودية تفتح أبواب الثقة بلبنان واقتصاده | شقير: كل الشكر للسعودية التي وقفت ولا تزال تقف إلى جانب لبنان |




