لا للحرب.. الإعلام اللبناني يكسر “التابو” ويدعو للسلام!

لا يعد ظهور السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر، عبر منصة لبنانية، تفصيلاً، إن لجهة الاستضافة أو لجهة محور الكلام الذي دار حول “السلام”.
هذه الإطلالة التي كسرت التابو، والتي أتت انعكاساً لفكرة التفاوض المباشر وضرورة إنهاء الحروب والنزاعات والتحدث بلغة واحدة هي لغة السلام، لم تأتِ لكي تستفز أيّ طرف وإنّما للتأكيد على ضرورة أن نتحاور، أن نسمع، أن لا نسمح لأيّ أبواق أن تمنعنا من المضي نحو مستقبل لا دماء فيه.
منصة “This Is Beirut”، والصحافية حنين غدّار، أوصلا إلى اللبنانيين رسالة كان لا بدّ من أن نسمعها، وهي رسالة مبنية على المنطق، فإسرائيل لا مشكلة لديها مع لبنان وإنّما مع حزب الله الذي يقاتل باسم إيران، وعند الانتهاء من سلاح الحزب الذي يهدّد أمن لبنان كما أمن إسرائيل، فإنّ أيّ خلافات أخرى ستكون جانبية وحلّها لن يكون شاقاً.
هذه الرسالة التي بثّت عبر منصة “This Is Beirut”، وترجمها موقع “هنا لبنان”، وهاجمها الموتورون الذين يوزّعون التهم وفق الأهواء، هي الصوت الذي يجب أن يُسمع.
وبالعودة إلى مضمون الرسالة، فقد وجّه السفير الإسرائيلي يحيئيل لايتر رسالة سلام إلى لبنان، قال فيها: “نسعى بشدة لتحقيق السلام مع لبنان نريد أن نعيش معًا بسلام ووئام”، معتبرًا أنّه “لا يوجد أيّ سبب لعدم عقد سلام بين لبنان وإسرائيل”. وتابع: “يوجد الكثير من القواسم المشتركة ولقد التقيت الكثير من اللبنانيين في أميركا وغرب أفريقيا وأنتم شعب مجتهد”، مضيفًا: “النظام الإيراني الذي يضخّ الأموال لحزب الله سَلَبَ اللبنانيين السلام”.
وقال: “الصواريخ الموضوعة في لبنان ليست من قبل جميع اللبنانيين بل هي من قبل طرف لبناني وهي تهدّد أمن الحدود، أعتقد أنه بإمكاننا الانتقال إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، ونستطيع الوصول إلى مرحلة يزور فيها الإسرائيليون بيروت واللبنانيون يزورون فيها القدس”.
وتابع: “هدفنا العيش معًا في سلام ووئام، لماذا لا نعمل مع لبنان في مجال التجارة البحرية وهناك الكثير ممّا يمكننا القيام به معًا في مجال استكشاف الغاز، وأمامنا الكثير ممّا نستطيع أن نفعله معًا، فلماذا نسمح للجهات المتطّرفة أن تقف في طريقنا؟”.
وأشار إلى أنّه “لا يمكننا المضيّ قدمًا إذا كان هناك حرب أو إذا كان هناك تدخل أجنبي، لبنان لؤلؤة الشرق الأوسط لذا أعتقد أننا نستطيع المضي قدماً والكلّ سيستفيد من الاتفاقيات الإبراهيمية”.
ولفت السفير الإسرائيلي في واشنطن إلى أنّ “حزب الله قد يقرر فجأة إطلاق الصواريخ أو بناء الأنفاق تحت منازل المدنيين في جنوب لبنان، وحزب الله يستخدم الأموال القادمة من إيران لزعزعة الاستقرار. لماذا نسمح باستعمال المال الإيراني لإطلاق الصواريخ من لبنان نحو إسرائيل، نحن بإمكاننا أن نعيش في سلام!”.
وقال لايتر: “نريد أن يكون لبنان آمنًا وعندما تستهدف طائراتنا حزب الله فنحن نخدم لبنان على المدى الطويل لأن حزب الله لا يستهدفنا نحن فقط بل هو أيضًا يتخذ اللبنانيين رهائن، يجب أن يتم نزع سلاح حزب الله ولن نقبل بإطلاق الصواريخ علينا”.
وسأل:”هل يريد الشعب اللبناني أن يكون جزءًا من المشروع الإيراني؟ هو لا يريد ذلك، الشعب اللبناني يريد الانتقال إلى اتفاق مع إسرائيل. يجب أن يتم نزع سلاح حزب الله، نحن ندرك أنّ هذا لن يتمّ بين ليلة وضحاها ولكن يجب القيام بذلك. نحن نعرف حجم الأموال الإيرانية التي تدخل إلى حزب الله وكيف تدخل. نحن نعلم مَن يرسل هذه الأموال ومن يستقبلها وكيف تصل، لكن يجب وقف تدفّق هذه الأموال وهذا سيساعد في موضوع نزع السلاح”.
وأوضح أنّه “عندما يبدأ التفاوض ويتمّ حظر المال الإيراني ستبدأ الأموال “الجيّدة” بالتدفق إلى لبنان والاستثمار الذي ينعش الاقتصاد، وإذا كان بالإمكان نزع سلاح حزب الله من دون اللجوء إلى الخيار العسكري فهذا أمر جيد لكن فرص حدوث ذلك ضعيفة”، مشدّدًا على أنّه “يجب نزع سلاح حزب الله وأن يكون التفاوض لأجل السلام والتنمية الاقتصادية، وبوجود حزب الله لن يكون هناك استثمارات ولبنان لن يتطوّر واللبنانيون سيبقون رهائن وسيكون هناك تهديدات وسنضطرّ للتعامل معها وسنظلّ ندور هكذا في حلقة مفرغة”.
وقال: “لا نريد التحرّك ضدّ لبنان، نريد التحرك ضدّ حزب الله ضدّ الصواريخ ضدّ محاولة القضاء على دولة إسرائيل، الإسلام المعتدل يريد العيش جنبًا إلى جنب مع الحضارة الغربية وعلى لبنان أن يختار أين يكون وأن يكون إلى جانب الاعتدال وإلى جانب الغرب”.
وختم السفير الإسرائيلي في واشنطن: “لنصلّ جميعًا كي يكون عام 2026 عامًا لاتفاقات إبراهيم 2.0”.




