في سبيل مواجهة “فوضى” الرسوم الجمركية… الشركات تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي!

تتجه العديد من الشركات اليوم إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في التعامل مع الاضطرابات التي تشهدها التجارة العالمية، لا سيما تأثير الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها الإدارة الأميركية.
وأوضحت شركات تكنولوجية أن هذه الأدوات تتيح لها تصور وفهم سلاسل الإمداد بشكل دقيق، بدءًا من المواد الأولية المستخدمة في التصنيع وصولًا إلى نقاط شحن المنتجات، وذلك بهدف تقييم تأثير التعريفات الجمركية الجديدة على عملياتها.
في خطوة حديثة، كشفت شركة Salesforce عن تطوير وكيل ذكاء اصطناعي مخصص للواردات، قادر على معالجة التغيرات الفورية في التعريفات الجمركية لأكثر من 20,000 فئة منتج في النظام الجمركي الأميركي، مما يمكن الشركات من اتخاذ قرارات سريعة وفعالة للتكيف مع هذه التغييرات.
وقال إريك لوب، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية في Salesforce، إن سرعة وتعقيد التغيرات الجمركية يجعل من الصعب على الشركات متابعة التعديلات يدويًا، حيث كانت تعتمد سابقًا على فرق صغيرة من الخبراء الداخليين.
كما تشير تقارير عدة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمكّن الشركات من تعديل سلاسل التوريد العالمية بشكل أسرع، عبر محاكاة سيناريوهات مختلفة لاختيار بدائل أقل تكلفة وتأثيرًا.
من جهته، أكد أندرو بيل، مدير المنتجات في شركة Kinaxis المتخصصة في إدارة سلاسل الإمداد، أن التعلم الآلي يستخدم لتحليل مكونات المنتجات ومراقبة الأخبار والبيانات الاقتصادية، لمساعدة العملاء في تقييم آثار الرسوم الجمركية وتعديل مكونات منتجاتهم accordingly.
يأتي هذا في ظل فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية على عشرات الدول، ما دفع شركات كبرى مثل وولمارت ونايكي إلى تعديل أسعار منتجاتها، وسط واردات أميركية بقيمة 3.3 تريليون دولار في 2024.
يرى خبراء الذكاء الاصطناعي أن هذه الظروف تشكل “لحظة تألق” لهذه التكنولوجيا التي توفر بديلاً سريعًا للتعامل مع التعقيدات الجمركية، خاصة مع صعوبة توظيف أعداد كبيرة من الموظفين المتخصصين بشكل فوري.
وفي السياق ذاته، تستخدم شركات مثل Wipro حلول ذكاء اصطناعي تعتمد على نماذج لغوية كبيرة وتقنيات تعلم الآلة ورؤية الحاسوب لفحص الأصول عبر الحدود، بهدف إعادة توجيه استراتيجيات الموردين وإدارة التعرض للرسوم بشكل ديناميكي.
مع ذلك، يحذر خبراء من أن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحريًا، بل أداة تعزز الاستراتيجيات التجارية القائمة، وتحول التحديات الجمركية إلى ميزة تنافسية مستندة إلى البيانات.
وقبل فرض الرسوم، كان الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات الشركات، حيث صنف ثلاثة أرباع قادة الأعمال في تقرير حديث الذكاء الاصطناعي التوليدي من بين أهم التقنيات للاستثمار في 2025.
ويقول أجاي أغروال من Bain Capital Ventures إن نجاح الحلول يعتمد على جودة البيانات، مشيرًا إلى شركة FourKites التي تستخدم الذكاء الاصطناعي مع بيانات سلاسل الإمداد لتقديم رؤى لوجستية دقيقة تساعد الشركات في التعامل مع تغير الموردين وتكاليف الشحن.
وختم بأن تغييرات الموردين قد تقلل الرسوم، لكنها تؤثر على أوقات التسليم وتكاليف النقل، مضيفًا أن تقلبات الرسوم الجمركية أثرت بشدة على أسعار الشحن البحري والمحلي.