“قمة فلوريدا” ترسم مصير المنطقة… هل يمنح ترامب نتنياهو ضوءًا أخضر للحرب ولبنان في الصدارة؟

تتّجه أنظار المنطقة إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في فلوريدا اليوم، فيما يترقّب اللبنانيون ما بعد عطلة رأس السنة واستحقاقات المرحلة المقبلة. وسيحدّد لقاء ترامب – نتنياهو آفاق المرحلة في المنطقة تبعاً لموقف الإدارة الأميركية من طروحات الضيف الساعي إلى إبقاء فتيل المواجهات مشتعلاً.
فقد تحوّلت القمة الأميركية الإسرائيلية اليوم حدثًا لبنانيًا انطلاقًا ممّا تداوله الإعلام الإسرائيلي حول جدول أعمال القمة وفي أساسه الملف اللبناني.
توقعات كثيرة متناقضة حول ما سينتهي إليه هذا اللقاء، وما يمكن أن تكون لنتائجه من انعكاسات على لبنان ومجمل الأوضاع في المنطقة، حيث أنّ نتنياهو يحمل في حقيبته مجموعة من المشاريع الحربية والسياسية التي تخدم هدفه المعلن وهو “تغيير وجه الشرق الاوسط”، الذي كان وعد ترامب بتحقق السلام فيه.
وفي السياق، أفادت أوساط رسمية بأن لبنان يترقب القمة حيث ستبحث الشأن اللبناني.
وعشية انعقاد القمة، نقلت القناة 13 الاسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب “ضوءًا أخضر لتكثيف الهجمات في لبنان”.
أمّا موقع “أزمنة إسرائيل” الإلكتروني، فتوقع أن تركز المحادثات على “حزب اللّه”، وتهديد إسرائيل باستئناف الحرب التي توقفت بسبب وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024 إذا لم تلتزم الحكومة اللبنانية بالموعد النهائي للعام الجديد الذي فرضته الولايات المتحدة على جماعة “الحزب” لنزع السلاح.
ورأت أوساط سياسية بارزة عبر “نداء الوطن” أن قمة ترامب – نتنياهو اليوم “ستطرح مصير المنطقة، وستتقرّر في ضوئها طبيعة المرحلة الثانية في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن. علمًا أنّ العراق بدأ يتحسّس، وكما قال رئيس الحكومة العراقية أن معلومات وصلت إلى بغداد عن طريق دولة ثالثة تفيد بأن إسرائيل تتحضر لعمليات عسكرية في العراق”. أضافت: “المنطقة كلها على فوهة بركان. وسيتقرّر المسار العام في الأشهر الستة المقبلة في لبنان وسوريا وغزة والعراق واليمن ومعها إيران”.
وفيما الأنظار كلها مشدودة إلى الإجتماع المقرّر بين ترامب ونتنياهو في فلوريدا اليوم، أبدت أوساط ديبلوماسية عبر “الجمهورية” خشيتها مما يحمله رئيس وزراء إسرائيل من طروحات ملغومة في الملفات الساخنة الأساسية، من إيران وغزة إلى سوريا فلبنان.
وذكّرت هذه الأوساط، بأنّ الإدارة الأميركية حاولت في الأسابيع الأخيرة لجم رغبات التصعيد والتفجير التي أبدتها حكومة نتنياهو على جبهات مختلفة. وفي سياق السعي إلى تطويق هذه الرغبات، جاءت دعوة ترامب لنتنياهو إلى قمة فلوريدا.
وأشارت الأوساط نفسها إلى أنّ نتنياهو يحمل إلى القمة مع ترامب طروحات باعتماد الخيارات العسكرية مجدداً، وبنحو داهم، في التعاطي مع ملفي لبنان وإيران. ففي منظوره أنّ حركة “حماس” لم تعد عاملاً فاعلاً في قطاع غزة، ولم تعد هناك حاجة ملحّة للعمل عسكرياً هناك. وفي سوريا، يترقّب الإسرائيليون ما ستقود إليه الاتصالات الجارية خلف الأضواء مع حكومة دمشق، وما يجري على الأرض من توترات هناك. وأما في لبنان، ففي نظر نتنياهو، ما زال “حزب الله” يمتلك مخزوناته من السلاح ويستطيع تحريكها في أي يوم. ولذلك، قالت الأوساط، إنّ الإسرائيليين يعتقدون أنّ هناك حاجة لتسديد ضربات عسكرية جديدة إلى لبنان، فيما خيار العملية العسكرية الجديدة ضدّ إيران موضع درس.
وفي اعتقاد الأوساط نفسها، أنّ واشنطن ستمارس أقصى درجات الضغط لمنع نتنياهو من تنفيذ أي خطوة تصعيدية. ولكن لا شيء مضموناً في النتيجة، وعلى الجميع أن يترقب انتهاء القمة لتلمّس النتائج.




