طرابلس تصفع “الأسد” وتحجّم “الحرفوش” بـ “Paroles paroles”!


أخبار بارزة, خاص 17 أيار, 2022

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

لا يوم كيومك يا فيصل..
فمشهد نائب طرابلس “السابق”، وهو يصرّ على الفوز، لا يمكن أن يمرّ عادياً. فمع كل المعطيات التي كانت تشير إلى سقوطه وذهاب الحاصل لمرشح الثورة رامي فنج، غير أنّ كرامي كان مصرّاً على “الفوز”، خرج إلى الإعلام وهاجم كل من تحدّث عن خسارته المقعد، تحدّى، قاطع، ولكنّ تعابير وجهه كانت في مكان آخر، كان الغضب يسيطر عليه، ويحاول كتم غيظه بادعاء “الراحة”، وأنّ المقعد النيابي في جيبته..

عديدة هي مشاكل فيصل كرامي. وغريبة تلك الغبطة التي تملكت أبناء طرابلس لحظة سقوطه. فأن يسقط فيصل، يعني سقوط وديعة الأسد في الشمال. وأن يسقط فيصل يعني سقوط النائب الذي يختفي صوته لأربع سنوات بعد حصوله على المقعد، وأن يسقط فيصل يعني سقوط الفشل السياسي لعائلة كانت عريقة بأدائها قبل أن يختلف الخط والنهج.
وأن يسقط فيصل، يعني سقوط الاستثمار في دماء الشهيد رشيد كرامي، ونبش القبور.
وأن يسقط فيصل، يعني سقوط ما يعرف بسنّة حزب الله في طرابلس.
وأن يسقط فيصل، يعني سقوط الزبائنية وسقوط من يتعامل مع الكرسي كإرث وحقّ، ومع أهل المدينة كأنّهم وديعته العائلية التي يتحرّك بها كيفما شاء!

سقط فيصل، الذي لم ينجح يوماً في ممارسة السياسة، لم يملك حتى الأدوات التي تمكنك من معارضته، أو الخطاب الذي يمكن محاججته به، هو فقط ربح المقعد بالوراثة، وانتشى بلقب “السعادة”!

كما فيصل، كان مصير الحرفوش، أي المرشح عمر حرفوش، فالأخير اختفى صوته تماماً، وضّب حقائبه وغادر لبنان بعدما لم يفز إلاّ بـ1003 أصوات.
الحرفوش الذي استعمل المال الانتخابي، وتشدّق على وسائل إعلام لتبييض صورته وفكرته وبرنامجه، لم يكن يوماً سوى “فقاعة” هدفها شرذمة الثورة، والتغيير.. وتقديم نموذج سيئ للحالة المستقلة التي يبحث عنها الناخب.
حرفوش الذي عمل على “التشويش” على الحالة المستقلة، استحوذ بخطابه على خطابات عدّة، فيوماً تراه فيصل كرامي، وفي يوم آخر سرايا المقاومة، وفي مرة أخرى يتحدث كثائر.. هو في الحقيقة لا يدرك شيئاً سوى أنّه يريد الحديث فقط الحديث، ليذكرك بالأغنية الشهيرة “Paroles paroles”.

الزوبعة التي أثارها الموسيقي المعتدّ بنفسه، انتهت رسمياً مع إقفال صناديق الاقتراع، فهو لم يعد حاضراً مثله مثل كراسيه الانتخابية، والـ150 ألف التي كانت تدفع للمصفقين.. لتبقى له صفحته الفيسبوكية، وصوره بين مجالس الشيوخ، وآخرها أمس في مجلس الشيوخ الإيطالي.
فهنيئاً له بالصور، وهنيئاً لنا بهجرة هذا “الدماغ”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us