لبنان يتألق خلال زيارة البابا لاوون: إشادة فاتيكانية وأرقام قياسية!

لا تزال الأصداء الإيجابية لزيارة البابا لاوون الرابع عشر تتصدّر المشهد اللبناني، بعد أن شكّلت محطّة وطنية جامعة ونجاحاً استثنائياً بكل المعايير. فقد تجلّى الوجه الحقيقي للبنان في الاستقبال الحافل والتنظيم المحكم، حيث تضافرت جهود الدولة والمؤسسات والهيئات المختلفة لتقديم صورة مشرقة عن بلد يعرف كيف يكرّم ضيوفه ويثبت حضوره رغم كل التحديات.
في هذا السياق، وفي لفتة تعبر عن لطافة البابا لاوون الرابع عشر وتواضعه المعهود، امتدت أصداء زيارته الرسولية الأخيرة إلى لبنان لتلامس حتى تفاصيل رحلته الجوية، حيث حرصت أمانة سر دولة الفاتيكان على توجيه الشكر لشركة طيران الشرق الأوسط “الميدل ايست” تقديراً لما قدمته من “ضيافة راقية” خلال رحلة الوفد البابوي من بيروت إلى روما. وقد جاءت هذه المبادرة لتجسد الروح الإنسانية التي يحرص البابا على إظهارها في كل محطة، كبيرة كانت أم صغيرة، خلال زيارة حملت رسائل رجاء وتضامن، وأكدت مجدداً مكانة لبنان في قلب الكرسي الرسولي.
وأشارت الرسالة إلى أنّ “الوجبة التي تم تقديمها على متن الطائرة، والتي تولت “الميدل ايست” ترتيبها بلطف، على الرغم من أنّ الرحلة كانت مشغلة من شركة ITA Airways، لم تكن مجرد مبادرة بروتوكولية، بل شكّلت تعبيراً مميزاً عن الترحيب والاحترام لأعضاء الوفد البابوي كافة”، مؤكدة أنّ هذا الاهتمام “ساهم في تعزيز راحة أعضاء الوفد ورفاهيتهم طوال الرحلة”.
كما شددت الأمانة على امتنانها العميق لروح التعاون وحسن النية التي أبدتها الشركة، مشيرة إلى أنّ “استعداد الميدل إيست لتقديم الدعم يعكس ما تتحلى به من كرم ونبل والتزام بالخدمة يتجاوز الحدود الرسمية”.
وختمت الرسالة بتجديد الشكر العميق، مقروناً بالصلوات وأطيب التمنيات باستمرار النجاح والازدهار لشركة طيران الشرق الأوسط.
تاتش تكشف نتائج خطتها
من جانب آخر، أعلنت شركة” تاتش” في بيان النتائج التي حققتها خلال الزيارة الرسولية التي قام بها الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر للبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، عقب كل الإجراءات والتدابير التي اتخذتها على صعيد تعزيز إرسال الشبكة وخدمة البيانات الخليوية، خدمة الزبائن، والباقة التي استحدثتها خلال فترة الزيارة.
وقالت: ”قدّمت فرق خدمة الزبائن في فرعي جونيه وجبيل والمركز الأساسي في مقرها الرئيسي في بيروت، وفي نقطة وجود الشركة في مطار بيروت بالإضافة إلى مركز الاتصالات، الخدمة إلى ما يزيد عن 11 ألف مشترك توجّهوا إلى هذه الفروع، أو اتصلوا بمركز الاتصالات، بين 29 تشرين الثاني و2 كانون الأول”.
أضافت:”أما على صعيد الشبكة، فقد شهدت ارتفاعاً ضخماً لحركة الاتصالات واستخدام البيانات تخطّى معدّل الـ 400% في معظم مواقع الزيارة، حتى أنه بلغ 865% في عنايا. ترجمت هذه النتائج خطة العمل التي وضعتها الشركة على أرض الواقع، والتي شملت تجهيز الموقع المخصّص للاحتفال بالقدّاس الإلهي في الواجهة البحرية لبيروت بأربع محطات نقّالة MBTS ومحطة خامسة في ساحة الشهداء، ناهيك عن تعزيز خدمتَي التخابر والبيانات وزيادة القدرة الاستيعابية للشبكة، وتحسين خدمة الشبكة في كل محطات الزيارة الأساسية في عنايا وحريصا وبكركي والقصر الجمهوري”.
وأكدت أنّ ” خطة عمل شركة تاتش انعكست إيجاباً على مؤشرات أداء الشبكة، حيث تخطّى نجاح محاولات الاتصال بالشبكة، إن عبر المكالمات الصوتية أو باستخدام البيانات، معدّل 99% في كل المواقع الرئيسية للزيارة”.
واشارت إلى أنه “في ما يتعلّق بالباقة التي استحدثتها الشركة خصيصاً لفترة الزيارة، والتي تضمّنت ساعة تخابر و 3GB مقابل دولار واحد، فقد اشترك فيها أكثر من 60 ألف مستخدم. فيما بلغ مجموع المكالمات الهاتفية التي أُجرِيَت على الشبكة ما يقرب من 5 ملايين مكالمة، أما مجموع البيانات التي استُهلِكَت فتخطّى 1.6 مليون غيغابايت”.
البابا لاوون: لبنان لا يزال فسيفساء للعيش معًا
وقبل أيام، كان قد أشار قداسة البابا لاوون الرَّابع عشر في صلاة” الملاك” اليوم في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان: “عُدتُ منذ أيّام قليلة من زيارتي الرّسوليّة الأولى، إلى تركيّا ولبنان. ومع الأخ الحبيب برثلماوس، بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ، وممثّلي الطّوائف المسيحيّة الأخرى، التقينا لنصلّي معًا في إزنيق، نيقية القديمة، حيث انعقد قبل ألف وسبع مئة سنة أوّل مجمع مسكونيّ. واليوم بالتّحديد يصادف الذّكرى الستّين للإعلان المشترك بين البابا بولس السّادس والبطريرك أثيناغوراس، الذي وضع حدًّا للحرمان المتبادل. لنشكر الله ولنجدّد التزامنا في المسيرة نحو الوَحدة والشّركة الكاملة المرئيّة لجميع المسيحيّين. في تركيا، التقيت بفرح الجماعة الكاثوليكيّة: بالحوار الصّابر والخدمة للمتألّمين، إنّها تشهد لإنجيل المحبّة ولمنطق الله الذي يتجلّى في الصِّغَار”.
وأشار إلى أنّ “لبنان لا يزال فسيفساء للعيش معًا، وإصغائي لشهادات كثيرة بهذا الخصوص كان تَعزية لِي. التقيت أشخاصًا يعلنون الإنجيل باستقبالهم للنّازحين، وزيارة السّجناء، ومشاركتهم الخبز مع المحتاجين. كان تعزية لِي أيضًا رؤية كلّ هؤلاء النّاس في الشّارع وهُم يحيّونني، وأثّر فيَّ لقائي مع عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت. كان اللبنانيّون ينتظرون كلمة وحضورًا يعزّيانهم، لكنّهم هم الذين عزّوني بإيمانهم واندفاعهم! أشكر كلّ الذين رافقوني بالصّلاة! أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنّ ما حدث في الأيّام الماضية في تركيّا ولبنان يعلّمنا أنّ السّلام ممكن، وأنّ المسيحيّين، بالحوار مع الرّجال والنّساء من ديانات وثقافات أخرى، قادرون على أن يُسهموا في بنائه. علينا ألا ننسى ذلك: السّلام ممكن!”.




