اللبنانيون يطمحون إلى التغيير.. هل تتحقق المعادلة؟

كتب Robert McKelvey في “المونيتور”:

على الرغم من استياء الشعب اللبناني من الزعماء والأحزاب السياسية، إلا أنّ مجموعات المعارضة لم تقدم البديل القوي والموحد.
ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، يستعد الناخبون للحظة الحسم، بعد احتجاجات انطلقت ضد الفساد الممنهج منذ العام 2019 وصولاً إلى حالة الشلل السياسي التي دخلت فيها البلاد.
وكان الوضع في لبنان قد تدهور جداً بسبب أحداث كارثية، من بينها جائحة كورونا وانهيار الليرة وانفجار مرفأ بيروت، فضلاً عن صعوبة الوصول للضروريات في لبنان كالقمح والبنزين والمازوت والكهرباء والأدوية.
ويعدّ انقطاع التيار الكهربائي في لبنان أمراً روتينيأ، فيما ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير، فالتجار يستوردون بضائعهم بالدولار الذي يشترونه من السوق السوداء.

في هذا السياق قالت ريتا غنطوس التي تعمل مضيفة لـ”المونيتور”: “ما يقلقني هو أن الظروف الكارثية التي نعيشها منذ عامين ونصف العام ستستمر وتتفاقم، فهذا البلد أصبح ضعيفاً جداً”، موضحة: “المحن الحالية في البلاد تتحدث عن نفسها فيما يتعلق بأداء الطبقة السياسية. بالنسبة لي، الأمر كله يتعلق بمن سيتمكن من إخراجنا من هذا الركود دون مزيد من المعاناة. وبرأيي، تمت معاقبة وإهانة اللبنانيين بما فيه الكفاية”.

وينقسم مجلس النواب في لبنان إلى طوائف ومذاهب، أما المقاعد فتوزع نسبة لديمغرافية الدوائر، ويشكل المرشحون لوائح تعكس التركيبة السكانية للدائرة للتصويت عليها من قبل الناخبين.
نظرياً، يهدف هذا القانون الانتخابي لتمثيل جميع الطوائف اللبنانية، ولكن عملياً يمكن استغلاله في التلاعب بترسيم الدوائر الانتخابية، سيّما وأنّه لم يتم إجراء إحصاء سكاني جديد في لبنان منذ عقود، وغالباً ما يضطر الناخبون إلى العودة إلى دائرتهم الانتخابية من أجل التصويت.

في المقابل قالت الاختصاصية في مجال الاتصالات سارية شعيب إسماعيل لموقع “المونيتور”: “القادة السياسيون في لبنان منشغلون في ضمان بقائهم”.
أما علي صمدي، المختص في مواقع التواصل فقال: “نحن بحاجة إلى تغيير العقلية والطريقة التي يفكر بها الناس في الأمور السياسية، وأن نتوقف عن تناول الأمور من وجهة نظر طائفية”، مضيفاً: “لا أحد يريد أن يفهم هذا”.

وتواجه مجموعات المعارضة في لبنان معركة شاقة لكسر سطوة الأحزاب على العملية الانتخابية، وعلى الرغم من أنّ ما يقارب الـ40٪ من اللبنانيين هم على استعداد للتصويت لمرشح مستقل – وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة كونراد أديناور الألمانية – غير أنّ عدم توّحد المستقلين يقسّم الأصوات”.

في هذا السياق يعتبر الخبير المالي زياد الحريري في حديث لـ”المونيتور”: أنّ “المجتمع المدني لم يتمكن من توحيد نفسه لإحداث تغييرات ملموسة، بالإضافة إلى ذلك، فإن النخب السياسية تتعامل مع هذه الانتخابات وكأنها مسألة “وجود”، وتحيي الشعارات القديمة، وهناك خوف حقيقي من أن نشهد موجة أخرى من الاضطرابات الاجتماعية بعد الانتخابات”، متابعاً: “أنا لست مقتنعًا جدًا بأي من المرشحين”.

وعلى الرغم من تمثيلهم الواسع ، فقد أخفق أعضاء مجلس النواب الحالي في تجنّب الانهيار ولا أحد في لبنان يريد أن يحاسب، فجميع أفراد السلطة لديهم حصة في كل شيء ولديهم شركاء في كل مشروع.
وبات اللبنانيون يرفعون صوتهم بشكل متزايد في وجه الفساد السياسي، وأصبح الأمر أكثر حدة مع التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ومحاولات حزب الله وحلفائه المتعدد لعرقلة التقدم في المسار القضائي.

إلى ذلك فإنّ معظم السياسات الحكومية مبهمة وغير فعالة، وهي مصممة لامتصاص غضب المنتقدين، وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي من أجل تقديم مساعدة مالية عاجلة، إلا أن الحكومة لم تنفذ بعد الإصلاحات المطلوبة منها.

واستنادًا إلى المقابلات التي أجراها “المونيتور”، فإن الذين يسعون إلى الإصلاح في لبنان هم عادةً من جيل الشباب، والعديد من هؤلاء غادروا بلدهم بحثًا عن آفاق أفضل في الخارج.
ويستغل بعض المرشحين الأزمة في لبنان من خلال تقديم “هدايا” للناخبين المحتملين مقابل تعهدات بالدعم.
منى جابر، وهي متقاعدة، تقول لـ “المونيتور”: “لقد تلقيت مكالمات هاتفية من الأحزاب السياسية تسألني عما إذا كنت سأصوت لهم، لقد وعدوا بتأمين الأدوية أو الطعام لي، لكنني أخبرتهم أنني لا أريد شيئًا. إنهم يحاولون كسبنا بين الحين والآخر، ولكن حينما يصلون إلى الكرسي لن يهتموا لأمرنا”.

وأضافت: “أريد شخصًا يعمل على تحسين البلاد، وتوفير الرعاية الصحية والكهرباء والمياه، حتى نتمكن من العيش. لا يهم ما هي طائفتهم أو ما إذا كانوا من نفس الطائفة، المهم فقط أن يفعلوا شيئًا لهذا البلد. أما إذا كانوا جميعًا مثل السياسيين الحاليين الذين لا يفعلون شيئًا من أجل لبنان وحولونا إلى متسوّلين، فلن أصوت لأحد”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us