ليفربول – مان سيتي.. مباراة الموسم
خاص “هنا لبنان” – كتب جهاد صوما لـ”هنا لبنان”:
لا أبالغ إذا قلت أنّ المباراة التي أجريت الأحد بين ليفربول ومانشستر سيتي على ملعب أنفيلد ضمن المرحلة ٢٨ من الدوري الإنكليزي هي أفضل مباراة في الموسم الأوروبي الكروي الحالي حتى الآن. ذلك أن لاعبي الفريقين بذلوا كل ما لديهم في لقاء قلّ نظيره. فالمتعة لم تغب ولو للحظة، فرص بالجملة ونمط سريع جدًا للعب ونزالات رائعة بين كافة خطوط الملعب وكر وفر والأهم من ذلك كله حماوة مدرجات الملعب. فقد عودنا جمهور ليفربول على هذا النوع من التشجيع دون توقف.
فما بالك عندما يتأخر ليفربول بالنتيجة ويعود ليعادل الأرقام مباشرة بعد بداية الشوط الثاني؟ الجميع يعلم أن الأجواء ستكون بالطبع نارية ولن يهدأ أي مشجع قبل نهاية المباراة.
ولا بد من الإشادة بالدور الذي قام به داروين نونيز المهاجم الأوروغوياني في صفوف ليفربول خلال اللقاء. صحيح أنه لم يسجل، ولكنه فعل كل شيء عدا ذلك من جري متواصل خلف كل كرة وصلته ما أتعب دفاع الخصم (كما فعل عندما جرى وراء كرة التمريرة الخاطئة من الهولندي ناتان آكي إلى زميله حارس المان سيتي ايدرسون وأجبرته على ارتكاب خطأ أدى إلى ضربة جزاء جاء منها هدف التعديل) إلى الركض بدون كرة مما أمّن مساحات كبيرة لزملائه وفرص لو أحسن لاعبو ليفربول استغلالها، وخصوصًا الكولومبي لويس دياز الذي أضاع أكثر من كرة لا تضاع، لكانت النتيجة بالتأكيد غير التي انتهت عليها مباراة القمة.
إلى نونيز، برزت مجموعة من اللاعبين الذين كانوا على قدر المسؤولية مقارنة بقلة خبرتهم وخصوصًا في لقاء أمام مانشستر سيتي. فالحارس الأيرلندي الشمالي كويمين كيليهر أثبت أنه خير بديل للبرازيلي المصاب أليسون وأنه قادر على تحمل مسؤولية حراسة مرمى فريق كليفربول، والمدافع جاريا كوانسا يتطور باستمرار ومستواه يدل على أنه سائر بخطى ثابتة نحو حجز مكان له في تشكيلة المنتخب الإنكليزي والمدافع الشاب كونور برادلي كان خير بديل للدولي ترنت ألكسندر ارنولد. كما برهن جو غوميز أنه قادر على اللعب في أي مركز دفاعي يسند إليه ومن حقه العودة إلى منتخب انكلترا بعد طول غياب.
من جهته، وإن كان أداؤه جيدًا خلال الشوط الأول، فإن السيتي فقد كل قوته في الشوط الثاني، وبدا مايسترو الوسط البلجيكي كيفن دي بروين على غير عادته عاجزًا عن إيصال الكرات إلى المهاجمين مما جعل النرويجي ايرلينغ هالاند بدون حيلة في المقدمة. ولولا رأفة الحكم وعدم احتسابه لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من اللقاء بعد أن ركل البلجيكي جيريمي دوكو الاسكتلندي ألكسيس ماك اليستر في صدره، لكان السيتي خرج خاسرًا بالرغم من بعض الفرص الجيدة التي لاحت له.
الجدير ذكره انه من المرات القليلة جدًا التي تكون نسبة استحواذ السيتي أقل من خصمه (٥٣ لليفربول مقابل ٤٧ لمان سيتي).
وما يزيد الدوري الإنكليزي حلاوة وتنافسية هو أن فريق أرسنال ينافس أيضًا على اللقب، فهو يتصدر الترتيب بفارق الأهداف عن ليفربول ونقطة عن السيتي، فلمن الغلبة في هذا السباق المجنون؟
