المخرج ريتشارد لينكليتر: الذكاء الاصطناعي غير قادر على صنع أفلام

فن 1 تشرين الثانى, 2025

يثير التطور المتسارع لبرامج الذكاء الاصطناعي تساؤلات وجودية في قطاعات شتى بينها السينما التي تخشى أوساطها من حلول هذه الثورة التقنية محل الإبداع البشري، لكن للمخرج ريتشارد لينكليتر خلاصة مختلفة، إذ يؤكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن “الذكاء الاصطناعي لن يصنع أفلاما”.

من خلال فيلميه الجديدين “نوفيل فاغ” و”بلو مون”، يقدم المخرج ريتشارد لينكليتر إجابة على هذا التساؤل، متعمقا في حياة رجلين لامعين وشديدي التقلّب صاغت أفلامهما ومسرحياتهما سينما الموجة الفرنسية الجديدة ومسرح برودواي.

وقال لينكليتر “سرد القصص والسرديات والشخصيات؟ أمور ترتبط بالإنسانية؟ الأمر يختلف تماما”. (…)

ويرى لينكليتر أن الذكاء الاصطناعي “مجرد أداة أخرى” يمكن للفنانين استخدامها، لكنه “لا يملك حدسا أو وعيا”.

وقال لوكالة فرانس برس في مقابلة سبقت العرض الأول لفيلم “نوفيل فاغ” في لوس أنجلوس ضمن مهرجان الفيلم الأميركي الفرنسي: “أعتقد أنه سيكون أقل ثورية مما يعتقده الجميع في السنوات القليلة المقبلة”.

وقد كان تجسيد الواقعية التي طبعت الموجة الجديدة الفرنسية في هذا العمل الأشبه بالوثائقي، ممكنا بجزء منه بفضل التكنولوجيا، مع وصول الكاميرات الخفيفة والمحمولة.

ورفض لينكليتر الادعاء بأن توفير التكاليف والمرونة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُطلق العنان لثورة مقبلة في صناعة الأفلام، قائلا: “ستشاهدون أعمالا رائعة”، لكن “المهمة الأصعب تتمثل في سرد قصة آسرة يرغب الناس في مشاهدتها والتفاعل معها“.

وأضاف “هناك العديد من النقاط التي يجب التركيز عليها، من التمثيل وبنية القصة والإيقاع والأسلوب”، و”لا توجد خوارزمية قادرة على فعل ذلك. لذا لن يُجدي أي عنصر تحفيزي نفعا“.

ومن بين مشاريع لينكليتر المستقبلية فيلم “ميريلي وي رول أغاين” الذي تدور أحداثه على مدى عقدين، ويصوّر نهاية صداقة بين ثلاثة فنانين، ويُروى بتسلسل زمني عكسي.

ولإثبات وجهة نظره بشأن التكنولوجيا، قرر لينكليتر تصوير الفيلم على مدى 20 عاما، ما سمح للممثلين بأن يكبروا على الشاشة.

بالطبع، استُخدم الذكاء الاصطناعي أخيرا بهدف محو أثار التقدم في السن لدى الممثلين، لكن لينكليتر لم يبدِ اهتماما يذكر بذلك، موضحا “إنها ليست خدعة بصرية، أليس كذلك؟ أريد حقا أن يؤدي ممثل في سن معينة دورَ شخصية ما“.

وأضاف “أريد أن يكون الممثلون أكبر سنا وأكثر حكمة بكثير، هذا نهجي في التمسك بالإنسانية!”.

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us