الجنوب “ساحة اختبار” مفتوحة على كل الاحتمالات: ضغوط دولية وغارات إسرائيلية ورسائل نار!

في ظلّ تصعيدٍ إسرائيلي متجدّد على الحدود الجنوبية، وتنامي الضغوط السياسية والعسكرية المرتبطة بملف سلاح “حزب الله”، يقف لبنان مجددًا عند تقاطع بالغ الحساسية بين مسار تفاوضي هشّ ومحاذير الانزلاق إلى مواجهة أوسع. فبين الغارات المتكررة، والتحذيرات الإسرائيلية من توسيع العمليات، والمواقف الأميركية الداعية إلى قرارات لبنانية حاسمة، تتداخل التطورات الميدانية مع الحسابات الإقليمية، ما يجعل الجنوب ساحة اختبار مفتوحة على كل الاحتمالات، في توقيت إقليمي بالغ الدقة.
وما إن انتهى اجتماع “الميكانيزم” يوم الجمعة الماضي في الناقورة، حتى عادت الغارات الى الاشتداد، وسجلت أمس استهدافًا بالمسيَّرات للمواطنين في ياطر، فسقط قتيل وأصيب آخر، وليلًا لجأت الى قصف مارون الرأس، وسط تحضير اسرائيلي لحرب على ايران وحماس وحزب الله، بعد عودة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل من قمة متوقعة الاثنين المقبل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومن ضمن التسريبات الاسرائيلية الجديدة، أعلن “مصدر أمني إسرائيلي”، أمس، أن الجيش يستعدّ لتوسيع عملياته العسكريّة في لبنان. بينما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ “نهاية الشهر الحالي هو الموعد النهائي الذي حدده الأميركيون للبنان لنزع سلاح حزب الله، وإذا فشل الجيش اللبناني في تنفيذ مهمته، فإن احتمال تجدد الحرب سيزداد”.
ولوحظ، أمس، أنّ إسرائيل واصلت تصعيدها، فاستهدفت بطيرانها المسيّر سيارةً في بلدة ياطر، فيما ألقت مسيّرة أخرى قنبلة صوتية على شاطئ رأس الناقورة، في وقتٍ عثَر الجيش اللبناني على جهاز تجسس مموّه ومزود بآلة تصوير، في بلدة يارون وفككه.
وفي غضون ذلك، نُقل أمس عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية لـ”الجمهورية”، أنّ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل تشكّل فرصةً لمنع التصعيد في المنطقة، مشيرةً إلى أنّ نجاح هذه المفاوضات مرتبط بقرارات سياسية داخلية واضحة في لبنان.
وقالت إنّ واشنطن دخلت مرحلةً جديدةً في مقاربتها للملف اللبناني، معتبرةً أنّ “لبنان دولة وليس ساحةً للنزاعات، وأنّ الحكومة اللبنانية قادرة على اتخاذ القرارات، ولا يمكن فرض واقع بالقوة والسلاح”.
قتيل وجريح وغارات وقصف
وفي التفاصيل على الصعيد الميداني، أغارت مسيَّرة إسرائيلية على سيارة في بلدة ياطر أدت الى سقوط سائقها علي كامل كوراني إبن البلدة قتيلًا واحتراق السيارة المستهدفة بالكامل، واصابة شخص بجروح حسب وزارة الصحة العامة. ثم أغارت مجددًا مستهدفةً حي الكسار في البلدة ذاتها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “اغتال عنصرا من حزب الله في ياطر”.
وبعد ظهر أمس، أطلقت قوات إسرائيلية رشقات رشاشة كثيفة على أطراف عيتا الشعب أثناء تجمع الأهالي في ساحة البلدة. ورشقات من موقعي الرمثا ورويسة القرن باتجاه مزارع بسطرة، جنوب بلدة كفرشوبا. وألقت مسيَّرة إسرائيلية قنبلة صوتية على شاطئ رأس الناقورة.
من جهة ثانية، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، “أنه ضمن إطار متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية، عثرت وحدة عسكرية متخصصة على جهاز تجسس إسرائيلي مموّه ومزود بآلة تصوير في بلدة يارون – بنت جبيل، وقامت بتفكيكه”. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى الابتعاد عن الأجسام المشبوهة وعدم لمسها، والتبليغ عنها لدى أقرب مركز عسكري، حفاظًا على سلامتهم.
وسُجّل تحليق مكثّف للطيران المُسيّر في أجواء عدد من المناطق الجنوبية، أبرزها العديسة، حولا، مركبا، رب ثلاثين ،صفد البطيخ، دير ميماس، الطيبة، حومين التحتا، النبطية، كفرتبنيت، المحمودية، العيشية، والجرمق.
وليلًا، قصف الجيش الاسرائيلي بالمدفعية بلدة مارون الراس الحدودية.




