زيارة مصرية رفيعة إلى بيروت… مساعٍ لمنع التصعيد ورسائل سياسية بلا مبادرة!

في ظلّ حراك عربي متسارع يواكب التطورات الحساسة على الساحة اللبنانية، تتجه الأنظار إلى بيروت التي تستقبل زيارة مصرية رفيعة المستوى، تحمل أبعادًا سياسية وأمنية تتجاوز طابعها البروتوكولي، وذلك على وقع المخاوف من تصعيد إسرائيلي محتمل، وقبيل انعقاد لجنة الإشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة جديدة لتبريد الأجواء ومنع انزلاقها نحو مواجهة أوسع.
وفي التفاصيل، يصل رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت، لإستكمال البحث في المساعي الجارية لمنع أي تصعيد إسرائيلي واسع ضد لبنان، عشية انعقاد لجنة الإشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار يوم غد الجمعة.
وقد أشارت مصادر متابعة إلى أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي يصل إلى بيروت في الساعات المقبلة، يحمل خطاباً عالي السقف ضد “حزب الله”.
وأوضحت المصادر، عبر “الأنباء الإلكترونية”، أنّ هناك تحوّلاً جديداً في مواقف الطبقة السياسية المصرية تجاه الحزب، ولا سيّما بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على خلفية ما وُصف بالتعاطي السلبي من قبل “حزب الله” مع المبادرة التي طرحها، على الرغم من كل ما أُشيع عن إيجابياتها، ما دفع القاهرة إلى تغيير لهجتها لتصبح أكثر تشدداً وتناغماً مع الدول المعنية بهذا الملف.
وبحسب “الجمهورية” تبدو الزيارة وكأنّها تتويج لحضور مصري فاعل ومكثف في لبنان، بدأ مع زيارة رئيس المخابرات العامة حسن رشاد إلى بيروت في تشرين الأول الماضي، تلتها زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قبل نهاية الشهر الماضي، فإنّ مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية أكّدت لـ”الجمهورية” أنّ “مصر تلعب دوراً فاعلاً على خط تبريد الأجواء وعدم انزلاق الأمور إلى تصعيد، وهذا ما تبدّى في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري، وضمن هذا السياق تندرج زيارة رئيس الوزراء المصري لتأكيد رغبة مصر أولاً بالوقوف إلى جانب لبنان، وثانياً تثبيت الأمن والإستقرار وسحب فتيل الإنفجار، وتغليب التوجّه نحو حلول سياسية”.
ورداً على سؤال، أوضحت المصادر: “أياً كان شكل زيارة رئيس الوزراء المصري فهي مهمّة، وحتى ولو كانت ذات طابع معنوي فقط، فهي تُعبِّر عن أنّ لبنان ليس متروكاً من قِبل أشقائه العرب، كانت هناك أفكار مصرية معيّنة سبق ونقلها رئيس المخابرات المصرية، إلّا أنّها لم تصل إلى النتائج المرجوّة منها، وصُرِفَ النظر عنها. وما خلا ذلك، لا نستطيع أن نقول أو نؤكّد ما يُقال عن وجود مبادرة أو أفكار مصرية جديدة”.
لا مبادرة مصرية
ومن جانبها، وعلى خطّ الحراك الدبلوماسي، علمت “نداء الوطن” أن زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت لا تحمل في طياتها أي مبادرة سياسية مباشرة أو مقترحات حلول، بل تهدف أساسًا إلى الاستماع واستطلاع المواقف. فمدبولي، الذي يصل عشية انعقاد الاجتماع الثاني لـ “الميكانيزم”، سيُجري سلسلة لقاءات يطّلع من خلالها على واقع الأزمة اللبنانية، وينقل الأجواء إلى القيادة المصرية، التي ستُقيّم لاحقًا ما إذا كانت ستتدخل بطرح مبادرة أو تترك الأمور لمسارها الحالي.
وتتضمّن الزيارة أيضًا جانبًا اقتصاديًا، حيث يسعى مدبولي إلى تفعيل العلاقات بين لبنان ومصر، خصوصًا في ما يتعلّق بسوق العمل المصرية في لبنان، إضافة إلى بحث إمكانية تفعيل الاتفاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.
مواضيع ذات صلة :
تدابير سير في عمشيت وبيروت | الأشرفية تُضيء شجرة الميلاد… ورسائل أمل وسلام من قلب بيروت! | زحمة سير خانقة تشهدها بيروت |




