تسارع التطوّرات الميدانية في لبنان: تصعيد إسرائيلي مرتقب وخطة الجيش مستمرة رغم التحديات

يشهد لبنان في الأيام الأخيرة تطوّرات ميدانية متسارعة، وسط ارتفاع منسوب التوتّر على الجبهة الجنوبية. فقد كثّفت إسرائيل من وتيرة استهدافاتها لمناطق في الجنوب والبقاع، فيما تتحدّث معلومات عن استعدادات لمرحلة أكثر عنفاً من الغارات في حال توسّع رقعة المواجهة. وفي المقابل، يسود ترقّب داخلي حذر لما قد تحمله الساعات المقبلة من تصعيد ميداني أو تبدّل في المشهد العسكري والأمني.
وفي التفاصيل، تقاطعت مصادر أميركية وإسرائيلية عند معلومات تؤكد أنّ جولة قتال عنيفة في لبنان تلوح في الأفق. حيث ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أنّ “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أنه لن يكون هناك مفرّ من أيام قتال إضافية في لبنان لمنع حزب الله من استعادة قدراته”.
فيما نقل الصحافي الأميركي ماريو نوفل عن مصادر “متعددة وموثوقة داخل وزارة الخارجية الأميركية” قولها إنّ إسرائيل تحصل بسرعة على إجماع دولي لدعم حملة قصف محدّدة لكنها عنيفة ضدّ ما تبقى من القدرات العسكرية لـ “الحزب”. وسط توقعات بأنّ الغارات الجوية، سترتفع بما لا يقل عن عشرة أضعاف من حيث الشدة، في الأسابيع التي تلي زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان.
وفق ما نقلته “يديعوت أحرونوت”، فإنّ إسرائيل تعمل على إعداد خطة هجومية تشمل ضربات جوية مكثفة في لبنان، وعمليات موجهة ضد بنية حماس العسكرية في غزة، إلى جانب احتمال تنفيذ هجوم استباقي ضد منشآت صاروخية ونووية داخل إيران.
الجيش مستمرّ في تنفيذ خطّته
في المقابل، أشار مراقبون عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أنّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل واثق بخطواته رغم محدودية الإمكانات، ومدرك لحساسية المرحلة والظروف الاستثنائية التي يمرّ بها البلد، لكن المصلحة الوطنية العليا تبقى فوق كل اعتبار. وأكد المراقبون أنّ المؤسسة العسكرية ماضية في ثوابتها: حفظ الأمن والسلم الأهلي، وتنفيذ الخطة الموضوعة لحصر السلاح بيد الدولة من دون أي خسائر.
وفي الإطار نفسه، لفتت مصادر متابعة إلى أنّ الجيش مستمر في تنفيذ خطته وإتمام المرحلة الأولى مع نهاية العام الجاري، وسط ضرورة انسحاب إسرائيل لاستكمال انتشاره جنوب الليطاني. أمّا التقرير الثالث حول خطة حصرية السلاح، والذي سيُعرض على مجلس الوزراء الشهر المقبل، فسيتضمن وقائع ميدانية تثبت حجم الجهود المبذولة.
كما جدّدت المصادر دعوتها إلى ضرورة دعم الجيش في هذه المرحلة الحساسة، وعدم الانجرار إلى حملات التشكيك بمهامه، لما يمثله دوره من التزام واضح بإعادة وضع البلاد على السكة الصحيحة، واستعادة الثقة الدولية بلبنان بعد سنوات من التراجع.




