من صباح إلى أسعد إلى فادي ابراهيم: لماذا يموت الفنان اللبناني مرهقاً؟

فن 27 شباط, 2024

يجلس “أبو سليم”، يلعن في سرّه الدولة، وينتقدها في أحاديث إعلامية متفرقة، هو التسعيني الذي وهب نفسه إلى الفن، وإلى الشاشة، وحينما بلغ الكبر لم يجد إلاّ نقابة عاجزة ودولة لم تقدّم له الحماية.

“أبو سليم” ليس وحده من يعاني، فقبله كثر، فها هو “أسعد” أي الراحل عبدالله الحمصي، توفي بعيداً عن الأضواء في منزل متواضع يبحث في أروقته عمّا يستره من قسوة الأحوال.

وقبله وقبله، عدد لا يحصى، وصولاً إلى صباح، التي قدمت أعمالأً خالدة، وكتبت الذاكرة اللبنانية، ورحلت بصمت في ظلّ معاناة اقتصادية ألمت بها، ومثلها، كان واقع الراحل وديع الصافي.

أما اليوم، فيودع اللبنانيون “الدون جوان”، فادي ابراهيم، الذي أجبره المرض على أن يلزم المستشفى، وأن يدخل غرف العمليات الجراحية، حتى خسر ساقه، ابراهيم الذي بقي مرفوع الرأس ببركة محبيه، منح دليلاً على عجز الدولة في حماية فنانيها، إذ لم تتحرّك إلاّ خجلاً بعد ضوضاء إعلامية.

الفنانون في لبنان يقدمون ولا يأخذون، ولا نقابة تحميهم. ليس لأنّها غير موجودة ولكن لأنّ الدولة تحول دون إقرار قوانين تتعلق بتنظيم العمل النقابي، قوانين من شأنها أن تضمن للفنان “حسن الخاتمة” والكرامة عند المرض والكبر.

في لبنان، الفنان الحقيقي ضحية.. والدولة لا تكرمه إلاّ عند الموت.

في لبنان، فقط متعدّو المهنة وأصحاب الفن الرخيص هم من يراكمون الثورات، أما من كتبوا التاريخ فقدّر لهم أن ينتظروا موتاً يصفع الدولة فتصحو لتكرمهم وهم في القبور!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us