التفاوض “أولوية رئاسية”: الرئيس عون يقود خيار التهدئة لتجنيب لبنان الحرب ويسعى لتثبيت الأمن

لبنان 18 كانون الأول, 2025

في ظلّ مرحلة دقيقة يمرّ بها لبنان، تتقدّم المقاربة التفاوضية إلى واجهة الخيارات الرئاسية كمسار أساسي لتجنيب البلاد الانزلاق نحو مواجهة جديدة، وسط تأكيد رسمي على أنّ حماية الأمن والاستقرار، ولا سيّما في الجنوب، تبقى أولوية مطلقة، وأن التفاوض يُشكّل أداة لحماية المصالح الوطنية لا مدخلاً للتنازل أو الاستسلام.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّ أولوية الرئيس جوزاف عون عبَّر عنها أمام زواره وتقوم على إبعاد شبح الحرب عن لبنان الى جانب تثبيت الأمن والاستقرار، مؤكداً أن التفاوض يسهم في تحقيق ذلك، ولفتت إلى أنّ ما قاله الرئيس عون يكرره أمام مسؤولين من الخارج، كما أنّ موضوع تثبيت وقف إطلاق النار هو النقطة الأساسية في الموقف اللبناني في لجنة الميكانيزم والتي زوّد بها السفير السابق سيمون كرم .

وأوضحت المصادر أنّ السفير كرم لن يخرج عن هذا الموقف بإعتبار أنه اساسي قبل البدء بأي بحث آخر، وسيبقى كرم على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية وبالتالي أي خطوة لن تتخذ إلا من خلال التشاور معه.

وكان قد التقى الرئيس عون في قصر بعبدا رئيس الوفد المفاوض في “الميكانيزم” السفير السابق سيمون كرم، وزوده بتوجيهاته قبيل الاجتماع المقرر للجنة يوم الجمعة المقبل.

وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله المجلس الجديد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، اننا “نعمل من خلال التفاوض على تثبيت الأمن والاستقرار خصوصاً في الجنوب، والتفاوض لا يعني استسلاماً”، مشيراً إلى “إني كرئيس للجمهورية، سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان، والمهم في ذلك إبعاد شبح الحرب وإعادة الإعمار وتثبيت الناس في أرضهم وإنعاش لبنان اقتصادياً وتطوير دولته”.

إلى ذلك، أكّد مرجع كبير لـ”الجمهورية” أنّه من خلال اتصالات مكثفة مع أكثر من جهة خارجية، لمس أجواء مشجّعة جداً، تستبعِد من جهة أي عمل عسكري إسرائيلي ضدّ لبنان، وتُشيد بالمهام الوطنية التي يقوم بها الجيش اللبناني في كل لبنان، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني، وتُشدِّد في الوقت عينه على كل الأطراف، توفير المناخات المساعدة للجيش في إتمام مهمّته، مع التأكيد على قيام إسرائيل بتطبيق موجباتها، وفي ما يقتضيه اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيّما وقف عملياتها العسكرية والإنسحاب من الأراضي اللبنانية إلى خلف الحدود الدولية.

ونُقِل عن مسؤول غربي كبير قوله، إنّه يجزم “بعدم حصول حرب على لبنان، لأنّ المناخ الدولي بصورة عامة، والأميركي تحديداً لا يُحبِّذ هذه الحرب، بل التوجّه نحو المسار السلمي”، مشيراً إلى “جهود لفتح مسار معاكس تماماً للمسار الحربي والتصعيدي، يعمل فيها بصورة مكثفة بين العديد من العواصم الكبرى والعواصم الإقليمية، ويؤمَل أن يتمّ ذلك في وقت ليس بعيداً، وأياً كانت النتائج فلبنان سيقع حتماً ضمن تأثيراتها المباشرة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us