رياضتنا المحلية.. وضعها صعب لكن سبل النجاح متاحة

رياضة 15 أيار, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

انتهى موسم كرة القدم اللبناني بشقيه (الدوري اللبناني وكأس لبنان) وما زال قطار دوري كرة السلة ساريًا بوتيرة ثابتة.
لم الكلام عن اللعبتين الشعبيتين الأوليين في لبنان؟ لأنه آن الأوان لتطوير رياضتنا اللبنانية.
نعم، تطويرها بالرغم من كل الأزمات التي نمر بها. فقد أثبتت الرياضة بالرغم من كل المشاكل الإقتصادية والفساد وسوء الإدارة والبيروقراطية الإدارية التي تنخر بمجتمعنا اللبناني بشكل عام وتنسحب على الرياضة ولا تستثنيها ولا تترك أي مرفق من شرّها‘ أثبتت أنه ما زال هناك أمل لمتنفس للناس للتعبير عن مشارعرهم من خلال الرياضة التي تبني ولا تهدم وتجمع ولا تفرّق وتقوي أواصر الإلفة والمحبة والصداقة بين كل أفراد المجتمع.

فلا غياب الدعم ولا الجمهور ولا اللاعبين الأجانب وهو أمر سنتوقف عنده لاحقًا ولا شبه انعدام التخطيط ولا المشاكل الإقتصادية ولا جائحة كورونا ولا سوء حال الملاعب ولا قلة إمكانات الأندية تمكنت من حجب الإهتمام بالرياضة. فالناس التي تعتبر عصب كل شيء على كوكب الكرة الأرضية ما زالت تعشق الرياضة وتشجع فرقها بجنون، والناس هي مصدر كل حياة ومن أجلها تصرف الأندية والإتحادات الغالي والنفيس في سبيل إرضائها. فما المانع من استثمار حب الناس للرياضة وتحويلها إلى قطاع منتج يدر المداخيل على الأندية ويؤمن فرص عمل في ظروف اقتصادية خانقة وينشر ثقافة الرياضة في مجتمع أحوج ما يكون لقطاع حيوي يبث الإيجابية وليس الكراهية والتنافس وليس التقاتل؟

ولا بد هنا كما ذكرنا ان نفتح موضوع الأجانب في لعبتي كرة القدم والسلة. غاب اللاعبون الأجانب عن لبنان فسنحت الفرصة للاعب اللبناني أن يبرز موهبته. لكن ما كان بارزًا للعيان قبل الأزمة أصبح واضحًا وضوح الشمس بعدها. أجانب كرة السلة كانوا يعتبروا إضافة للعبة بينما أجانب كرة القدم نادرًا ما كانوا على مستوى يؤهلهم لإحداث فارق وحمل الفرق على أكتافهم كما يحصل في كرة السلة. لذا وجب إعادة النظر في سياسة استقدام الأجانب خصوصًا في كرة القدم حيث مستوى اللاعب المحلى ليس بعيدًا عن مستوى الأجنبي المستقدم وبالتالي فإن فرصة تأهيل الناشيء اللبناني ليكون له شأن في رفع مستوى رياضتنا يجب أن تكون كبيرة الآن.
لنعود الآن إلى كيفية تطوير رياضتنا التي عانت ما عانته بسبب مجموعة ظروف محلية وخارجية. ولا بد بداية من الإشادة بدور النقل التلفزيوني الذي كان على قدر المسؤولية فنقل المباريات باحترافية من خلال فريق عمل مؤهل وتقنيين من مستوى مرتفع نجحوا في إظهار الرياضة اللبنانية بأبهى حللها. وقد تجلى ذلك ليس في الملاعب فقط وإنما خارجها من خلال الأستوديوهات التحليلية والريبورتاجات المتنوعة التي كان ختامها مسكًا في بطولة وكأس لبنان لكرة القدم بفضل المقابلات مع طرفي الحدثين قبل وبعد النزالات بين النجمة والأنصار والإحتفالات التي تلت ومواكبة الجماهير مما أضفى جوًا جميلًا افتقدته الملاعب والأجواء اللبنانية منذ زمن بعيد. ولم تمنع جائحة كورونا الجماهير من التعبير عن حبها للعبة ضمن حدود التباعد الإجتماعي فشاهدنا كيف احتفل جمهور الأنصار بالفوز والأفراح عمّت عرينه في طريق الجديدة.

