بين الإيمان والوطن.. رسائل روحية ووطنية من الراعي وعودة في عظات الأحد

لبنان 21 كانون الأول, 2025

شدّد كلٌّ من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، في أحد النَّسَب الذي يسبق عيد الميلاد، في عظتين متلازمتين في المعنى والدلالة، على أنَّ نسب يسوع المسيح ليس مجرد سرد تاريخي، بل إعلان حيّ عن أمانة الله ودخوله تاريخ البشر ليحوّله إلى مسيرة خلاص. وربطا بين إنجيل النسب وواقع الإنسان ولبنان اليوم، داعيين إلى التمسك بالهوية والإيمان والشرعية، والعيش بالرجاء رغم الأزمات والانكسارات.

فقد ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد صبحي ونديمة فخري، بحضور رسمي وكنسي وعائلي واسع. وفي عظته بعنوان «يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم»، وشدد على أن نسب المسيح يعبّر عن أمانة الله لوعوده ودخوله تاريخ البشر لتحويل الضعف والخطايا إلى طريق خلاص، مؤكّدًا أن الانتماء والهوية نعمة لا عبئًا.

وأشار الراعي إلى أن نسب يسوع يضم قديسين وخطأة ونجاحات وانكسارات، ما يعكس تاريخ البشر وتاريخ لبنان بنوره وظلاله، داعيًا إلى قراءة الماضي بصدق والعمل على شفائه لا إنكاره. وربط بين إنجيل النسب والواقع الوطني، معتبرًا أن لا خلاص بلا شرعية، ولا شرعية بلا قانون وعدالة، وأن لبنان مدعو إلى الحفاظ على هويته ورسالة العيش المشترك.

وختم بالصلاة من أجل لبنان وقادته ليكونوا أمناء لمسؤولياتهم، ومن أجل عائلات الشهداء وكل المتألمين، طالبًا السلام العادل والدائم، قبل أن يستقبل المؤمنين بعد القداس.

بدوره، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة قداس أحد النسبة في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة شدد فيها على أن نسب يسوع المسيح ليس مجرد سرد تاريخي، بل إعلان لاهوتي يظهر أمانة الله الذي دخل تاريخ البشر بكل ضعفه وخطاياه ليحوّله إلى طريق خلاص.

وأوضح أن النسب يبيّن أن الله يعمل في التاريخ رغم السقوط والإنكسار، وأن الإيمان الحقيقي، كما عند إبراهيم، لا يرتبط بالزمن بل بالوعد الإلهي، فيما يمثل داود مثال الخاطئ التائب الذي يقبل رحمة الله. واعتبر أن السبي البابلي يرمز إلى أزمنة الضياع التي يعيشها الإنسان اليوم، مؤكداً أن الله لا يغيب في زمن الظلمة بل يهيئ ولادة جديدة.

وتوقف عند شخصية يوسف البار، نموذج الطاعة والثقة بالله، مشيراً إلى أن الإيمان لا يقوم على الفهم الكامل بل على التسليم. كما أبرز دور العذراء مريم التي تحقق فيها الوعد الإلهي بالطاعة والتواضع.

وختم المطران عودة مؤكداً أن الإنسان مدعو لاكتشاف نسبه الحقيقي بالانتماء إلى المسيح، والعيش بالإيمان والرجاء، ليصبح شريكاً في مسيرة الخلاص وابناً لله بالنعمة، منتظراً «المدينة التي الله صانعها وبانيها».

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us