من بينها لبنان.. ملفات عديدة على طاولة بحث ترامب ونتنياهو خلال لقائهما المرتقب

يتقدّم الملف اللبناني إلى واجهة الاهتمام الأميركي–الإسرائيلي مع اقتراب اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث لا يقتصر جدول الأعمال على غزة فقط، بل يشمل لبنان وسوريا وإيران في إطار مقاربة إقليمية أوسع. وبينما يسعى نتنياهو إلى انتزاع ضوء أخضر لعملية عسكرية جديدة ضد حزب الله، تحاول واشنطن حتى الآن إبقاء التصعيد تحت السيطرة، وسط ضغوط دبلوماسية واتصالات مباشرة مع القيادات اللبنانية لتفادي انفجار جديد على جبهة الجنوب اللبناني.
وفي التفاصيل يلتقي ترامب نتنياهو في فلوريدا بالولايات المتحدة يوم 29 كانون الأول الحالي. وفيما يتصدر ملف غزة والانتقال إلى تطبيق المراحل اللاحقة من الاتفاق المرتبط بالقطاع، يحضر الملف اللبناني إلى جانب الملف السوري والعلاقة مع إيران بقوة على طاولة الاجتماع.
حيث سيعرض نتنياهو على الرئيس الأميركي تقارير ومعلومات حول سعي حزب الله لإعادة بناء قدراته وتجهيز نفسه عسكرياً، وسيسعى للحصول على ضوء أخضر أميركي لشن عملية عسكرية جديدة ضد حزب الله في لبنان، في وقت لا تزال إدارة ترامب حتى الآن تفضل تجنب أي تصعيد في المنطقة، وتحاول الضغط في سبيل ذلك بناء على الاتصالات التي تجريها مع السلطات اللبنانية، لا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسط معلومات تفيد بأنّ التواصل الأميركي مستمر مع رئيس الجمهورية جوزاف عون لتحديد موعد له لزيارة واشنطن ولقاء ترامب.
في هذه الأثناء، تطرح تل أبيب شروطاً قاسية لتجنب التصعيد العسكري، يعتقد أنّ نتنياهو سيناقشها مع ترامب، وهي تضم ملامح مشابهة للخطة التي اعتمدت في قطاع غزة، وأساسها سحب سلاح حزب الله بالكامل، ومنع الحزب الآن ولاحقاً من القدرة على إعادة تشكيل بنية عسكرية تشكل خطراً على إسرائيل.
وبحسب المعلومات، فإنّ ما يطرحه الإسرائيليون هو وضع خريطة تقسم جنوب نهر الليطاني إلى مناطق مقسمة بين ثلاثة خطوط، الأول هو الخط الأزرق الحالي الذي يبقى على حاله، والثاني هو الذي سيطلق عليه “الخط الأحمر، وهو عبارة عن الخط الأمني، الذي تريد إسرائيل أن يكون لها وجود عسكري وأمني فيه على الأرض أو من خلال معدات وآليات رصد عسكرية أو روبوتات، وهذا الخط سيكون متعرجاً ويمتد على النقاط التي لا تزال إسرائيل متواجدة حتى الآن وأقامت منشآت وتحصينات فيها.
أما الخط الثالث والأهم فهو الذي يطلق عليه الإسرائيليون “الخط ذو الاهتمام”، وسيعرف لاحقاً بـ”الخط الأخضر”، وهو يشكل عملياً المنطقة العازلة أو المنطقة الاقتصادية التي تطرحها إدارة ترامب، والتي سيكون هناك شروط يخضع لها الذين سيقيمون فيها أو يدخلون إليها، علماً أنّ هذا الخط سيشمل مناطق واسعة بما فيها مناطق سكنية قد لا يسمح للسكان بالعودة إليها، بينما لا يزال لبنان يشترط مسألة عودة السكان الى قراهم الحدودية ووقف الاعتداءات.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون في أن يواصل ترامب ضغوطه على نتنياهو لتجنيب لبنان جولة جديدة من العنف، وإن كانوا يرون أن تل أبيب ستواصل عملياتها العسكرية التي تتركز على عمليات اغتيال عناصر ومسؤولين في “حزب الله”.




