هل تسرّع الحريري بإطلاق الوعود؟

أخبار بارزة, لبنان 23 كانون الأول, 2020

هل تسرع الرئيس المكلف سعد الحريري في إطلاق الوعود إزاء احتمال تشكيل حكومة قبل عيد الميلاد؟ السؤال يبدو منطقيا ومشروعا، على وقع التجارب السابقة التي لطالما طبعت بضرب المواعيد الحكومية، قبل أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء وتذهب معها النفحات التفاؤلية أدراج الرياح. على أن الاصرار على التأكيد أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، لا تلغي علامات استفهام حول مسببات العراقيل ومن يقف وراءها، في ظل مؤشرات سلبية تبعث على الحذر، على طريقة “ما تقول فول تا يصير بالمكيول”.

وفي السياق، شددت مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” على ضرورة التمعن في الصورة التي سادت قبل وبعد لقاء بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف. ذلك أن كل ما في الصورة المحلية لم يكن يبعث على الأمل في اختراق ايجابي لجدار الأزمة، حتى أن تكتل لبنان القوي أصدر بيانا عقب اجتماعه الأسبوعي، قد يكون ساهم في ضخ بعض التراجع، أو على الاقل التريث في الأجواء، في موقف يحمل على الاعتقاد بأن جرعة التفاؤل قد تكون مجرد مهدئات للغضب الشعبي إزاء المماطلة غير المبررة في تشكيل الحكومة.
ولفتت المصادر إلى أن التكتل عاد إلى العزف على وتر المعايير الموحدة في التأليف، إضافة إلى ضرورة التشديد على الاعتراف بدور رئيس الجمهورية كشريك أساسي في هذه العملية، في دليل واضح إلى أن الموقف البرتقالي لا يزال على تصلبه، خصوصا أن النائب آلان عون دخل على الخط ليؤكد، قبل ساعات من اللقاء الثاني بين عون والحريري، المنتظر اليوم، أن لا شيء محسوما في ملف التأليف.

وفي وقت اعتصم حزب الله بصمت ثقيل غلف موقفه من الايجابية الحكومية المباغتة، لفتت المصادر إلى أن رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال إرسلان الذي غاب عن الصورة الحكومية طويلا، اختار بعناية توقيت كسر صمته، والعودة إلى المطالبة بإنصاف الطائفة الدرزية، وذلك غداة الحديث عن أن التشكيلة الحكومية صارت شبه نهائية، ما خلا حقيبة العدل التي لا يزال الكباش دائرا في شأنها.
وإذ نبهت إلى ان الشيخ نصرالدين الغريب المدعوم من خلدة والجاهلية حصرا، تدخل بدوره دفاعا عما يسميها “حقوق الطائفة”، قرأت المصادر بين سطور هذين الموقفين اللذين حملا تصعيدا سياسيا في مواجهة رئيس الجمهورية من جانب حليفه الدرزي، محاولة من حزب الله لفرملة الاندفاعة الحكومية، في مرحلة انتظار قد تمتد إلى ما بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهامه في البيت الأبيض.
لكن، وفي انتظار كشف النقاب عن الموقف الفعلي للضاحية، أكدت المصادر أن قراءة متأنية لتسارع المجريات الحكومية تثبت ما يتجنب المعرقلون الاعتراف به على الملأ: العرقلة داخلية أولا، في وقت يصر الفرنسيون والمجتمع الدولي على أن تكون الحكومة العتيدة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين، وهو ما سعت بكركي إلى تكريسه في تحركها الأخير. وتختم المصادر داعية إلى وضع النقاط على حروف المسؤوليات قبل الغوص في مستنقعات موجات التفاؤل والتشاؤم.

المركزية

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us