لبنان في ذكرى الاستقلال الـ82: تكريم رجالات الوطن ورسائل سياديّة تتجدّد في وجه التحدّيات

في الذكرى الـ82 للاستقلال، يستعيد لبنان رموزه الوطنية عبر تكريم رجالاته الذين أسّسوا لمسيرة السيادة، فيما تترافق المراسمُ مع مواقف رسمية ودينية تؤكد أنّ الاستقلال مسؤولية يومية تتجدّد في ظل التحديات الراهنة والخروقات الإسرائيلية المستمرة، وتشدّد على دعم الدولة والجيش في حماية الوطن.
وفي إطار تكريم رجالات الاستقلال، وضع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي إكليلًا من الزهر على ضريح الرئيس الراحل كميل شمعون في دير القمر باسم الجمهورية اللبنانية ممثلًا العماد جوزاف عون، بحضور رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب كميل دوري شمعون ووفدٍ من قيادة الحزب، وممثل قيادة الجيش العميد جورج صوفيا، ورئيس بلدية دير القمر ناجي جرمانوس وأعضاء من المجلسين البلدي والاختياري.
وبعد استعراض ثلةٍ من الجيش على مدخل الضريح، وضع ممثل رئيس الجمهورية الإكليل وجرى عزف لحن الموتى.
كما وضع النائب طوني فرنجية إكليلًا من الزهر باسم “الجمهورية اللبنانية” أيضًا، على ضريح رجل الاستقلال الوزير الراحل حميد فرنجية في إهدن، بحضور العميد شربل يمّين ممثلًا قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأفراد العائلة وعدد من الأصدقاء.
ولدى وصوله أدّت له التحية ثلة من عناصر الجيش اللبناني، كذلك عزفت موسيقى الجيش لحن الموت.
بدوره، وضع وزير الإعلام بول مرقص إكليلًا مماثلًا من الزهر على تمثال الرئيس بشارة الخوري بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن مارون درويش ورئيس جامعة الخوري جوزف الخوري ومالك الخوري والعائلة.
وقد عزفت ثلّة من الجيش اللبناني موسيقى التكريم خلال المراسم.
مواقف وطنية في ذكرى الاستقلال
كتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على منصة “إكس”: “كلّ استقلال ولبنان واللبنانيين بخير. للأسف يمرّ عيد الاستقلال الـ 82 على لبنان وسط أزمة بالغة التعقيد، ما يتطلّب من الجميع العودة إلى “لبنان أولًا” فعلًا وليس قولًا، والوقوف خلف الدولة ومؤسّساتها الدستورية حتى تتمكّن من صون استقلال الوطن وحماية حدوده وتحرير أرضه والاهتمام بمواطنيها. بأمل أن يأتي العيد الـ83 ويكون بلدنا بأمان مع دولة طبيعية وحدها تملك قرار السلم والحرب والسلاح يكون فقط لدى الجيش والأجهزة الأمنية للدفاع عن البلد ولتطبيق القانون وتأمين الاستقرار”.
بدوره، هنَّأَ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان اللبنانيين بذكرى الاستقلال، وقال: “نفتخر باستقلالنا ونعتز برجالنا الكبار الذين ناضلوا وتمسّكوا بأرضهم وهويتهم رغم كل التحديات التي مرت عليهم لنيل الاستقلال”.
وأضاف: “استقلالنا اليوم، بحاجة إلى عناية فائقة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على لبنان الذي يستحق أن يعيش أبناؤه بأمن وسلام واستقرار، ويُشهد للحكومة اللبنانية ورئيسها في هذا الإطار عملها الدؤوب لدحر الاحتلال عن أرضه بالوسائل الدبلوماسية مع المجتمع الدولي، وبنشر الجيش اللبناني على أراضيه كافة لبسط سلطة الدولة”.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي قد وجّه رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى الاستقلال، قال فيها: “الاستقلال ليس يومًا من تاريخ، وليس فعلًا ماضيًا مبنيًا على المجهول، إنما هو امتحان يوميّ للبنانيين شعبًا وجيشًا ولسائر السلطات، وهو دعوة دائمة لهم لاستكمال معركة استقلال الوطن وتحصينه من الارتهان والخضوع، وصون السيادة، وتحصين الإرادة الوطنية من التبعية، وتحرير الأرض والإنسان من براثن الاحتلال، والسعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وإنجاز كل المهام المناطة به باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم وبالطبع لمكافأة قيادتها وجنودها وضباطها ورتبائها على عظيم ما يقدّمون. وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج واستهداف دورهم الوطنيّ المقدّس، الذي كان وسيبقى عنوانًا للشرف والتضحية والوفاء لحماية لبنان وصون كل تلك العناوين من عدوانية إسرائيل التي كانت ولا تزال تقف حائلًا بين اللبنانيين وبين استقلالهم الحقيقيّ الناجز برًّا وبحرًا وجوًّا.
مُجدّدًا، اللبنانيون كلّ اللبنانيين، وكل قواهم السياسية في ذكرى الاستقلال هذا العام، هم أمام اختبار مصيريّ لمدى استحقاقهم “الاستقلال” بكل ما يمثل من مفاهيم وأبعاد وقيم وطنية، إنّ ميدان هذا الاختبار اليوم هو الجنوب الذي يُجسّد صورةً مصغّرةً عن لبنان الوطن والرسالة”.
مواضيع ذات صلة :
سلام في عيد الاستقلال: لم نعد نملك ترف إضاعة الوقت والفرص | الجيش في عيد الاستقلال: صامدون رغم التحديات.. والسيادة حق لا يُساوَم عليه | دريان يهنئ اللبنانيين بذكرى الاستقلال |




