لبنان بين التهدئة الحذرة وترقّب اجتماع الميكانيزم.. والمساعي الدولية تتكثف لتجنّب الحرب

يشهد الملف اللبناني في الأسابيع الأخيرة حركة دبلوماسية لافتة تترافق مع مرحلة تهدئة حذرة، في ظل ترقّب محلي ودولي لما قد يخرج به الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم. وبينما تتزايد المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع مع إسرائيل، تكشف المعطيات الدبلوماسية أنّ الرهان على التفاوض وحده لا يكفي لدرء احتمالات الحرب، في وقت تستمر المساعي الغربية والعربية لتجنيب لبنان مساراً أكثر خطورة.
ومع أنّ التعويل كبير على قوة الدفع التي يمكن أن تنشأ حال إعلان لبنان انتهاء المرحلة الأولى من حصر السلاح، فإنّ معلومات دبلوماسية لـ”النهار” تفيد بأنّ لبنان يمرّر مرحلة تهدئة نسبية في الأسابيع الأخيرة قبل نهاية السنة، في انتظار ترقب الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم في 19 كانون الأول الحالي وما إذا كان سيؤدي إلى أي شيء أم لا، في ظل توقعات سلبية في شكل عام نتيجة أجواء احتقان مستمرة داخلية ومع إسرائيل وعدم وضوح الرؤية اللبنانية لمسار الأمور.
إذ إنّ الكلام على آلية الانسحاب الإسرائيلية من النقاط الخمس أو وقف استهدافاتها لن يكون كافياً وحده في حال التسليم جدلاً بوجود موقف لبناني موحّد في هذا الإطار واستراتيجية واضحة.
وتفيد هذه المعلومات أنّ الجهود الدبلوماسية الغربية والعربية لا تزال تنصبّ على تجنيب لبنان الحرب التي لا تبدو احتمالاتها مستبعدة.
وما يلفت المعنيين في هذا الإطار أنّ السفير الأميركي ميشال عيسى كرّر تأكيده مرات على أنّ إسرائيل تميّز بين المفاوضات التي بدأت في لجنة الميكانيزم وحربها ضد “حزب الله”، الأمر الذي يفهم منه أنّ الرهان على أنّ خطوة التقدم نحو التفاوض وتكليف لبنان السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم من شأنها استبعاد الحرب التي تهدد بها إسرائيل ليس واقعياً تماماً في هذه المرحلة على الاقل.
ولم تكن هذه الأجواء بعيدة عن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان السفير إدوارد غابرييل على رأس وفد، بحضور السفير الأميركي لدى لبنان ميشال عيسى الذي لفت تصريحه على الأثر، إذ شكر بري “الذي أتاح لنا بأن نأتي بقسم كبير من الأميركيين إلى لبنان لكي يسمعوا منه مباشرة ما هو الوضع، لأنّ عادة الأمور التي تصل إلى أميركا تصل مغايرة عما هي في لبنان، وعليه، الرئيس بري قدم رأيه مباشرة للوفد حول الوضع في لبنان”.
وبالنسبة إلى المفاوضات ضمن الميكانيزم بعد تعيين السفير سيمون كرم، قال: “الآن علينا ألا نحكم على الامور أو أن نعطيها الأهمية منذ اليوم الأول، وكما سبق أن قلت منذ يومين، علينا أن نفتح الأبواب وليعط كل واحد رأيه”.
وقال إن “المساعدات للجيش اللبناني مستمرة ولم تتوقف يوماً، وكما قلت إنّ المفاوضات بدأت وهذا لا يعني بأنّ إسرائيل ستتوقف وهم يعتقدون أنّ الأمرين منفصلين وبعيدين عن بعضهما البعض، وأعتقد أنه يمكن من خلال التفاوض تقريب وجهات النظر”.
وحول زيارة قائد الجيش إلى أميركا، أجاب عيسى: “ما زلنا نعمل عليها وليس لدي تاريخ محدد متى، ولكن أعتقد أنها ستحصل، وأنا برأيي أنّ قائد الجيش لديه رسالة للأميركيين ومن الأفضل أن يوصلها ويقولها بنفسه”.




