الإصابات… كابوس الملاعب “المفاجئ والمعتاد”

رياضة 30 تشرين الثانى, 2022

عد حدوث إصابات مفاجئة واحداً من السيناريوهات الشائعة جداً في كرة القدم، التي يمكن أن تنهي دور اللاعب على أرض الملعب أو تبعده عن المستطيل الأخضر لموسم كامل، إذ يمكن وفي أجزاء من الثانية أن تتغير خطة اللعب بكاملها بسبب إصابة أحد أعضاء الفريق الفاعلين، لذا تعد سلامة اللاعبين وبشكل خاص أقدامهم هاجساً يلازم الإدارات الفنية للفرق.

يتمتع اللاعب في سنوات احترافه الأولى برشاقة وصحة عالية تتجسد في حرية انطلاق الجسد المغامر وسلاسة الحركة والتناغم والانسجام والفاعلية بعيداً من الحركات الآلية المكرورة، إذ غالباً ما يمتدح اللاعب بسحر حركته وقدرته على الارتقاء عالياً بشكل مفاجئ من دون تهيئة مسبقة للاندفاع وكأنه يخبئ في جسده نوابض سرية، لكن أحلامه يمكن أن تتبخر كلها في لحظة إذا ما أصاب عضلاته تمزقاً أو عظامه كسراً يصعب إصلاحه.

ولأن كرة القدم من الرياضات عالية الاحتكاك التي تحتاج إلى طاقة وسرعة، فهي تحصد أعلى معدل إصابات يمكن أن تحدث أثناء المباريات أو التمرين مقارنة بأية رياضة أخرى، وتؤثر عوامل عدة في شدة الإصابة وزمن الشفاء، منها داخلية كالعمر والإصابات السابقة والحال البدنية، وخارجية كالحمولة وكمية التدريب ونوعيته ولبس المعدات الواقية.

إصابات متنوعة

تتنوع الإصابات التي يحتمل أن يتعرض لها اللاعبون بين الرضوض والتواء المفاصل والكسور وإجهاد العضلات وتمزق الأربطة والغضروف المفصلي وكدماته، وتمثل بمجموعها نحو 80 في المئة من نسب الإصابة، والبقية تنتج من التدريب الزائد (overuse) أو الإفراط في إجهاد الجسد وإصابات أخرى.

ويمكن أن يتعرض لاعبو كرة القدم إلى الارتجاج الشديد في المخ، وهو تغيير في الحال العقلية نتيجة الرضوض القوية، لكن لا يفقد كل من يتعرض للارتجاج وعيه، بل يمكن أن تظهر بعض العلامات التي تشير إلى حدوث ارتجاج مثل الصداع والدوخة والغثيان وفقدان التوازن والتنميل أو الوخز وصعوبة التركيز وتشوش الرؤية.

كما تشكل إصابات الحر مصدر قلق كبير للاعبي كرة القدم، بخاصة في بداية المعسكر التدريبي، يحدث هذا عادة في أغسطس (آب) الذي غالباً ما تصل فيه الحرارة إلى أعلى مستوياتها على مدار العام، بحيث يمكن أن يؤدي النشاط البدني المكثف إلى التعرق المفرط الذي يستنزف الجسم من الأملاح والماء، وتظهر الأعراض المبكرة على شكل تشنج مؤلم لمجموعات العضلات الرئيسة، وإذا لم تتم معالجته بتبريد الجسم وتعويض السوائل فقد يتطور إلى الإرهاق الحراري وفي بعض الأحيان إلى ضربة الشمس التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، لذا ينصح لاعبو كرة القدم بتعويض السوائل وإبلاغ الطاقم الطبي عند الشعور بأي من أعراض الإصابة بالحرارة.

أما إصابات الإفراط في إجهاد الجسم فتظهر على شكل آلام بالظهر بشكل عام أو في أسفل الظهر بشكل خاص، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ما يسمى “متلازمة الإفراط في التدريب” الذي يحدث عندما يتجاوز اللاعب قدرة جسمه على التعافي من التمارين الشاقة حتى يصل إلى نقطة الإجهاد.

