الثقة الدولية على المحك… معالجة السلاح قبل نهاية العام أو تداعيات خطيرة

في لحظة سياسية حاسمة تتشابك فيها الضغوط الدولية مع التعقيدات الداخلية، يبرز الملف المتعلق بدور “حزب الله” كأحد أكثر العوامل تأثيراً في نظرة المجتمع الدولي إلى الدولة اللبنانية. فوفق معطيات دبلوماسية أميركية، لم يعد التراخي الرسمي في التعامل مع هذا الملف مجرد ثغرة سياسية، بل تحوّل إلى عنصر يهدّد ما تبقى من الثقة الدولية بقدرة لبنان على تنفيذ تعهّداته.
وفي ظل هذا المناخ المتشنّج، حمل الوفد الأميركي الذي زار بيروت أخيراً رسائل واضحة وصارمة، واضعاً الحكومة أمام استحقاق مصيري يرتبط مباشرة بمستقبل المساعدات والالتزامات الدولية، فيما تتقاطع هذه الضغوط مع تطورات إقليمية متسارعة، أبرزها انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب وتبدّل موازين القوى المرتقبة في المنطقة.
وتشير مصادر دبلوماسية أميركية لصحيفة “نداء الوطن” إلى أن التراخي الرسمي في مواجهة نفوذ “الحزب” وحلفائه أدى إلى اهتزاز الثقة الدولية بقدرة الدولة على تنفيذ التزاماتها، ما جعل استمرار الدعم الخارجي مشروطًا بقرارات حاسمة تعيد تثبيت سلطة الدولة على أراضيها.
وفي هذا الإطار، وضع الوفد الأميركي الذي زار بيروت قبل أيام رئيس الحكومة أمام معادلة دقيقة: ربط المساعدات بإنجاز معالجة ملف السلاح قبل نهاية العام، واعتماد إجراءات صارمة لوقف تدفق الأموال إلى “حزب الله”.
وتضع هذه الشروط بيروت أمام اختبار أمني وسياسي معقد، بين ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ومتطلبات الداخل السياسي، في وقت تتزامن فيه التطورات مع إعلان الولايات المتحدة انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، خطوة تحمل أبعادًا إقليمية قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة وتنعكس مباشرة على الساحة اللبنانية ومسار مواجهة الميليشيات المسلحة.
وتفيد مصادر أميركية رفيعة لصحيفة “نداء الوطن” بأن التراخي اللبناني في التعامل مع ملف “حزب الله”، أسهم بشكل مباشر في تراجع الثقة الدولية بقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها، رغم استمرار الدعم الخارجي.
وتشير هذه المصادر إلى أن السلطات اللبنانية تمتنع عن اتخاذ أي إجراءات مباشرة للضغط على “الحزب”، بما في ذلك رفض تنفيذ المداهمات أو التفتيش في المنازل الواقعة في جنوب لبنان، والتي يقول الجيش الإسرائيلي أنها تحتوي على مخازن أسلحة.
ويرى التقييم الأميركي أن هذا النهج أصبح عقبة أساسية أمام تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ويضع الحكومة اللبنانية أمام معضلة مصيرية: إما الالتزام بالقرارات الدولية أو مواجهة تداعيات سياسية وعسكرية بالغة الخطورة.
تقرير إسرائيلي جديد عن “الحزب” وإيران
تعيد وتكرر اسرائيل بأن حزب الله يعيد تمويل نفسه ويعيد تمركزه وآخر ما أفادته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ “إيران وحزب الله يعيدان بناء نظام تهريب يمرّ عبر دول أخرى”.
وأضافت الصحيفة أنّ “نظام التهريب الذي يعيد حزب الله وإيران بناءه يعتمد على طرق بحرية وعملات مشفّرة وشبكات نقل أسلحة ومئات الملايين من الدولارات”.
مواضيع ذات صلة :
نزع السلاح: لوضع حدّ لابتزاز الميليشيات! | نعيم قاسم يبرّر السلاح ويهاجم الدولة… وانتقادات لخطاب يُعمّق عزلة “الحزب” | من يحرّر لبنان من قبضة “السلاح”؟! |




