المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا.. صراع المليارات وخلو المدرجات

رياضة 15 نيسان, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

وصلنا إلى الأمتار الأخيرة من سباق الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا الذي وصل إليه هذا الموسم كل من ريال مدريد الإسباني وتشلسي ومانشستر سيتي الإنكليزيين وباريس سان جيرمان الفرنسي وكل واحد منهم يمني النفس باللقب الأبرز على مستوى الأندية كون أوروبا تتقدم على باقي القارات في كرة القدم إن كان تنظيميًا أو إداريًا أو تحكيميًا أو تسويقيًا أو حتى فنيًا. كيف لا وكل نادٍ من تلك الأندية يملك المليارات وهو مستعد لصرفها كرمى لعيون المشجعين.

دوري الأبطال له نكهة مميزة هذه السنة لعدة أسباب أبرزها أنه يجري في عام ينتهي برقم مفرد وهذه الأعوام تكون فيها عادة المسابقة الأوروبية الأبرز هي نجمة الساحة بغياب البطولتين القارية الأوروبية وكأس العالم للمنتخبات. ولكن هذا العام استثنائي بعد تأجيل بطولة الأمم الأوروبية التي كان يجب أن تجرى العام الماضي إلى هذه السنة بسبب جائحة كورونا. أضف إلى أن آثار الجائحة طالت الجمهور الذي غاب قسرًا عن الملاعب مما أثّر سلبًا على أداء اللاعبين وغيّب الحافز والحماس.

طبعًا كل فريق عينه على اللقب وإن كان الحافز أكبر لدى مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان اللذين يلهثان منذ فترة ليست بالقصيرة وراء أول لقب في المسابقة، فلا بد للدعم المادي الذي تقدمه المجموعة الإماراتية لفريق السيتيزينز والفريق القطري الذي لا يبخل بأي طلب للبي أس جي أن يصل إلى خواتيمه السعيدة عبر التتويج بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين وأن يُدخل الفرحة لقلوب المشجعين.

تشلسي أيضًا يأمل بتكرار إنجاز العام 2012 ويعيد الكأس إلى خزائن ناديه بعد البطولة اليتيمة التي دفع من أجلها الملياردير الروسي رومان أبراموفيش المال بسخاء من أجل الحصول عليها. وربما يعيد المدرب الألماني الحالي توماس توخيل الكرّة ويكرر الإنجاز بعد تسلمه فريقًا مفككًا من نظيره الإنكليزي فرانك لامبارد. وهو وإن كان أضعف نسبيًا من باقي الفرق المتأهلة، إلا أنه قادر على تحقيق اللقب أسوة بالباقي لامتلاكه مجموعة لاعبين ممتازة.
يبقى ريال مدريد صاحب الرقم القياسي بالفوز في هذه المسابقة المرشح الدائم لحصد اللفب الأغلى على قلبه وقلوب مشجعيه. فحتى عندما يكون الميرينغي متذبذب المستوى ومتأرجح محليًا نراه يذهب بعبدًا ويحصد اللقب، فما هي الحال عندما يعود من بعيد ويستعيد صدارة الدوري الإسباني من جاره اللدود أتليتيكو مدريد وإن بفارق ضئيل ويخطف الكلاسيكو من خصمه التقليدي برشلونة ويقدم مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة أفضل مستوياته على الإطلاق؟ طبعًا اللقب باتظاره في حال ثابر على تقديم هذا المستوى المرتفع.

بالعودة إلى المباريات التي جرت على المستطيل الأخضر، فقد حصل ما كان في الحسبان وتأهلت أربع فرق كانت تملك مؤهلات العبور إلى المربع الذهبي. لكن شبه غياب المفاجآت لا يعني أبدًا غياب حدية التنافس والندية والإثارة لخطف التأهل.

فمباراتي الذهاب والإياب اللتين جمعتا العملاق الألماني بايرن ميونيخ بالفريق الباريسي كانتا غاية في الجمال والتشويق والإثارة. وبالرغم من تأخر الفريق البافاري حامل اللقب على أرضه، ألا أنه قدم مستوى رائع ولكنه اصطدم بثلاثي هجومي ناري توّج مجهوده بهدفين لكيليان مبابي وثنائية تمريرات حاسمة للبرازيلي نيمار وأداء رائع للأرجنتيني أنخيل دي ماريا أقلق الدفاع البافاري وذكّره أن مسألة الإحتفاظ باللقب في دوري أبطال أوروبا ليس بلأمر السهل ويتطلب مجهودًا خارقًا.