ومن الإصابات الشائعة إصابات الكتف و”الشفا” (الغضروف الموجود على حافة تجويف الكتف)، وهو نسيج شبيه بالمطاط يثبت كرة مفصل الكتف في مكانها، وهو عرض بشكل خاص للإصابة خصوصاً لدى لاعبي خط الهجوم والدفاع، وقد يحدث تمزق عضلات الكتف نتيجة الحركة المتكررة التي تؤدي إلى زيادة الضغط على الأنسجة الرخوة في العضلات والأوتار التي تربط ما بين العضلات والعظام أو الأربطة والعظام.

الساق المجنونة

تشكل أقدام اللاعبين أساس لعبة كرة القدم، إذ طالما امتدح اللاعبون ببراعة توظيف أقدامهم للتحكم في الكرة، وكان يطلق على خوليو بيريث، وهو أحد أبطال فريق الأوروغواي فـي مونديال 1950، الساق المجنونة، لأنه كان يفكك جسده وهو فـي الهواء، وكان لاعبو الفريق الخصم يفركون عيونهم إذ لم يكن بإمكانهم أن يصدقوا أنه يمكن للساقين أن تطيرا فـي جانب بينما الجسد يطير فـي جانب آخر، وبعد أن يناور عدداً من الخصوم بهذه الحركات الساخرة، كان خوليو بيريث يتراجع إلى الوراء، ويكرر الحركات نفسها.

كما وصف الكاتب إدواردو غاليانو قدم روبيرتو باجيو التي تملك سحراً سرياً قائلاً “الساقان تفكران وحدهما، والقدم تشوت من تلقاء نفسها، والعينان تريان الهدف قبل حدوثه”.

الإصابة الأخطر

بحسب المتخصصين فإن إصابات منطقة القدم هي أخطر الإصابات التي قد يتعرض لها اللاعبون، وغالباً ما تحدث معظم الإصابات في منطقة الركبة بنسبة تصل إلى 29 في المئة، تليها إصابات الكاحل (19 في المئة)، ويمكن أن تؤثر هذه الإصابات سلباً في مشاركة اللاعب على المدى الطويل في الرياضة، والأشكال الثلاثة الأكثر شيوعاً للإصابة هي الالتواء (MCL)، وتمزق الغضروف المفصلي، وتمزق الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي (ACL/ PCL).

أما التمزق أو الالتواء فهو إصابة في الرباط الجانبي (MCL) وهو رباط قوي من الأنسجة يقع في الجزء الداخلي للركبة ويتكون من شريطين يربطان عظم الفخذ والساق، وتتمثل الوظيفة الأساسية لهذا الرباط في تثبيت الركبة ومنع الحركة الجانبية، وتنتشر هذه الإصابة بين لاعبي خط الهجوم والدفاع، وتتسبب بها الضربات القاسية أو التصادم على جانب الركبة، ومن أشهر أعراضها التورم السريع في الركبة.

وبالنسبة إلى إصابة تمزق الغضروف المفصلي أو الهلالي فهي شائعة في العموم، لكن تظهر بشكل خاص لدى لاعبي كرة القدم، والغضروف المفصلي عبارة عن قطعة هلالية الشكل تقع بين عظام الساق وعظام الفخذ، إذ تحتوي الركبتان على قطعتين من الغضاريف على شكل حرف (C) أحدهما في الداخل والآخر في الأجزاء الخارجية أو الجانبية من المفصل، وتؤديان دور الوسادة بين عظم الساق وعظم الفخذ.

وتحدث هذه الإصابات عادة بسبب الدوران العنيف أو التوقف الفجائي ثم الحركة السريعة، وتسبب التواء وألماً وتورماً وتيبساً في الركبة، الأمر الذي يسبب قدراً كبيراً من الضغط على الغضروف المفصلي.

وأما الرباط الصليبي الأمامي (ACL) فهو أحد الأربطة النسيجية القوية التي تربط عظمة الفخذ بقصبة الساق، ويحدث التمزق بسبب التوقف المفاجئ أو التغيير السريع في الاتجاه والقفز والهبوط، وغالباً ما يسمع لدى حدوث هذه الإصابة فرقعة في الركبة وقد تتورم أحياناً.

لذا من الضروري إجراء تقييم للصحة قبل الموسم الكروي، وتنفيذ عمليات الإحماء المناسبة والقيام بتمارين المقاومة والتمدد باستمرار، وترطيب الجسم بشكل كاف للحفاظ على الصحة، وارتداء المعدات الواقية بشكل صحيح.

المصدر: INDEPENDENT عربية

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us