الضغط الأميركي يبلغ ذروته: حسم ملف سلاح “الحزب”… أو مواجهة وشيكة للبنان!

مع مغادرة البابا لاوون الرابع عشر لبنان وعودة المشهد الأمني إلى توتّره المعتاد، تتصاعد الهواجس السياسية من مرحلة ما بعد “الضمانة المعنوية” التي وفّرها وجود البابا خلال الأيام الماضية. فالتخوف يتركز على احتمال تجدّد التصعيد الإسرائيلي بوتيرة أعلى، بالتزامن مع ضغوط أميركية متزايدة تطالب بحسم ملف السلاح غير الشرعي قبل نهاية العام.
وفي ظل هذا المناخ المتوتر، تتشابك القراءات السياسية بين من يرى أنّ واشنطن تسعى لفرملة اندفاعة تل أبيب نحو مواجهة واسعة، وبين من يحذّر من رغبة إسرائيلية جامحة في التفجير، خدمةً لحسابات داخلية وإقليمية على حدّ سواء.
وفي التفاصيل، أبدت أوساط سياسية قلقها من مرحلة ما بعد زيارة البابا، مبدية تخوفها من تصعيد القصف الإسرائيلي بعد تراجعه في الأيام الأخيرة تحت تأثير وجود البابا.
وقالت هذه الأوساط لـ”الجمهورية”، إنّ “لبنان كان مستظلاً في الأيام الماضية بالضمانة المعنوية للبابا والتي سقطت تلقائياً للأسف بمجرد مغادرته“.
وأشارت إلى أنّه بعد انتهاء هدنة البابا يُخشى أن تشتدّ مجدداً الضغوط العسكرية الإسرائيلية المترافقة مع الضغوط السياسية الأميركية، الرامية إلى إلزام السلطة السياسية والمؤسسة العسكرية بسحب سلاح “حزب الله” في مهلة أقصاها نهاية السنة الحالية.
ضغط أميركي
قالت مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، إنّ واشنطن تضغط في هذه المرحلة لفرملة أي مغامرة إسرائيلية في لبنان، تسهيلاً لمسار المفاوضات المحتملة، لكنها تصطدم برغبة جامحة لدى نتنياهو في التفجير، ليس فقط لخدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة بل أيضاً لخدمة أهدافه السياسية الضيّقة، مع طلب العفو الذي تقدّم به إلى الرئيس الإسرائيلي، بذريعة التمكن من مواصلة الحرب وتغيير الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، رأت مصادر مراقبة لـ”الأنباء الإلكترونية” أنّ “الضغوط الأميركية على لبنان تزداد مع اقتراب المهلة التي حددت لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية”، موضحة أنّ “ثمة حراكاً سعودياً ومصرياً لتجنيب لبنان أي تصعيد محتمل“.
ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن مايك وولتز السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة قوله إنّ الولايات المتحدة ستواصل جهودها لنزع سلاح حزب الله.
وأضاف: “يجب أن يتجرّدوا من السلاح وأن يبقوا كذلك، سيكون الأمر صعباً ومعقداً“.
وتابع: “أحياناً نتقدم خطوة ونتراجع خطوتين، لكن الفرصة كبيرة”، معتبرًا “أنّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها“.
وأكد “أنّ الرئيس والإدارة يريدان دائما السلام لا الحرب، ولكن إذا لزم اتخاذ خطوات صعبة – فيجب اتخاذها“.




