مرقص من القاهرة: مبادرة الرئيس عون مفتاح الحل

لبنان 26 تشرين الثانى, 2025

ألقى وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، كلمة لبنان في إجتماع الدورة العادية الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقدة في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، قال فيها :

“يكتسب اجتماعنا اليوم في “أم الدنيا”، جمهورية مصر العربية الشقيقة، في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من تاريخ المنطقة والعالم، أهمية مضاعفة. فنحن القيمين على الإعلام في العالم العربي، مدعوون أساسا إلى أن نكون صوت هذا العالم وقلمه ولسانه. فكيف إذا كنا في منطقة مشتعلة تعصف بها المتغيرات من كل حدب وصوب؟

لطالما عني الإعلام برصد الحدث ومواكبته وتأطيره وتأريخه، وإذا به يجد ذاته أمام أحداث يصعب استيعابها لسرعة تحولها، وأمام حوادث يشق عليه مواكبتها وتأريخها لكثرة ما تقطره من دماء في أكثر من قطر عربي”.

أضاف :”لقد سبق لجامعة الدول العربية، أن أعلنت أن الدورة 55 العادية لمجلس وزراء الإعلام العرب ستدرس عددا من القضايا المهمة، بدءا بالقضية الفلسطينية، وذلك في سياق التطورات السياسية والديبلوماسية والميدانية الراهنة، وتبعات الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، وخصوصا على مستوى الدور المنوط بالإعلام العربي في مواكبة الزخم الدولي الداعم للشعب الفلسطيني.

وفي موازاة ذلك، تبرز اهميّة الشأن اللبناني، حيث تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان رغم الترتيبات التي أُنجزت لوقف الأعمال العدائية في نوفمبر 2024″.

وتابع مرقص :”لقد أطلق فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون مبادرة لحلّ القضايا العالقة بكل تشعّباتها السياسية والعسكرية والأمنية. مبادرة تعيد وضع لبنان على طاولة الاهتمام، ونريد معها ومن خلالها أن نستعيد دور الجامعة العربية كغطاء أساسي ومرجعية جامعة يحتاجها اللبنانيون في هذه المرحلة الدقيقة. ونراهن على قدرة الإعلام العربي على نقل نبض لبنان، ودعم أي مسعى يحمي الاستقرار، في لحظة مفصلية يدرك فيها اللبنانيون أن الغطاء العربي هو ضرورة وطنية وحاجة أساسية لتجاوز التحديات على الصعد كافة”.

وأردف مرقص، متوجها الى الأمين العام للجامعة العربية و السادة الوزراء : “لكثرة الملفات الشائكة والمعقدة أمامنا، نحار من أين نبدأ. ففي عالمنا المضطرب هذا، لا تموت الأزمة إلا بولادة أختها، الأمر الذي يحتم علينا متابعة جادة لخطة التحرك الإعلامي، فلا نراوح في إطار كلامي، بل نخطو واثقين نحو خطط تحاكي قضايا الساعة في مجتمعاتنا.

والواقع أن كل ما نعيشه يستدعي خطة طوارئ: من مكافحة الإرهاب، إلى الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030 .والإستراتيجية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية، وخطة الإعلام البيئي، وملف التعامل مع كبريات الشركات الإعلامية الدولية، فضلاً عن جملة من القضايا تبقى على تماس يومي مع مجتمعاتنا العربية وتفترض متابعة يومية.

قال شاعر النيل حافظ إبراهيم قبل أكثر من قرن: “لم أرَ كالشرقيين رجالا، تكمن القوة في أفرادهم، ويظهر الضعف في مجموعهم”.

إنه واقع مؤسف خبرناه في المشرق العربي، حتى اننا ألِفناه، وحان الوقت لتغييره، فنتحد قولا وفعلا، أفرادا ومجموعات، مسؤولين وشعوبا، وكلي ثقة بكم و بقدرتكم على فعل ذلك”.

واستطرد :”وأصدقكم القول، أنا الآتي من لبنان، بلد الأرز، ذلك الوطن العربي المحبوب لدى الأخوة العرب، أن للإعلام يدا طولى في مجال التغيير والتجسير والتنوير. فهو حجر الزاوية في قيادة المجتمعات والأمم نحو هدف واحد وقضية موحدة. يكفي أن نقرّر لنفعل، وأن نبدأ لننجز، وأن ننطلق لنصل. ولنا على ذلك مثال صارخ في لبنان. فبعد سنوات من الأزمات المتناسلة والمآسي المتواصلة والحروب المدمرة، ها هو يرنو إلى النهوض مجددا كل يوم، بقيادة فخامة الرئيس العماد جوزاف عون الذي انقل اليكم اليوم تحياته مع الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور نواف سلام، وذلك يدا بيد مع المخلصين والمؤمنين بدوره في محيطه. مشكلاته كبيرة وإعلامه برّاق، مصاعبه عظيمة وإيمانه أعظم، طوائفه كثيرة وقلبه واحد”.

وقال :” إذا كان الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي والخوارزميات الخارقة قاصرا عن تظهير المشكلات لمعالجتها، فأي قوة تراها قادرة على ذلك؟

حسبُنا أن نتحد حول قضايانا العربية ونظهّر ذلك في الإعلام، حتى تكون بداية الحل. فمهما عظمت المعضلات، يكفي أن نجتمع لنتآزر في حلّها. ولأن الإعلام مرآة عاكسة للسياسة والأمن والاقتصاد وكل حقول الحياة، نخاله قادرا على تجسير الفجوات ورأب الصدع لإصلاح ما يفسد.

لقد كانت بيروت، رغم جروحها وآلامها، عاصمة للإعلام العربي للعام 2023، وما إن انفضت الحرب الأخيرة وانطلق العهد الجديد برئاسة فخامة العماد جوزف عون، حتى استعادت العاصمة ألقها واستضافت الملتقى الإعلامي العربي استثنائيا الشهر الماضي. وفي هذا أبلغ دليل على أن الإعلام يظل النابض الوحيد مهما تراجعت القطاعات، والمحرّك الأقوى متى همدت الحركة.

إنه المشهد في لبنان، البلد الصغير حجما والكبير قلبا، فكيف إذا تعممت الصورة على العالم العربي برمّته؟”.

وتابع مرقص :” نقترح و نؤيد مبادرات من مثل رصد مكافات للاعلاميين البارزين والتعويض على ذوي الشهداء منهم ،إضافة الى المبادرات السياسية المطلوبة.

كلنا ثقة بكم وبطاقاتنا العربية، وأمامنا كل ما نحتاجه للتغيير، وفي أيدينا الأدوات المتاحة لذلك. يكفي أن نتّحد ونقرّر ونبدأ العمل، لينعكس نجاحنا الإعلامي على كل ما حولنا، قطاعا قطاعا، وبلدا بلدا.

وختم  الوزيرمرقص :”من مصر أمّ الدنيا، نُطلِقها دعوة صادقة من القلب لنشبك الأيدي ونقدّم المشتركات على التباينات، ونُعليَ التفاهمات البنّاءة على الانقسامات الهدامة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us