الضغوط الفرنسية “الهائلة” هل تثمر حكومة ؟

لبنان 17 آب, 2021

كتب عباس صباغ في “النهار“:

 

سينجح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في تسجيل رقم قياسي في تأليف الحكومة اذا ما سارت الامور وفق موجة التفاؤل التي كللها كلام الرئيس ميشال عون امس عن حكومة خلال ايام.

فاجعة عكار وعلى رغم قسوتها سجلت انقساماً حاداً بين اللبنانيين على خلفية تقاذف ملكية الارض التي تسبب خزان الموت فيها بمقتل 29 مدنياً وعسكرياً واصابة العشرات بحروق. واذا كان الرئيس سعد الحريري اكثر الواضحين في دعوته عون الى الرحيل، فإن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قد دعا الرئيس مواربة الى الاستقالة.

وبعد السجال الحاد بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” ومن ثم عودة ميقاتي الى نادي رؤساء الحكومات السابقين، تبدد التفاؤل الذي كان يشيعه الرئيس المكلف وكذلك القصر الجمهوري فيما كان “حزب الله” على حذره مع تكرار دعواته الى الافرقاء السياسيين الى الاسراع بتأليف حكومة، وقدَّم التسهيلات عندما قبل تمنّي ميقاتي بالتخلي عن وزارة الصحة والقبول بوزارة الاشغال العامة والنقل عوضاً عنها، وكذلك التخلي عن وزارة الصناعة والقبول بوزارة العمل. لم يتوقف الحزب عند كل ذلك، بل تمنى على حلفائه الاسراع في استيلاد حكومة للحد من الكارثة التي تلف البلاد. بيد ان فاجعة عكار والانذار الامني بانفلات الاوضاع في الشارع بعد رصد مؤشرات تشي باستغلال الازمة المعيشية وتفجير الاوضاع، عندها رفع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله نبرة خطابه العاشورائي مساء الاحد داعياً الافرقاء كافة الى التخلي عن الحصص والاسراع بإعلان ولادة الحكومة.

نصرالله كان على علم بما يجري بعد فاجعة عكار وتبعات الانقسام الحاد، لا سيما بين التيارين الازرق والبرتقالي والهجوم غير المسبوق على حليفه عون، وان كان السيد نصرالله لم يسمِّ المعرقلين فإن سهامه طارت في اكثر من اتجاه ولم توفر حليفه التاريخي الرئيس نبيه بري بحسب اوساط متابعة.

“حزب الله” كان على قناعة بأن هناك محاولة جدية للاجهاز على رئيس الجمهورية، وبالتالي كان عليه رفع الصوت في وجه الجميع للافراج عن الحكومة بعدما تفلتت الامور وبات القتل سيد الايام السود في لبنان.

واذا كان نصرالله قد دعا الى تأليف حكومة خلال ايام، فإن رئيس الجمهورية لاقاه واعلن ان الحكومة ستولد خلال ايام بينما كان ميقاتي يوزع الابتسامات لدى دخوله عصر امس قاعة الاجتماعات في قصر بعبدا للقاء عون.

كل ذلك يشي بأن الاتفاق على ولادة الحكومة بات الخيار الوحيد امام القوى السياسية، والا تكون مسؤولة عن الارواح التي قد تزهق على الطرق وامام محطات الوقود.

اما خارجياً فإن باريس كانت تحث الافرقاء اللبنانيين على الاسراع في تأليف الحكومة، واتصل الرئيس ايمانويل ماكرون بنظيره عون سائلاً عن العراقيل المستجدة امام تأليف حكومة انقاذ.

كما ان فرنسا انتزعت وعوداً من اكثر من فريق سياسي لبناني بتسهيل ولادة الحكومة، وكانت قد تمنت سابقاً على “حزب الله” المساعدة في تذليل العقبات التي تحول دون الافراج عن الحكومة بعد اكثر من عام على استقالة حكومة حسان دياب.

كل تلك المعطيات تؤكد ان الحكومة ستولد هذا الاسبوع، وان احداً لا يستطيع ان يمنع عملية التأليف في ظل الكارثة الكبرى التي تقبض على البلاد مع قرار رفع الدعم عن المحروقات، وكذلك الخشية من تفلت سعر صرف الدولار وما سيترك ذلك من تداعيات سلبية على لبنان.

وفي الخلاصة كان التوجه الى التأليف وبات ميقاتي اقرب من تسجيل رقم قياسي بحيث ان سارت الامور كما هي الاجواء فإنه سينجح في تأليف حكومة بعد ثلاثة اسابيع فقط على تكليفه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us