عودة الروح إلى الكرة الإيطالية.. فرق تنافس في الأدوار الحاسمة للبطولات الأوروبية


رياضة 24 نيسان, 2023

كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

عشاق كرة القدم القدامى يعرفون جيدًا أن القرن الماضي كان زمن الدوري الإيطالي والفرق الإيطالية بامتياز. فقد كانت تلك الفرق منافسة دائمة على مراكز الطليعة والبطولات الأوروبية. كما كانت تستقدم أبرز نجوم الكرة العالمية، فمن منا لا يذكر ثنائي نابولي الأسطورة الراحل دييغو مارادونا والمهاجم الهداف البرازيلي أنطونيو كاريكا؟ وكم من مرة أطرب ثلاثي ميلان الهولندي رود غوليت وماركو فان باستن وفرانك رايكارد جماهير الكرة الإيطالية والعالمية وأقلق أقوى دفاعات الفرق العالمية؟ ومن ينسى جوفنتوس ونجميه الإيطاليين الراحل جيانلوكا فيالي وفابريزيو رافانيلي اللذان أطربا الجماهير بأهدافهم الخيالية؟

لكن الزمن الأول قد تحول وتحولت معه الأنظار إلى إنكلترا وإسبانيا، فأصبح هذان الدوريان وجهة استقطاب نجوم العالم الذين غيروا وجهتهم وأضحوا يفضلون ريال مدريد وبرشلونة ومان يونايتد والسيتي وليفربول وآرسنال على الفرق الإيطالية نظرًا لما تملك تلك الأندية من مال وإمكانيات تسويقية هائلة. وما زاد من مصائب الطليان أمور بارزة ساهمت في تدحرج مستوى الكرة لعل أهمها:

– عدم قدرة الفرق الإيطالية على مجاراة الفرق الإنكليزية في تحويل الأندية إلى شركات مساهمة. الإنكليز حولوا أنديتهم إلى شركات طرحت أسهمها في السوق فسارع رجال الأعمال والمجموعات المالية الكبرى إلى الاستثمار هناك. وعندما وجد هؤلاء أن الأمر مربح سارع متمولون آخرون وحذوا حذو منافسيهم وباشروا في شراء حصص كبرى للأندية الإنكليزية الكبيرة مما زاد الدوري الإنكليزي إثارة وتنافسية، فأصبح معظم نجوم العالم في إنكلترا.

– فشل الأندية الإيطالية في توجيه أنديتهم إلى الاستقلال المالي (باستثناء جوفنتوس الذي يملك ناديًا مستقلًا ماديًا)، فبقيت تلك الأندية رهينة التمويل الفردي أو العشوائي مما أفقد الدوري الإيطالي عنصر المنافسة على أعلى المستويات.

ولكن تلك الأمور كان لها استثناء في الموسم الحالي، فالفرق الإيطالية متواجدة وبقوة في المراحل الحاسمة للبطولات الأوروبية الثلاث. ففي دوري الأبطال الأوروبي الذي يعتبر المسابقة الأبرز عالميًا على مستوى الأندية، يتواجد فريقان إيطاليان في الدور نصف النهائي ومن نفس المدينة وهما أي سي ميلان وجاره وخصمه اللدود الإنتر. وقد ضمنت إيطاليا مقعدًا في النهائي لمواجهة ريال مدريد الإسباني أو مانشستر سيتي الإنكليزي كون الفريقين الإيطاليين سيتواجهان سويًا قبل النهائي.

أما في الدوري الأوروبي، فقد وصل كل من جوفنتوس وروما إلى نصف نهائي المسابقة ويملكان حظوظًا جيدة في خطف اللقب.

حتى فيورنتينا الجريح في الدوري المحلي نجح في الوصول إلى نصف نهائي مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي.

هذا على الصعيد القاري، أما في الدوري المحلي، فالجماهير تنتظر المراحل القليلة المقبلة لمشاهدة نابولي يفوز باللقب. وقد أصبحت المسألة مسألة وقت إلا في حال حصول معجزة لمشاهدة نابولي يخطف لقبه الأول منذ ١٩٩٠ أيام الأسطورة الراحل مارادونا. وبذلك يكون نابولي قد كسر احتكار الثلاثي العملاق المتمثل في جوفنتوس وإنتر وميلانو وفي كسر النمطية أيضًا.

إذًا ايطاليا على موعد مع شهر حاسم أوروبيًا ومحليًا، فهل يستعيد الجمهور الإيطالي بهجته من خلال أوروبا بعد أن تعرض منتخبه لنكسات عدة؟

الجواب على هذا السؤال أصبح قريبًا جدًا، عسى أن ينجح شهر حزيران في إعادة الفرحة إلى الجمهور المتعطش للانتصارات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us