موسم أوروبي رائع كرّس زعامة الريال

رياضة 29 أيار, 2022

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري

باستثناء بعض الشوائب الأمنية في العاصمة الفرنسية باريس والتي فرضت تأخير انطلاق المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا لأكثر من نصف ساعة، فإن الموسم الأوروبي كان ممتازًا على كل الصعد. دوريات كبيرة محتدمة ونجوم بالجملة وحماوة في سوق الانتقالات. لكن كل تلك الأمور كانت في كفة وتتويج ريال مدريد الإسباني باللقب الأوروبي في كفة أخرى وذلك بسبب عدة عوامل. صحيح أن الريال أمّن فوزه ببطولة إسبانيا قبل نهايتها بعدة مراحل، وصحيح أن الفريق الإسباني متخصص ببطولة دوري الأبطال الأوروبي وهو المرشح الدائم لهذه المسابقة، وصحيح أيضًا أن الميرينغي كان لا يزال يملك ترسانة من اللاعبين الأفضل عالميًا مما يؤهله للمنافسة على أي مسابقة يشارك فيها، إلا أن الذي حصل معه هذا الموسم لم يكن في حسبان أي محلل أو مشجع كروي أو حتى لدى قارئي الغيب. فالريال عانى كثيرًا للوصول إلى نهائي دوري الأبطال، ليس فقط خلال الأدوار الإقصائية إنما حتى منذ بداية المسابقة يوم خسر على أرضه أمام فريق شريف تيراسبول المغمور والآتي من مولدافيا. لكنه عرف كعادته كيف يستجمع قواه ويكمل ويتأهل للدور الثاني. وبعد أن وقع في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي، ظن الجميع أن مشوار الريال انتهى عند هذا الحد. وأتت نتيجة الذهاب التي أسفرت عن تأخر الريال بهدف وحيد ثم الإياب الذي بدأ بتأخره بهدف أيضًا، ظن الجميع أن الريال سيلعب آخر دقائقه ويتحضر للرحيل. لكن كان لبنزيمة كلام آخر، فكشّر عن أنيابه ودك مرمى الباريسيين بثلاثة أهداف وأمّن تأهل فريقه للدور ربع النهائي الذي واجه فيه فريق تشيلسي الإنكليزي الجريح والمتخبط جراء مشاكله المالية الناتجة عن الرحيل القسري لممول الفريق منذ ١٨ عامًا الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش. وبالرغم من فوز مريح خارج أرضه في لندن بنتيجة ٣-١، إلا أن الريال أخاف مشجعيه في لقاء الإياب بعد أن تأخر بنتيجة ٣-صفر. لكن كالعادة تعملق بنزيمة ورفاقه وعادوا ليسجلوا هدفين ضمنوا من خلالهما التأهل للدور نصف النهائي. هنا، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا خصوصًا وأن خصم الريال هو مانشستر سيتي القوي والطامح إلى الظفر بأول لقب أوروبي. مباراة الذهاب خرج منها الريال بأقل خسائر ممكنة بعدما تأخر بواقع أربعة أهداف مقابل ثلاثة في انكلترا وراح يعد العدة لاستقبال خصمه في مدريد. وبالرغم من أن الرياح لم تجر بداية كما تشتهي سفن الريال بعد التأخر بهدف بحيث أصبح الإسبان بحاجة أقله لهدفين ليضمن أقله الوصول إلى وقت اضافي، حصل ما لم يكن في الحسبان. فقد نجح الاحتياطي البرازيلي رودريغو في تسجيل هدفين عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وعندما كان مشجعو الفريق الإنكليزي يحتفلون بالوصول للنهائي وجمهور الريال يعد العدة لإكمال ما تبقى من مراحل عمر دوري إسبانيا. هدفان دفعا الفريقين لخوض وقت إضافي نجح خلاله كريم بنزيمة بتسجيل هدف من ضربة جزاء كانت بمثابة ضربة قاضية لطموحات وأحلام المدرب الإسباني للسيتيزنز خوسيب غوارديولا وفريقه الذي كان آخر ضحايا الريال قبل المباراة النهائية.

حسابيًا وعلى الورق، كل النقاد كانوا يرشحون ليفربول للفوز. فالليفر يملك فريقًا مرعبًا صال وجال وقهر كل منافسيه ناهيك عن مجموعة قوية ممثلة بلاعبين نجوم في كل خط من خطوط الملعب. ولكن المدرب المحنك الإيطالي كارلو انشيلوتي المعروف بهدوئه المعتاد مهما كانت ظروف أي لقاء يديره عرف كيف يترك لليفربول خيار السيطرة على الكرة والهجوم والضغط ويخطف لفريقه الفوز من خلال هجمة من الهجمات القليلة التي نفذها في هذا النهائي الباريسي الذي تعملق خلاله حارس الريال البلجيكي تيبو كورتوا وصد عدة كرات لليفربول والذي ضرب الريال من خلاله عدة عصافير بحجر واحد. فالريال أكد زعامته للكرة الأوروبية بحصده لقبه الرابع عشر وهو بات يملك ضعفي ألقاب أقرب منافسيه الميلان الإيطالي الذي في جعبته سبع بطولات أوروبية. كذلك نجح الريال في تعزيز مكانة الفرق الإسبانية على الساحة الأوروبية وساعد المدرب الإيطالي انشيلوتي في أن يصبح أول مدرب في تاريخ أوروبا يفوز بأربعة ألقاب أوروبية (اثنان منها مع فريقه السابق ميلان عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٧ ومثلهما مع الريال عامي ٢٠١٤ و ٢٠٢٢) متفوقًا على كل من مدرب ليفربول الراحل الانكليزي بوب بايسلي والفرنسي زين الدين زيدان مدرب الريال السابق وفي جعبة كل منهما ثلاثة ألقاب.

إذًا أثبتت كرة القدم أنه يمكنك أن تكون الأقوى وتستحوذ وتضغط وتسدد، ولكن البطولات تحتاج لتسجيل الأهداف وهذا ما يجيده تمامًا الريال.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us