في عالم “الميتافيرس”.. توائم رقمية للبشر تحاكي الحياة الواقعية

تكنولوجيا 27 تموز, 2022

ربما أُخبِرت يوما أن هناك شخصا ما يشبهك إلى حد التطابق، ولكن هل تخيلت أن يكون هناك شبيه لك في كل شيء، بما في ذلك الشكل والأفعال؟

هذا هو الحال تماما في عوالم “الميتافيرس” (Metaverse) التي تُخطط لخلق عالم افتراضي يحاكي العالم المادي شبرا بشبر وذراعا بذراع، وهنا يأتي الاتجاه التقني الجديد الذي بدأ الحديث عنه فيما يعرف باسم “التوائم الرقمية”.

توائم افتراضية حقيقية

التوأم الرقمي هو نسخة رقمية “افتراضية” طبق الأصل من أي شيء في العالم “المادي”، سواء أكان شخصا أم مؤسسة أم نظاما أم أي شيء آخر. وتضطلع التوائم الرقمية بمهمة فريدة هي المساعدة في تحسين ردود الفعل أو تقديم ردود أخرى لما يحدث في الحياة الواقعية.

ومن ثم، فإن إنشاء هذه التوائم يسدّ الفجوة بين العالم المادي والعالم الافتراضي، وبناء هذه النظائر الرقمية الافتراضية يستند إلى البيانات المولدة من الكيانات المادية، ومن ثم تسمح تلك التوائم بوجود الكيانات الافتراضية بجوار مثيلاتها المادية، وهو الأمر الذي يجعلها تُستَخدم في أغراض مختلفة.

وكانت هذه التوائم في بادئ الأمر مجرد نماذج حاسوبية متطورة ثلاثية الأبعاد، غير أن الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الجيل الجديد من الإنترنت المعروف باسم “إنترنت الأشياء” (Internet of Things)، مَكَّن هذه التوائم من استخدام أجهزة استشعار وحساسات وأدوات ذكاء اصطناعي جعلها تستطيع ربط الأشياء المادية بالشبكة الرقمية.

وهذا يعني أنه بات بإمكاننا الآن بناء أي شيء رقمي يستطيع التعلم من تلقاء نفسه من نظيره الحقيقي، ومن ثم تطوير نفسه لتوقع ردود الفعل أو القرارات المستقبلية المناسبة التي يتعين عليه اتخاذها.

ولأنه نسخة مطابقة للأصل، فإن التوأم الرقمي يتخذ القرارات نفسها التي يمكن أن تتخذها أنت لو توفرت لك المعطيات ذاتها. وقد يبدو هذا الأمر خيالا علميا، إلا أن البعض يعتقدون أن تلك الرقميات سوف تتضاعف في العقد المقبل، كما يعتقد آخرون أنه ستكون لدينا نسخة أولى من التوائم الرقمية التي تحاكي البشر قبل نهاية العقد الحالي. وقد يبدو هذا للبعض ضربا من الجنون، إلا أن هذا الأمر أصبح ممكنا بشكل يفوق إرادة البعض على قبوله أو تصديقه.

عصر البيانات

ففي الوقت الذي نظن فيه أننا مميزون وفريدون، فإن الذكاء الاصطناعي خطا خطواته الأولى بنجاح، مستخدما وفرة المعلومات المتاحة من حوله لتقديم استدلالات وتفسيرات لكثير من الأشياء مثل شخصياتنا وسلوكنا الاجتماعي وميولنا في الشراء، وأخيرا بإسهامه في فهم أعقد المعضلات البيولوجية وحلها.

ونحن نعيش اليوم عصر البيانات الضخمة، أو ما يعرف باسم “بحيرات البيانات” (Data Lakes)، ومن ثم فإن مواقفك وميولك وتفضيلاتك العلنية وسلوكك كلها خاضعة للجمع.

غير أن كمية البيانات التي تجمعها المنظمات هو الأمر المثير للدهشة، فحسب التقرير الذي نشره موقع “ذا كونفرسيشن” (The conversation)، استحوذت شركة “والت ديزني” في عام 2019 على شركة “هولو” التي يشكك البعض في سجلها الخاص المتعلق بجمع البيانات.

وتشارك معظم التطبيقات على هاتفك في جمع بياناتك، بما في ذلك تطبيق طلب القهوة، فهل يتعين علينا القلق حيال عمليات جمع البيانات تلك؟

الجزيرة

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us