المباراة “الحدث” بين ريال مدريد وليفربول وفت بوعودها أيضًا وقدمت ملحمة جميلة من ملاحم دوري الأبطال الأوروبي عبر مباراتين ممتازتين ذهابًا وإيابًا. فلا غياب الثنائي الأساسي للدفاع المدريدي سيرجيو راموس والفرنسي رافايل فاران ولا قوة هجوم الإنكليز ساعدا ليفربول في زعزعة الحصن المدريدي سوى مرة واحدة عبر الفرعون المصري محمد صلاح الذي يتوقع له الكثيرين الذهاب في الإتجاه المعاكس والإنضمام إلى الفريق الإسباني في المستقبل القريب. ونجح بنزيمة في استغلال ارتباك دفاع ليفربول المربك أصلًا منذ بدايات الموسم وتحديدًا منذ إصابة عماده الهولندي فيرجيل فان دايك. مستوى مرتفع لرجال المدرب زيدان أمّن لهم التقدم بفارق مريح لم يتمكن ليفربول من تعويضه في مباراة الإياب وتكرار معجزة برشلونة منذ موسمين يوم قلب تأخره بثلاثية ذهابًا إلى فوز برباعية إيابًا. وهنا لا بد أن نثني على الأداء المبهر للثنائي الدفاعي الإحتياطي ناشو والبرازيلي إيدر ميليتاو الذي صمد بوجه مد ليفربول واستطاع تعويض غياب راموس والفرنسي فاران. كذلك كانت حال ثنائي الوسط الكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس اللذان أدارا بحنكة معركة الوسط وتفوقا على التكتيك الذي اعتمده مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب واستطاعا فك شيفرته.

فريق مدينة مانشستر فعل أفضل من ليفربول إذ نجح المان سيتي في حجز مقعد له في الدور نصف النهائي بعدما تخطى بوروسيا دورتموند الألماني والذي يملك في صفوفه أحد أفضل مهاجمي العالم وهو النروجي إيرلينغ هالاند. البعض تحدث عن خطائين تحكيميين فادحين مكّنا السيتي من العبور للدور المقبل. أولهما عدم احتساب هدف صحيح لدورتموند في الذهاب على أثر خطأ على حارس السيتي البرازيلي إيدرسون مورايس برهنت الإعادة أنه غير موجود، وثانيهما ضربة الجزاء التي اعترض عليها الألمان والتي سجل منها الجزائري رياض محرز هدف التعادل لفريقه في مباراة الإياب التي جرت في انكلترا. ما يهم هو أن غوارديولا عبر وكل مشجعي السيتي يتمنون أن يحقق المدرب الأسباني اللقب الأول للفريق الإنكليزي والأول له منذ أحرزه مع برشلونة قبل عشرة أعوام.

تشلسي أمّن من جهته التأهل على حساب بورتو دون عناء يذكر بعد تقدم مريح خارج أرضه على ملعب دراغاو بهدفين دون رد. حتى الهدف المتأخر الذي سجله أبناء المدرب سيرجيو كونسيساو عبر الإيراني مهدي تارمي على ملعب ستامفورد بريدج لم يكن كافيًا لإشعال الإثارة في اللقاء كونه أتى في الوقت بدل الضائع من اللقاء وهذا لم يغير شيئًا من المضمون.

الخلاصة، انكليزيان ينافسهما فرنسي وأسباني يتصارعون على اول لقب يجري مباشرة قبل بطولة الأمم الأوروبية كون هذه البطولة تجري خلال عام ينتهي برقم مفرد للمرة الأولى بسبب التأجيل القسري. فلمن الغلبة؟؟
ألجواب من خلال لقائي باريس سان جيرمان أمام مانشستر سيتي وريال مدريد أمام تشلسي أواخر هذا الشهر ذهابًا وأوائل أيار إيابًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us