تفاؤل أميركي وتحذير إسرائيلي… تهدئة قيد الاختبار وتصعيد إسرائيلي محتمل!

بين تفاؤل أميركي حذر وتشاؤم إسرائيلي متصاعد، يقف المسار التفاوضي المرتبط بلجنة “الميكانيزم” عند مفترقٍ حسّاس. فبينما تُسجَّل مؤشرات دولية إلى إمكان تثبيت التهدئة ومنع الانزلاق إلى مواجهة جديدة، لا تزال تل أبيب تلوّح باحتمال تجدّد الحرب، واضعةً ملف سلاح “حزب الله” ومهل تنفيذه في صلب الضغوط السياسية والأمنية، وسط مساعٍ أميركيةٍ مكثّفةٍ للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار ومنع انهياره.
ففيما قال مسؤول أميركي رفيع إنّ “هناك مؤشرات واعدة في لبنان… لا سيما أنّ القوات المسلحة تتحسّن، أكد مسؤول إسرائيلي بشكل صريح أنّ “احتمال تجدّد الحرب مرتفع”، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأشار إلى أنّ تل أبيب أبلغت واشنطن بأنّ تعزيز حزب الله لقدراته العسكرية لا يمكن أن يستمر، لا سيما أنّ الولايات المتحدة كانت حدّدت نهاية كانون الأول الحالي من أجل نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني.
وكانت اللجنة المشرفة على الهدنة بين حزب الله وإسرائيل ركزت أمس على كيفيّة عودة النازحين من الجنوب اللبناني إلى ديارهم، ومعالجة قضايا المدنيين للمساعدة على منع تجدّد الحرب في حال عدم الالتزام بالموعد النهائي المحدّد بنهاية العام لنزع سلاح حزب الله، وفق ما نقلت “رويترز”.
تفاؤل أميركي
في سياقٍ متصلٍ، أكد وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو “أن في لبنان حكومة قوية”، آملًا “ألّا يعود حزب الله للسيطرة على الجنوب. إننا لا نريد أن يستعيد “حزب الله” قدراته على تهديد إسرائيل”. فيما لفت مسؤول أميركي إلى ما سمّاها مؤشرات إيجابية في لبنان، مشيرًا في تصريح لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى “أنّ الجيش اللبناني يزداد قوةً وتحسّنًا، والرئيس اللبناني جوزاف عون إيجابي، ونأمل أن نقترب من مرحلة لا يعود فيها “حزب الله” يشكل تهديدًا للبنان وإسرائيل، لكن هذا مسار وسيستغرق وقتًا”.
وأرفقت الصحيفة تصريح المسؤول الأميركي بالإشارة إلى “أنّ الموعد النهائي الذي حدّده الأميركيون للبنان لنزع سلاح “حزب الله” ينتهي في نهاية الشهر الجاري، وإذا تأخر الجيش اللبناني في تنفيذ مهمته، فإنّ احتمال تجدد الحرب سيزداد”.
من جانبها، استبعدت مصادر رسمية لصحيفة “الجمهورية” احتمال الحرب والتصعيد، لافتةً إلى “أنّ الأجواء مشجعة، وما في كواليس الاتصالات والحراكات، يبعث على التفاؤل في إمكان تحقيق اختراقات إيجابية يؤمل أن تبدأ بالظهور في المدى المنظور، وخصوصًا أن ثمة تفهمًا دوليًا أكيدًا للموقف اللبناني، ولا سيما في كيفية تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، وإجماعًا في الوقت عينه على ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية والالتزام الكلي باتفاق وقف الأعمال الحربية، وتمكين الجيش اللبناني من القيام بمهامّه من دون أي معوقات أو تعقيدات، وما صدر عن اجتماع باريس لناحية الاتفاق على عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني يصبّ في هذا المنحى”.
توسيع نطاق المحادثات
في هذا الإطار، عكس الاجتماع الخامس عشر للجنة “الميكانيزم” مساعي الولايات المتحدة المستمرّة منذ فترة طويلة لتوسيع نطاق المحادثات بين الجانبَيْن لتتجاوز مجرد مراقبة وقف إطلاق النار لعام 2024، وذلك تماشيًا مع أجندة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى ترسيخ اتفاقيات السلام في منطقة الشرق الأوسط.
يذكر أن نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي درازنين، فضلًا عن يوري ريسنيك، وهو مسؤول كبير آخر في مجلس الأمن الإسرائيلي، حضرا اجتماع اللجنة، الذي ضم إلى جانب ممثلين عن اليونيفيل، السفير اللبناني السابق لدى الولايات المتحدة سيمون كرم، و3 ضباط من الجيش اللبناني، والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وتضغط الولايات المتحدة بشدّة على كل من إسرائيل ولبنان لتجنّب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في تشرين الثاني 2024.
بينما يعتقد عدد من المسؤولين الإسرائيليين أنّ المواجهة مع حزب الله أصبحت أكثر احتمالًا، وفق الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت”.
وكان اتفاق وقف النار نصّ على وقف الأعمال القتالية وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وصولًا إلى نزع سلاحه في كل لبنان، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدم إليها خلال الحرب الأخيرة.
لكنّ إسرائيل تواصل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية مختلفة، معلنةً أنّها تهدف لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته بعد تكبده خسائر كبيرة في الحرب.




