جرائم القتل تجتاح لبنان من الشمال.. فتشوا عن المخدّر “سيلفيا!”


أخبار بارزة, خاص 4 كانون الأول, 2021

كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:

شهدت طرابلس، الأسبوع الماضي، جريمتَي قتل تعكسان تردّي الأوضاع الإجتماعية والأخلاقية وانتشار المخدّرات وحبوب الهلوسة بين أيدي الشّباب. وبحسب المعلومات التي تمّ التداول بها فور وقوع الجريمتين فإنّ المرتكبيْن يتعاطيان المخدّرات.

الجريمة الأولى وقعت في محلة ضهر المغر، وهي منطقة شعبية تسكنها أغلبية من فقراء ومن نازحين أتوا إليها من مناطق شماليّة عديدة. هناك أقدم الشاب أ. أ. على طعن جدّته بسكّين عدّة طعنات ما أدّى إلى وفاتها على الفور.

وبحسب المعلومات، فإنّ الشاب كان في حالة هستيرية غريبة، رُجّح أنّها بسبب تعاطيه مخدّرات أو حبوب هلوسة. لكنّ مصدرًا أمنيًّا نفى لـ”هنا لبنان” تعاطي مُرتكب الجريمة للمخدّرات، مرجعًا السبب “لمرضٍ نفسي يُعاني منه الجاني”.

أمّا الجريمة الثانية، والّتي وقعت في محلّة المنكوبين في ضواحي مدينة طرابلس، وأسفرت عن مقتل شقيقين، فقد أكّد المصدر الأمني ارتباطها بتعاطي المخدّرات.

وفي تفاصيل الجريمة، فإنّ المدعو م.إ. (30 عاما) أقدم على إطلاق النار على شقيقته ذات الـ13 عاماً وهو في حالة سكرٍ وإدمان، ممّا أدى إلى مقتلها، وعلى هول الصدمة، أطلق والدهما، وهو عسكري متقاعد من الجيش اللبناني، النار على ابنه الجاني، ليرديه قتيلا.

وفي السياق، علم موقع “هنا لبنان” من مصادر متابعة أنّ “ارتفاع نسبة الجريمة في طرابلس يعود لانتشار نوع من المخدّرات يُسمّى “سيلفيا” بين أوساط الشباب، وهذا النوع من المخدّرات يُباع في أحد المناطق الطرابلسية ويتم استيراده من أحد تجار المخدّرات المعروفين في البقاع”.

وتلفت المصادر إلى أنّ “سعر مخدّرات “سيلفيا” زهيد جدًّا ما يجعله في متناول الجميع”، مشيرةً إلى أنّ “القوى الأمنيّة باتت واعية لهذا الأمر وقد شهدت طرابلس في الأيام الماضية مداهمات عدّة وتمّ توقيف العديد من الشبّان”.

و”السيلفيا” هي كناية عن أعشاب خضراء تُمزج بالـ “كيتامين” وهو بنج للأحصنة والبغال، تجعل المتعاطي في حال من الهلوسة وعدم الاتّزان وتفصله عن الواقع، وهي تختلف عن الحشيشة العادية لناحية سرعة الإدمان عليها، وسرعان ما يتحوّل متعاطوها إلى أشخاص أكثر شراسة ولا يشعرون بالخوف، الأمر الذي يزيد من نسبة المشاكل الفردية.

ونتيجةً لذلك، يُبدي الأهالي خوفهم على أبنائهم، ما وصل بالبعض إلى تحذيرهم من عدم تناول أي شيء في الخارج، خشية أن يكون دُسّ به هذا المخدّر.

وبالنسبة لخطورة الوضع في طرابلس، يؤكّد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق لـ “هنا لبنان”، أنّ “ما يحصل هو نتيجة الفقر والإهمال، بالإضافة إلى التفلّت الأمني الحاصل نتيجة الأوضاع التي يمرّ بها لبنان”، مشيرًا إلى أنّ البلدية سبق وحذّرت من مسألة ترويج المخدّرات في المدينة، وداعيًا الجهات المعنيّة إلى “ضبط الأمور”.

ويؤكد يمق أنّ “من يقومون بعمليات النشل في طرابلس والتي تطال الممتلكات الخاصة والعامة، هم بمعظمهم مدمنين مخدّرات”، معتبرًا أنّ “الأخلاق في المجتمع ككل قد تدنّت، ولا يجوز حصر هذه الآفات بالفقراء فقط”.

وتمنّى يمق على الدولة والسياسيين “علاج هذه الأمور الخطيرة الّتي تُدمّر الشباب بالتحديد، لأنّهم هم مستقبل لبنان وأمله بالنهوض من جديد”، مشيرًا إلى أن “القوى الأمنية تتذرع أحيانًا بعدم وجود أماكن لديها لسجن السارقين أو المدمنين تحت حجة الإجراءات الوقائية التي تخصّ فيروس كورونا”.

وحول هذا الموضوع، يؤكّد المصدر الأمني، أنّ “المدمن غير المروّج والتاجر، وهو يحتاج إلى علاج وليس إلى دخول السجن، وهذا الأمر يرجع إلى رغبة المدمن في العلاج وتجاوبها مع الجمعيّات المختصّة، وبالتالي عملية إعادة التأهيل ليست سهلة لأنّ دخول عالم المخدّرات هو كالسفر إلى الجحيم ومن الصعوبة العودة منه”.

وعن علاقة الجرائم بانتشار المخدّرات، يقول المصدر الأمني: “معظم الجرائم مرتبطة بالمخدّرات، وهي لا تقتصر فقط على مدينة طرابلس، فمعظم من نقوم بضبطهم يوميًّا في كافة المناطق نجد بحوزتهم المخدّرات”، واصفًا العلاقة بين المخدّرات والجريمة في لبنان بـ”المخيفة”.

ويؤكّد المصدر أنّ “هناك ازدياد في نسبة متعاطي المخدّرات، وهذا نُلاحظه من خلال كميّة المروّجين الذين نقوم بضبطهم والمضبوطات التي تكون بحوزتهم”.

أما أرقام مكتب مكافحة المخدرات المركزي، فأظهرت في السابق أن هناك بين ألفين و3 آلاف شخص يلقى القبض عليهم سنوياً ويخلى سبيلهم بسند إقامة في قضايا المخدرات، وبين ألفين و3 آلاف يوقفون بقرار قضائي، فيما تتراوح أعمار أغلب الموقوفين بين 20 و30 سنة.

أمّا من الجانب النفسي، فيقول استشاريون نفسيون، أنّ أول سبب لحدوث جرائم القتل بصفة عامة هو تعاطي المخدرات، التي تسبب اضطراباً عقلياً يفقد المتعاطي توازنه ويجعله يرتكب “كوارث” دون إدراك.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us