أُنْس جابر تعبّد الطريق أمام السيدات العربيات

رياضة 12 تموز, 2022

خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري:
كنا نتمنى أن تكتمل الفرحة وتحقق اللاعبة التونسية أُنْس جابر (وليس أَنَس كما سماها معظم المتابعين) لقب بطولة ويمبلدون في فردي السيدات، ولكن الحاجز الأخير كان صعبًا أمام اللاعبة الكازاخية إيلينا ويباكيني والتي نجحت بدورها في حصد أول لقب كبير في مسيرتها الاحترافية. مهما يكن من أمر، فإن جابر نجحت في تعبيد الطريق ليس فقط أمام لاعبات التنس إنما أمام الرياضيات العربيات بشكل عام. فباستثناء بعض البطلات العربيات في ألعاب القوى إضافة إلى بعض النتائج الخجولة في بضع رياضات جماعية أو فردية أخرى، لم تشهد الرياضة العربية صحوة على مستوى السيدات منذ فترة تعتبر طويلة نسبيًا. لذلك يعد وصول أنس جابر إلى نهائي أعرق بطولة كبيرة في لعبة التنس إنجازًا رائعًا. وما يزيد من روعة الإنجاز هو أن جابر ما زالت حتى يومنا هذا تتحضر في بلدها الأم تونس على عكس ما يفعل معظم الرياضيين والرياضيات من شمال إفريقيا والذين يفضلون التدريب والتحضير في أوروبا وفي فرنسا تحديدًا لما من صلات قوية بين هذه الدول والدولة الأوروبية العريقة منذ سنين طويلة.

ويدرك جميع المتابعين مدى إيمان جابر بقدراتها واتكالها على نفسها من أجل تحقيق كل ما حققته. فوصولها إلى ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة في ملبورن والدور الرابع لدورة رولان غاروس الفرنسية تحت إشراف مدربها التونسي عصام جلالي صاحب المسيرة المغمورة نوعًا ما في عالم التنس (لم يحقق أفضل من التصنيف ١١١١ في مباريات الفردي خلال مسيرته كلاعب)، لا يمكن اعتباره ضربة حظ أبدًا إذ لا يمكن لأي لاعبة أن تصل إلى التصنيف الرقم ٢ عالميًا وتحرز ثلاث ألقاب عالمية وهي حاليًا تقبع في المركز الخامس في تصنيف اتحاد لاعبات التنس المحترفات من خلال الحظ إنما عبر عمل دؤوب وشاق توج جهودها بالوصول لنهائي دورة كبرى. وما زال أمام جابر صاحبة الـ ٢٨ عامًا الكثير لتقدمه في عالم الكرة الصفراء إذا ثابرت على التدريب وتقديم مستويات عالية ولافتة. لمَ لا وقد استطاعت جابر أن تجني أكثر من سبعة ملايين وخمسمئة ألف دولار منذ بداياتها في عالم اللعبة وهو مبلغ جيد وكفيل بأن يجعل جابر تحقق أهدافها وترتقي أكثر فأكثر ليكون للعرب بطلة يفتخرون بها ولتتمكن جابر من مقارعة أفضل اللاعبات العالميات.

وقد كان لوالدة جابر السيدة سميرة رضا الفضل الكبير في وصول ابنتها إلى ما وصلت إليه حاليًا، فقد كانت رضا لاعبة تنس معروفة على مستوى تونس وكانت تصطحب ابنتها لمشاهدتها منذ نعومة أظفارها مما سمح لجابر بالتعرف أكثر على لعبتها التي أضحت لاحقًا قصة عشق وغرام والدليل ما وصلت إليه جابر حاليًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us