قرار الحرب “المخطوف”… نعيم قاسم يصرّ على السلاح ويدفع لبنان نحو مواجهة جديدة!

فيما يلتقط اللبنانيون أنفاسهم بصعوبة بعد سنوات من الحروب والانهيارات، يصرّ أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على إبقاء البلاد رهينة منطق السلاح والمواجهة، غير آبهٍ بأثمانٍ دفعها اللبنانيون دمًا وخرابًا واقتصادًا.
فبدل أن يتعلّم الحزب من كوارث الحروب السابقة التي لم تجلب للبنان سوى الدمار والعزلة، يعود قاسم ليجدّد تمسّكه بسلاحه ويطلق مواقف تصعيدية تضع لبنان مجددًا على حافة حرب لا يريدها شعبه ولا يحتملها.
ومع كل خطاب، يتأكد أكثر أنّ قرار السلم والحرب ما زال مخطوفًا، وأنّ لبنان يُساق قسرًا نحو مغامرة جديدة، وكأنّ الحروب الماضية لم تكن كافية.
فقد استبق نعيم قاسم مباحثات ترامب – نتنياهو بخطابه المعتاد، في وقت يستعدّ الجيش اللبناني للبدء بالمرحلة الثانية من خطة حصر السلاح بيد الدولة في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني ونهر الأولي، وحسم قاسم موقف الحزب بقوله: “سنناقش استراتيجية الأمن الوطني بتعاون كامل بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية”، متهماً “الحكومة بتقديم تنازلات مجانية”.
وفي السياق، توقفت أوساط لـ”نداء الوطن” عند كلام الأمين العام لـ “حزب اللّه” الشيخ نعيم قاسم أمس، فرأت أنّ كلام قاسم موجّه إلى القمة الأميركية – الإسرائيلية بقوله إنه لا يريد نزع سلاحه، وطالب إسرائيل بتنفيذ ما هو مطلوب منها. وأعلن أنه مستعد للمواجهة فإذا ما أرادت الولايات المتحدة وإسرائيل الحرب فلتكن و “اركبوا أقصى خيلكم”.
“لا تطلبوا منا شيئاً”
اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله”، أنّ لبنان يمرّ اليوم بمرحلة شديدة الحساسية، يعيش فيها “في قلب العاصفة وعدم الاستقرار”، محمّلاً الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع. ورأى أنّ الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف على الرغم من اتفاق عام 2024. وفي كلمة ألقاها خلال ذكرى رحيل أحد مؤسسي الحزب، قال قاسم إنّ “واشنطن رعت الفساد في لبنان وحمت رموزه، وساهمت منذ عام 2019 في تخريب الاقتصاد بهدف فرض الوصاية والتحكّم بمفاصل الدولة”.
واعتبر أنّ “البلاد تقف أمام خيارَين: الخضوع للوصاية الأميركية – الإسرائيلية أو النهوض وطنياً لاستعادة السيادة وبناء الدولة”.
وأضاف “إنّ مشروع نزع السلاح، ولو سُوّق تحت عنوان حصرية السلاح، يخدم مصلحة إسرائيل في ظل استمرار خروقاتها”. وانتقد ما اعتبره “التنازلات التي قدّمتها الحكومة من دون مقابل إسرائيلي”، مؤكّداً “التزامهم والدولة بالاتفاق مقابل استمرار الخروقات”.
وأضاف: “لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن… وليس مطلوباً من لبنان أن يكون شرطياً لدى إسرائيل”. وختم أنّ “حزب الله سيواصل الدفاع والصمود حتى تحقيق الانسحاب الكامل ووقف القصف وإعادة الإعمار”.
مرحلة شمال الليطاني
وفي غضون ذلك علمت “نداء الوطن” أنه رغم إعلان رئيس الحكومة نواف سلام الاستعداد للبدء بمرحلة شمال الليطاني، إلّا أن لا قرار سياسيًا في الدولة للمباشرة بهذه المرحلة.
وتشير المعلومات إلى أنّ عدم الانتقال إلى تنظيف شمال الليطاني ليس نابعًا من موقف سلبي من لبنان، بل تريد الدولة اللبنانية من إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس وتسليم الأسرى والقيام بخطوات إيجابية لكي تتمكن الدولة اللبنانية من التقدّم بخطوة تجاه سلاح “حزب اللّه”.
ولا تبدي الدولة تخوّفًا من تجدّد الحرب في حال لم تستمرّ بخطة حصر السلاح، لأنها وصلتها ضمانات أميركية بعدم توسيع رقعة الحرب، وبالتالي سيشهد ملف السلاح تجميدًا في شمال الليطاني حيث لن تباشر الدولة باتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه قبل مبادرة إسرائيل بالقيام بخطوات مقبولة.
وفي السياق، وضمن إطار آلية التنسيق بين الجيش اللبناني ولجنة “الميكانيزم” في تنفيذ خطة “حصرية السلاح”، تفقد الجيش اللبناني 4 منازل في مدينة بنت جبيل، مهدمةً جراء الحرب، بناء على طلب لجنة “الميكانيزم”، بحسب “الوكالة الوطنية للإعلام”، مشيرة إلى أن الجيش “كان قد كشف على معظم المنازل سابقاً”.
في موازاة ذلك، استمرت الخروقات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث تعرضت صباح الأحد بلدة كفرشوبا لرشقات رشاشة ثقيلة من موقعَي القوات الإسرائيلية في رويسات العلم والسماقة، ما تسبب بأضرار في عدد من المنازل، حيث نجت عائلة بأعجوبة بعد تحطم زجاج منزلها.




