الراعي: رسالتنا أن نكون دائما جبهة السيادة والاستقلال والعزة الوطنية

أكّد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي على ضرورة “الانصات لصوت الضمير لا للإفراط في السلطة للشفافية في الإدارة والقضاء لا لفبركة الملفات الكاذبة، فكم من ضحايا ظلم واستبداد يتألم معها على صعيد الإدارات والسلك الديبلوماسي والقضاء وممارسة الوزارات؟”، لافتاً إلى ضرورة “إرساء قواعد الوحدة الوطنية على أسس التعددية ودون انحياز إلى مكون لبناني ضد مكون لبناني آخر إلا من أجل الصلح والوئام، وأن نكون القدوة في احترام الدستور والاستحقاقات الدستورية ومؤسسات الدولة، وأن نتفاهم مع شركائنا في الوطن ونصمد تجاه الغريب وندافع عن الحرية والكرامة”.
كلام الراعي جاء خلال ترؤسه مساء أمس القداس الاحتفالي بمناسبة عيد شفيع لبنان القديس شربل مخلوف في بقاعكفرا وعاونه النائب البطريركي على الجبة المطران جوزيف نفاع وكهنة رعية بقاعكفرا الخوري ميلاد مخلوف والخوري خليل البطي وحشد من الآباء والكهنة وحضر القداس النائبان ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، القائمقام ربي الشفشق ورؤساء بلديات المنطقةوحشد من المؤمنين.
وفي عظته، قال: “يعلمنا ربنا يسوع بأن الله معنا وليس بغائب بل هو سيد تاريخ البشر ولا احد سواه والكلمة الاخيرة له، لصوت الضمير لا للافراط في السلطة , للشفافية في الادارة والقضاء لا لفبركة الملفات الكاذبة فكم من ضحايا ظلم واستبداد يتألم معها على صعيد الادارات والسلك الديبلوماسي والقضاء وممارسة الوزارات, وكم يؤلمنا ان نشاهد ذلك كل يوم وفي كل قطاع والاكثر ايلاما تسييس الطائفة والمذهب في القضاء والادارة والسلك الديبلوماسي، تسييس كل شيء بالظلم وبشريعة القوي الذي يحكم الضعيف وقاعدة الاقوى هو دائما على حق”.
وأضاف الراعي: “أنا اقول لكل ضحايا هذه المظالم تقووا لاتخافوا فهذه المحن هي مدرسة للمعرفة والخبرة والنضج وانسنة القلب، فالقديس شربل ارتفع عاليا بقداسته وانسانيته بفضل ما تحمل من اماتات وجهاد وتضحيات حتى اصبح من سمائه رفيق كل انسان متألم وفي المجد السماوي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب . (متى 13:43)، فهو ابن هذه البيئة التي نضجت على الحياة الصعبة وقاومت الحياة الصعبة وصمدت مثل الارز في وجه العواصف والرياح والصواعق وصمدت مثل الاجداد في وادي القديسين بقوة التجذر في الارض وحرارة الصلاة واستلهام انوار السماء حتى بلغوا بلبنان سنة 1920 الى دولة مميزة عن كل بلدان المنطقة بدستورها وميثاقها الوطني وخبرة العيش معا بالوحدة في التعددية الثقافية والدينية “.
وأكد الراعي أنّه “من اجل استعادة هوية لبنان نناضل مع ذوي الولاء المخلص لهذا الوطن ومن اجل حماية رسالته الخاصة في هذا المشرق وفي العالم، نناضل من أجل حياده، فرسالتنا ان نجمع لا ان نفرق، أن نعدل لا أن نغبن، أن نحاور لا أن نقهر، أن نعتدل لا أن نتطرف. رسالتنا ان نرسي قواعد الوحدة الوطنية على اسس التعددية ودون انحياز الى مكون لبناني ضد مكون لبناني آخر الا من اجل الصلح والوئام”.
وأضاف: “رسالتنا ان نكون القدوة في احترام الدستور والاستحقاقات الدستورية ومؤسسات الدولة. رسالتنا أن نتفاهم مع شركائنا في الوطن ونصمد تجاه الغريب، وندافع عن الحرية والكرامة، ونبقى ثابتين من دون عناد، واقوياء دون استقواء. رسالتنا ان نكون دائما جبهة السيادة والاستقلال والعزة الوطنية التي انتهجها او يجب ان ينتهجها من اراد حمل لواء هذا الشعب المناضل والمتجذر في الارض والتاريخ والايمان. يجب ان نبقى شعب الصلاة والتواضع والخير والتضامن في نفس كل واحد منا شيء من تقشف القديس شربل والاجداد وشيء من تضامن ذوي القضية الوطنية الواحدة وشيء من خير الطبيعة، وشيء من خشوع هذا الوادي المقدس، وشيء من صلابة الارز والقديس شربل . فمن يتابع تاريخ شعبنا يجد ان قوتنا كانت في التزام هذه القيم لا في اي شيء آخر. قيمنا هي حقوقنا وصلاحياتنا ودورنا”.
وختم الراعي: “إليك يا قديس لبنان نكل وطنك ووطننا لبنان الذي يحتاج الى اعجوبة منك انت قادر عليها .فنمجد بها الثالوث القدوس الاب والابن والروح القدس الان والى الابد آمين”.
وكان القداس استهل بكلمة للاب ميلاد مخلوف الذي رحب بغبطة البطريرك والنائبين والمشاركين رعية بقاعكفرا باحتفالية العيد مؤكدا ان بقاعكفرا امينة دائما للكنيسة ولتاريخها وتسير دائما وراء البطريرك الراعي الصالح .
مواضيع ذات صلة :
![]() بخاري زار الراعي في بكركي مهنئًا بالأعياد | ![]() الراعي: لا بد من التعلم من الحرب التي مزّقت حياتنا وشبابنا | ![]() الراعي استقبل وفداً من اتحاد روابط المدارس الخاصة… وبو صعب: هذا ما اتّفقنا عليه |