إذًا ما هي العوامل الأساسية لتطوير الرياضة المحلية؟ سنحاول تعداد أبرز نقاطها علنا نساهم في وضع أسس صحيحة تساعد في بناء وتحديث هذا الحقل الأساسي في تكوين كل مجتمع:
– تطبيق نظام النصف إحتراف. صحيح أن معظم اللاعبين في فرق الطليعة يتقاضون أجورًا لقاء مشاركتهم مع أنديتهم وصحيح أن أمر اللعب للمتعة أو للدفاع عن ألوان الفريق المحبب على قلوب اللاعبين أصبح أمرًا من الماضي، ولكن أمر مكافأة اللاعبين أصبح بحاجة لأطر محددة يجب وضعها ومن الضروري أن تتعاون الأندية واللاعبين والإتحادات في قوننتها وتطورها لتتماشى مع التطور العالمي الذي لحق بالرياضة في العقدين الأخيرين.
– إطلاق بطولات الفئات العمرية لما دون ال 19 وال 17 وال 15 سنة لما في ذلك من فائدة في إيجاد المواهب التي تمد الأندية باللاعب المحلي من جهة وتخفف الحاجة إلى أجانب من دون المستوى من جهة أخرى.
– إعادة تأهيل الملاعب بالتعاون بين البلديات والإتحاد والجهات الخاصة إذ لا يجوز ان تترك ملاعب كطرابلس والمدينة الرياضية والملعب البلدي مهملة ويصيبها ما أصابها من تصدع وترهل في المنشآت والبنى التحتية.

 

 

– تمكين الأكاديميات الخاصة من خلال الإهتمام بمسابقاتها لكي تصبح قادرة بدورها على تخريج لاعبين يكونوا مؤهلين للإنضمام إلى أندية النخبة.
– إطلاق ورشة عمل بالتعاون مع الإتحادات الدولية من أجل تأهيل الإداريين والمدربين والحكام. فإن كان التدريب وبدرجة أقل التحكيم يخضعان لشروط فنية معينة، فإن الإدارة الرياضية في لبنان ما زالت تفتقر إلى أبسط مقومات التنظيم مما يجعل التخطيط عرضة للعشوائية والإرتجال.

هل هذا كلام شاعري أو معسول؟ طبعًا لا. فالرياضة تحتاج إلى أمر أساسي يساعدها في المضي قدمًا نحو مستقبل أفضل في حال اعتمد أمر واحد كفيل بحل الكثير من المشاكل التي تتخبط بها رياضتنا حاليًا وهو التسويق الرياضي. فمن شأن هذا النوع من التسويق أن يكمل عمل الإتحادات من خلال وضع خطة تسويقية تستهدف شرائح مشجعي الرياضة اللبنانية كافة وعددهم ليس بالقليل في تحديد حاجات الرياضة المادية والتعاون في سبيل سد الثغرات ومن ثم الإنطلاق نحو تحسين الوضع الرياضي اللبناني ككل. وما زلت أتعجب من أنه بالرغم من وجود أندية صاحبة قواعد جماهيرية كبيرة كالنجمة والأنصار وبدرجة أقل العهد في كرة القدم والحكمة والرياضي وبدرجة أقل الشانفيل في كرة السلة كيف لم يقدم أيًا من الطموحين إلى الإستثمار المحترف والصحيح في ميدان الرياضة أسوة بما يحصل في الكثير من البلدان!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us