دراسة لبنانية تستشرف اتجاهات العوارض المختلفة وعوامل الخطر بعد الشفاء من كوفيد-19


أخبار بارزة, خاص 13 آب, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

لماذا تختلف أعراض كورونا من شخص لآخر؟ كلمة السر في ذلك تكمن في دراسة سويدية صادرة في 17 كانون الثاني 2022 والتي كشفت أنّ هذا الجين يفسر سبب تباين أعراض فيروس كورونا من شخص إلى آخر إلى حد كبير حيث تصيب بعض الأشخاص بقوة أكبر من غيرهم مما يساعد العملاء في تصنيع أدوية فعالة ضد الفيروس. كما أنّ هذا الجين يخفف الإصابة بكورونا بنسبة 20%.

هذا في السويد أمّا في لبنان فتهدف دراسة مهمة وموعودة لا تزال مستمرة إلى دراسة العوارض المختلفة لكوفيد-19 عند اللبنانيين، وعوامل الخطر ومحاولة الربط بين العوارض وحدّتها مع عوامل الخطر عند المرضى الملقحين وغير الملقحين، ودراسة التباين والفروقات بين سنة 2020 و2021 و2022.

هذه الدراسة العلمية وإن كانت حالياً لا تجاري بأهميتها الدراسات التي أجريت في العديد من الدول الأوروبية لكن الباحث المسؤول في فريق “نانوستك الطبي” يؤكد في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ “الأعراض السريرية لا تزال تحت الرصد، وأهميتها تكمن في الربط بين حدّة المرض والمزيج من عوامل الخطر عند المرضى التي تستدعي البدء بعلاجات معينة باكراً”.
ويضيف بأنها “دراسة أولية نسعى من خلالها إلى الحصول على استنتاجات تساعدنا في بناء فرضيات واضحة لدراستها لاحقاً ضمن دراسات أكبر وأقوى”.

وتشمل الدراسة مختلف المناطق اللبنانية، فيما العدد النهائي للعينة لم يكتمل بعد، أما فريق العمل فهو من عدة تخصصات يشمل أطباء، صيادلة، ممرضين، بالإضافة إلى اختصاصيين في الصحة العامة وتعزيز الصحة والإحصاءات.

بالنسبة إلى النتائج الأولية تنقسم إلى قسمين قبل العام 2022 وبعده، فقبله كانت عوارض معظم الملقحين خفيفة جداً حتى إن بعضهم لم يشعر بأي من العوارض، أما غير الملقحين فكانت العوارض متنوعة جداً ومختلفة من شخص إلى آخر، ومن بين أكثر العوارض شيوعاً كان التعب، الحرارة، عوارض في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وألم العضلات والمفاصل.
العوارض لم تتوقف هنا فقد سجلت الدراسة حصول عوارض متعلقة بالعين، ويشرح الباحث “أبرزها الدمع والإحساس بجسم غريب في العين، فضلاً عن وجود حالات مرتفعة لحقن الملتحمة. ولعل أبرز ما توصلت إليه الدراسة أن نسبة 2.1ِ% تعرضوا لالتهاب الملتحمة نتيجةً للإصابة بـ كوفيد-19”

بالإضافة إلى العوارض المتعلقة بالعين سجلت الدراسة عوارض متعلقة بجهاز القلب والشرايين عند الأشخاص الذين لديهم عوارض خطر. وبلغ متوسط عمر المصابين بالتهاب عضلة القلب 36 عاماً، وقد احتاج 66% منهم إلى الاستشفاء، بينما توزعت الإصابات بين الملقحين وغير الملقحين..

فعلى سبيل المثال عانت الدكتورة ميمنة كتباي من ضيق في التنفس وسعال قوي، وبعد فترة اكتشفت وجود ماء على غشاء القلب، ظهر عندها بعدما تعرضت لنوبة قلبية، وعندما قصدت الدكتور المختص أخبرها بأن هذا ناجم من الالتهابات التي أصيبت بها عند إصابتها بفيروس كورونا.
ولم تمر أشهر حتى أصيبت ميمنة مرة ثانية، حيث تبين وجود ماء على غشاء القلب، ما ترك انعكاساته على عضلة القلب أيضاً.

أما الدكتورة فاطمة عواضة فتعرضت لمجموعة من العوارض كان أبرزها انحجاب الرؤية “عندما كنت أنظر إلى الشمس أثناء إصابتي بالكورونا كنت أرى سواداً، وأشعر بألم في رأسي، وحتى اليوم لا زلت أعاني من ضبابية في الرؤية مما يدفعني لاستعمال عدسات طبية”.

وانتقالاً إلى فترة ما بعد 2022 فقد بينت الدراسة عودة أعداد الإصابات إلى الازدياد عند الملقحين، ويعزز الباحث ذلك إلى التغيرات الحاصلة في “السبايك بروتين” عند المتحورات التي تساعد الفيروس على التهرب من الأجسام المضادة، فيما لا تزال نسب الإستشفاء جراء كوفيد منخفضة نسبياً.

وأخيراً توصي هذه الدراسة بأهمية إتباع الإجراءات الوقائية المتعلقة بالسلامة الصحية لتفادي انتقال العدوى، والتي تشمل ارتداء الكمامة، وغسل اليدين، وتجنب الاكتظاظ خاصةً في الأماكن المغلقة، كون التبعات الصحية للإصابة تشمل الملقحين وغير الملقحين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us