السمو للأقوياء بحقهم والسقوط للطغاة… حنكش لـ “هنا لبنان”: سنوقع على عريضة أهالي الشهداء لتحويل التحقيق إلى دولي.


كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:

في ٤ آب ٢٠٢٠ دُمِّرت عاصمة الشرق ولؤلؤته بيروت بفعل “قوى السقوط”، ظنت قوى الشر هذه أن بيروت سقطت ولن تعود. فكان جوابها في يوم ٥ آب ٢٠٢٠ بشباب وشابات يملؤون الطرقات والأزقة حياة ونبضاً، يبلسمون جراحها من فوق الدمار، فبيروت التي دمرت ليست حجراً ولم تكن يوماً كذلك، فمن هي الحياة لا يغلبها الموت مهما استفحلت قوى الشر والأيدي المدنسة.

وبالرغم من كل هذه الدروس والعبر التي أدّت إلى تدمير بيروت، لا زالت قوى “السقوط” هذه والمستحكمة برقاب وأرواح الناس، تهوى الهروب والسقوط مرات ومرات فمن الهروب من درب العدالة إلى تطيير التحقيق وتحوير الحقائق واستعمال الترهيب المادي منه والقانوني ها هي اليوم تحاول إسقاط الذاكرة الجماعية لأبناء بيروت عبر محاولة طمس الحقائق وإسقاط عواميد أهراءات القمح التي صمدت بوجه إجرامهم لكي تقول لكل من يهوى رائحة الموت، هناك حقيقة ساطعة لا تهوى ولا تسقط إلى الأزل، فبيروت مع الأزل ولدت ومع الأزل تسقط.

وسقوط صفة العجلة عن قانون المعجل المكرر لتدعيم الجزء المتبقي من أهراءات القمح لا يدل إلا على أحقِّيّته الصّامدة بوجه بطش من أسقطوه. فالحياة ملك للأغنياء والموت والبلطجة والاستبداد لغة العبيد. فالسمو للأقوياء بحقهم والسقوط مصير الطغاة.

وفي حديث مع عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش حول مسار تحقيقات المرفأ من سنتين وحتى اليوم قال: “من وقت حدوث الانفجار كان رأيُنا واضحاً وهو المطالبة بتحقيق دولي لأن المشكلة اليوم أن لا ثقة بالدولة وبالتحقيق المحلي لأننا نعلم أن كل شيء يخضع للضغوطات السياسية وكل شيء يخضع لحسابات طائفية ولتأثيرات من هنا وهناك ولذلك ارتأينا ذلك من البداية، ولم يحدث هذا الشيء”.

وأضاف “نحن في تحقيق لبناني، وليس قلة ثقة بالقضاة لأن القضاة الذين عُيِّنوا قاموا بعملهم حسب اللازم، ولكن في نفس الوقت لا يمكننا أن ننكر أن الضغط الذي مورس على القاضي صوّان والقاضي البيطار هو من كل هذه المنظومة التي ليس من مصلحتها بأي تحقيق أن نصل إلى الحقيقة. وبالتالي تعرض القضاة لهذه الممارسات وإننا نرى التعطيل الذي يواجهه القاضي البيطار من كف يد وغيره والتعطيل بالدستور والقانون وبغير القانون وبالتهديد وبالمباشر وبكل شيء، والتحقيق لم يصل إلى الحقيقة بوقت صرح وزير الداخلية فهمي بعد الانفجار أنه خلال خمسة أيام سيبين الحقيقة، فلا خلال خمسة أيام بإمكانك أن تظهر الحقيقة ولكن الأكيد ليس بعد سنتين لا تزال لا تعلم ما حدث”.

وقال: “والاكثر من هذا إننا نرى الأهراءات تنهار مع انهيار الدولة والتي هي المعلم والشاهد الوحيد على هذه الجريمة الكبيرة التي حدثت ومن هنا نحن ككتلة كتائب تقدمنا باقتراح قانون لحماية هذا المعلم الذي كان شاهداً والذي كان حامياً لما تبقّى من المدينة من الدمار، وكان ذلك نزولاً عند طلب الأهالي وتقدّمنا به في آخر جلسة تشريعية الثلاثاء الماضي وتم إسقاط صفة العجلة عنه، بالرّغم من أنّنا كنا على عجلة لأننا كنا نعلم أن هناك خطراً جدّيًّا وحقيقيًّا على الأهراءات من الانهيار، وكما وضعنا في البند الثاني من هذا القانون رأي اختصاصيّ لتدعيم الأهراءات وما تبقى منها لتفادي أي مشكلة قد تضر بالسلامة العامة”.

وأردف “طالما هناك دم في عروقنا وطالما هناك أهالي شهداء يطالبون ونحن منهم، وطالما هناك شعب حيّ لن يقف التحقيق وإن عطّلوا وإن حاولوا الاحتماء بالحصانات ورمي الأمر على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وغير ذلك، فكل هذا يصب في محاولتهم أن لا يمضوا قدماً في التحقيق لتفادي أي فضيحة بالنسبة لهم. أما نحن بالنسبة لنا، الشعب اللبناني صاحب حق وصاحب الحق دائماً منتصر وفي النهاية سيصل التحقيق ليشفي جروحات أهالي الشهداء”.

وختم بالقول: “نحن من البداية مع تحقيق دولي وسنوقع مع أهالي الشهداء على عريضة نحن قيد دراستها لتوقيعها وإرسالها إلى الجهات الدولية لكي تقوم هي بالتحقيقات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar