“عالقطعة”!

أخبار بارزة, لبنان 14 أيلول, 2021

نسارعُ إلى القولِ : ليسَ لدينا موقفٌ مسبقٌ من احدٍ ،لا نعارضُ للمعارضةِ ،

فلسنا من مدرسةِ ” الفنِ للفن ” ، ثوابتنا أن نكونَ إلى جانبِ الجيلِ اللبنانيِّ اليائسِ لأنهُ الأملُ الوحيدُ للمسقبلِ.

***

حكومةُ الرئيسِ نجيب ميقاتي شُكِّلَتْ ، اخذت الصورةَ التذكاريةَ وعقدت جلستها الأولى لأعدادِ البيانِ الوزاريِّ ، هذا البيانُ يجبُ الاَّ يكونَ فضفاضاً ، فهذهِ الحكومةُ عمرها بالكادِ ثمانيةُ اشهرٍ ولن تستطيعَ فعلَ الكثيرِ سوى الإنتخاباتِ النيابيةِ في آخرِ ايامها في أيار المقبلِ ،

لكن في اولِ ايامها مطلوبٌ منها الكثيرُ، وهذا “الكثيرُ” كلهُ اولوياتٌ .

البدايةُ هي الإعدادُ لبدءِ التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ ، يجبُ ان يعي اللبنانيونَ ان صندوقَ النقدِ الدوليِّ هو ” بنكٌ بيديِّنْ مصاري” ، لكنهُ ككلُ بنكٍ ، لا يوافقُ على الإقراضِ إلاَّ إذا كانَ المقترضُ قادراً على السدادِ ، ومن شروطِ القدرةِ على السدادِ :

الإصلاحُ ، فمن دونِ الإصلاحِ لا يمكنُ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ ان يعطي سنتاً واحداً .

إذا بدأتِ الحكومةُ بالإصلاحِ ، سنصفِّقُ لها ، أما إذا لم تبادر ، فقلمنا بالمرصادِ تماماً كما هي صرخاتُ الناسِ البائسينَ، اليائسين.

***

ليسَ من عاقلٍ إلاَّ ويعرفُ ان ولادةَ حكومةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي لم تكنْ وليدةَ توافقاتٍ داخليةٍ ، بل هي نتيجةُ تفاهماتٍ اقليميةٍ ودوليةٍ إلتقطَ الرئيس ميقاتي توقيتها جيداً ، فولِدتْ الحكومةُ .

مَن دفعَ في اتجاهِ تشكيلِ الحكومةِ ، من المنطقيِّ ان يكونَ إلى جانبها ، على الأقلِ في ايامها الاولى ، من هنا ولِدَتْ فكرةُ ” فترةُ السماح ” التي لن تكونَ مئةَ يومٍ لأن عمرَ الحكومةِ هو أكثرُ من مئتي يومٍ بقليلٍ ،

فلا يصحُ ان تكونَ فترةُ السماحِ نصفَ عمرها .

***

الحكومةُ مطالبَةٌ بالإنجازِ من الايامِ الاولى بعدَ نيلِ ثقةِ مجلسِ النوابِ ، وليكنْ شعارها ” هلمَّ إلى العملِ”،

وعندها سنبدأُ بالمحاسبةِ كلَّ يومٍ بيومهِ و” على القطعةِ”.

إن أهمَّ شيءٍ يجبُ التركيزُ عليهِ هو محاولةُ الحدِّ من الهجرةِ ، لأنه لا قيمةَ لأيِّ شيءٍ إذا لم يتوقفْ هذا النزفُ الهائلُ ،

يكفي ان يعرفَ القارئُ ان الامن العام أنجزَ وسلَّمَ ثمانينَ الفَ جوازِ سفرٍ في الفترةِ الممتدةِ من مطلعِ هذهِ السنةِ حتى اواخرِ آب الفائتْ .

ثمانونَ الفَ جوازِ سفرٍ في ثمانيةِ اشهرٍ ، بمعدلِ عشرةِ آلافِ جوازٍ في الشهرِ ، معظمهم من جيلِ الشبابِ ، أليسَ هذا ما يجبُ ان يُشكِّلَ البندَ الاولَ في اهتماماتِ الحكومةِ الجديدةِ ؟

سنسائلها كلَّ يومِ وصبحاً ومساءً عمَّا فعلتْ وستفعلُ في هذا الملفِ الذي إذا لم يُعالَجْ فعلى البلدِ السلامُ .

ما زالَ من السنةِ اربعةُ اشهرٍ ، فإذا بقيَّ الطلبُ على الجوازاتِ على هذهِ الوتيرةِ فإن المهاجرينَ سيجتازونَ عددَ المئةِ الفٍ.

هذا الرقمُ ليسَ مزحةً في بلدٍ لا يتجاوزُ عددُ سكانهِ الأربعةَ ملايين .

هل تعي الحكومةُ الجديدةُ هذهِ المأساةَ ؟ وماذا في خطَّتها العاجلةِ لمعالجتها ؟

وهل تغيرَ شيءٌ عن الحكومةِ السابقةِ، سوى الاسماءِ وتبديلِ الحقائبِ.

ننتظرُ الافعالَ لنحاسبها “على القطعةِ”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us