رئاسة الجمهورية تثبّت خيار التفاوض… تحوّل دبلوماسي لاستئناف الحوار اللبناني – الإسرائيلي!

شهدت الساحة السياسية اللبنانية تطوراً بارزاً مع إعلان رئاسة الجمهورية تسمية السفير السابق في واشنطن سيمون كرم ممثلاً دبلوماسياً للبنان في لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهو قرار ربما يكون من نتائج الاتصالات التي جرت خلال الأسابيع الماضية حول موضوع التفاوض المباشر ونتائج زيارة البابا الذي دعا الى الحوار بدل السلاح.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن تعيين السفير كرم، جاء “بعد التشاور مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة اللجنة التقنية العسكرية للبنان المنشأة بموجب إعلان وقف إطلاق النار، وبعد الاطلاع من الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي على ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة”.
وسبق قرار تعيين كرم اجتماع بين الرئيس بري مع مستشار الرئيس عون العميد أندريه رحال، حيث تم عرض الأوضاع العامة والمستجدات.
من جهتها، كانت إسرائيل قد سمّت عضو مجلس الامن القومي يوري ريسنيك، لتبدأ مرحلة جديدة سياسية وأمنية بين لبنان إسرائيل.
وعليه، عقدت لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية – الميكانيزم اجتماعاً، صباح امس، في رأس الناقورة، بحضور مستشارة اللجنة الاميركية مورغان أورتاغوس، وممثل لبنان السفير سيمون كرم وضباط من الجيش اللبناني بقيادة قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولاس تابت، والممثلَيْن الفرنسي والأميركي، والجانب الإسرائيلي ممثلاً بيوري ريسنيك، وبمشاركة قوات اليونيفيل، في خطوةٍ وصفتها السفارة الاميركية في بيروت بـ”المهمة” لضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزاً إلى حوار مدني مستدام بالاضافة الى الحوار العسكري.
وقالت إن انضمام موظفين مدنيين يعكس “التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الامن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع”.
انتهى الاجتماع قرابة الثانية عشرة والنصف ظهراً، وركّز الجانب اللبناني في الاجتماع على الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
وبعد اجتماع الميكانيزم غادرت أورتاغوس إلى الأردن لتعود إلى بيروت في عداد وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والذي يزور لبنان في ٥ و٦ الشهر الحالي.
وبحسب مكتب رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن “المحادثات المباشرة عقدت في أجواء ايجابية، وتم الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان، لكن نزع سلاح حزب لله أمر لا مفرّ منه”.
وقالت أوساط سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” إن تكليف السفير كرم رئاسة لجنة وقف اطلاق النار جاء بعد سلسلة مشاورات أجراها الرئيس جوزاف عون الذي، وعلى الرغم من متابعته زيارة الحبر الأعظم، كان يُجري مع رئيس الحكومة مجموعة اتصالات في سياق العمل على تجنيب لبنان اي تصعيد محتمل الى جانب العمل على موضوع التفاوض.
وقالت إن رئيس الجمهورية قد يتطرق الى هذا الامر في مجلس الوزراء، اليوم الخميس، ومن المتعارف عليه أن تقرير الجيش في تطبيق خطة حصرية السلاح هو من أبرز مواضيع الجلسة حيث سيستمع المجلس الى شرحٍ من قائد الجيش العماد رودولف هيكل بشأن هذه الخطة وأبرز مراحلها.
ووصفت مصادر غربية اجتماع الميكانيزم أمس بالممتاز، موضحة ان القسم الاول من الاجتماع خُصِّص للممثلين العسكريين، واقتصر القسم الثاني على الممثلين المدنيين فقط.
ولفتت الى انه في الاجتماع الثاني، جرت مناقشة مباشرة بين الجانبين الاسرائيلي واللبناني، بحضور اورتاغوس، وتناول البحث نزع سلاح حزب لله والغارات الاسرائيلية على لبنان، كما خُصِّص حيِّزٌ واسعٌ للشق الاقتصادي ولا سيما امكان التعاون الاقتصادي بين لبنان واسرائيل في الجنوب، كخطوة لبناء الثقة بين الجانبين.
واعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أن “خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة، محصنة سياسيًا وتحظى بمظلة وطنية، ونحن مستعدون لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل”.
كما قال: “إذا التزمنا بخطة السلام العربية لعام 2002 فسيتبعها التطبيع، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد، وآمل أن تساعد مشاركة المدنيين في الآلية على تهدئة التوتر”.
وردّاً على سؤال عما إذا كان لبنان قد فكّر في إقامة علاقات مع إسرائيل قبل حل الدولتين، قال سلام: “لبنان سيلتزم بمبادرة السلام العربية. وإن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من أي عملية تطبيع مع إسرائيل، والتي يجب أن تتبعها اتفاقية سلام”.




