ماذا بعد ميسي؟ ميسي، ماذا بعد؟

رياضة 11 آب, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

الجزء الأول من العنوان يعني نادي برشلونة مباشرة والحال التي سيكون عليها بعد رحيل أسطورته عنه.
بينما الجزء الثاني يشير إلى وضع كرة القدم بعد المسلسل الطويل الذي انتهى بميسي في صفوف الفريق الباريسي باريس سان جيرمان.
عشرون عامًا مضت على وجود ليونيل ميسي في صفوف النادي الكاتالوني. كان ليونيل صاحب الأعوام ال 12 فتى يتمتع بموهبة خارقة ولكن لديه مشكلة نمو. ما الحل؟ علاج كفيل بمساعدة هذا الفتى الخارق الذي بدت موهبته جلية في تخطي المدافعين والتلاعب بالخصوم. علاج مكلف لم يستطع فريق ميسي آنذاك روزاريو سنترال على تحمله. من تلقف الموضوع؟ كشافة نادي برشلونة الذين نقلوا الموضوع إلى إدارة ناديهم التي لم تتردد في تبني ليس فقط بعلاج النابغة إنما بكل مستقبله. 778 مباراة و672 هدفًا ساعدت الفريق في تحقيق 35 لقبًا محليًا وقاريًا وحتى عالميًا.
وبما أن لكل بداية نهاية فقد انتهت رحلة ميسي مع برشلونة رسميًا وإن كان الأمر متوقعًا، ليس مع نهاية هذا الموسم وإنما منذ بدأ مستوى النادي بالتراجع عقب الأزمات المالية والإدارية المتتالية مما أكد أن طموح اللاعب أكبر من ناديه الذي حضنه على مدى أكثر من 20 عامًا. ولم يشفع التاريخ لثني ميسي عن قراره بالرحيل ومواصلة ما تبفى من عمر مسيرته الكروية مع نادٍ جديد وتحدٍ جديد.

وبينما يتمتع الفريق الباريسي بوصول النجم الأرجنتيني إلى صفوفه يتسائل جمهور النادي الكاتالوني بالمقابل عن مستقبل الفريق بعد رحيل أفضل لاعب مر في صفوف هذا النادي. ربما سيواجه الكاتالونيون أيامَا صعبة وربما أيضًا سيزدهر النادي حتى وإن كان من رحل عن صفوفه هو ليو ميسي.
صحيح ان المستقبل ليس باليد والماضي لا يرد ولكن تاريخ برشلونة أثبت أنه لم ولن يعتمد على لاعب واحد مهما علا شأنه وأن المجموعة الحالية والتي هي مزيج من بعض لاعبي الخبرة من أمثال غريزمان وألبا وبوسكتس والشباب كأنسو فاتي وريكي بويغ وبيدري قادرة على تأمين استمرار النادي في المنافسة على أعلى المستويات وكذلك حصد الألقاب. وإن غدًا لناظره قريب.
من ناحية أخرى، تُرسَم علامات استفهام كثيرة حول حال كرة القدم وما يدور حولها من أمور تتعلق بمواضيع حساسة كقوانين اللعب المالي النظيف والعقود والإنتقالات ومستقبل اللعبة. فبعد كورونا لن يكون كما قبله. أندية تعاني من ضائقات مالية لا متناهية بسبب شح المال الناتج عن غياب الجماهير القسري وقلة المداخيل الرعائية والتغطية التلفزيونية التي تعاني أصلًا وظاهرة انتقال اللاعبين من أندية إلى أخرى بعقود حرة التي كان لنادي ميسي الحالي باريس سان جيرمان حصة الأسد فيها بعد تعاقده من الدوليين الإسباني سيرجيو راموس قادمًا من ريال مدريد الإسباني والهولندي جورجينو وينالدوم لاعب ليفربول الإنكليزي السابق وبطل أوروبا الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما الآتي من ميلانو الإيطالي بالإضافة إلى ميسي. لم تعد كرة القدم كما كانت عليه حيث أصبح المال يطغى على كل شيء حتى على أمر ولاء اللاهب لناديه. فحسابات الماضي لم تعد تتطابق مع الحاضر حيث لم نعد نرى لاعبين كبار يكملون مسيرتهم بالكامل مع فريق واحد. فحتى أيقونة برشلونة ليونيل ميسي لم يستطع البقاء مع النادي الأحب على قلبه بسبب ضائقة برشلونة المالية وسقف المرتبات الذي يفرضه الإتحاد الإسباني لكرة القدم على الأندية والذي يقيّد حركة الأندية في مكافأة لاعبيها بأفضل ما يمكن ويجرهم للتعاقد مع أندية أخرى وعلى رأسها حاليًا ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإتكليزي واللذين يصرفون المال بلا هوادة من اجل تدعيم صفوفهم بأفضل نجوم العالم.
خلاصة الأمر أن موضوع ميسي ملأ الدنيا وشغل الناس في الأيام الأخيرة وستبقى الجماهير بانتظار أن يلمس ميسي أول كرة في أول مباراة له مع فريق العاصمة الفرنسية التي تتحضر برفقة ميسي ونجومها لاحتكار البطولات المحلية ولم لا الظفر بأول لقب في دوري أبطال أوروبا.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us